اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
أكد أحمد البوراي، وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، أن تلف الخضروات والفواكه بعد الجني يؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي والاقتصاد والزراعي.وأوضح البواري، في معرض جوابه على سؤال كتابي لرئيس الفريق الحركي، ادريس السنتيسي، أن 'مكافحة التلف الذي يصيب الخضراوات والفواكه بعد الجني تشكل موضوعا بالغ الأهمية كونه يؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي'.
وأشار المسؤول الحكومي أن 'المعهد الوطني للبحث الزراعي يقوم، حسب الموارد البشرية والمادية المتاحة، بعدد من البحوث لتقليل الهدر الغذائي، وتحسين جودة الخضراوات والفواكه بعد الجني، خاصة بالنسبة للزراعة الصامدة والمرنة ضد التغيرات المناخية'.
وبخصوص الحوامض، أبرز البوراي أنه 'تمت بلورة دليل حول ممارسات الزراعة السليمة للمحافظة على جودة الحوامض بعد الجني، وذلك بهدف المساهمة في معلومات تقنية لإنتاج حمضيات عالية الجودة للأسواق المحلية والأجنبية من خلال الحفاظ على مظهر خارجي جيد، دون إصابات أو عيوب واضحة، والحفاظ على الجودة الداخلية والغذائية للفاكهة'.
'ويتضمن هذا الدليل، يضيف المتحدث ذاته، معلومات مهمة حول تحديد الوقت المناسب للجني، والنقل من الحقل إلى محطة التلفيف، وعمليات التلفيف والتعبئة في المعمل، وطرق التحكم في التعفن المحتمل باستخدام مبيد فعال في غضون 24 ساعة عند الوصول إلى جروح أو كدمات، وطرق العلاج البديلة للمبيدات الكيميائية، والطريقة الصائبة في التخزين في غرف التبريد، بالإضافة إلى صياغة منتجات جديدة بناء على نتائج الاستخلاص والتطبيق التكنولوجي للبكتين، والذي تم الحصول عليه من قشور الحمضيات، خاصة من الأصناف التي تم الحصول عليها من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي'.
وبخصوص الرمان، فلفت البواري أنه يتم 'تحديد وتحسين ظروف التخزين البارد لتقليل الخسائر بعد الحصاد، وتطوير معالجات الحفاظ على ثمار الرمان من الأصناف المحلية والمدخلة'، مضيفا أنه 'تم تحديد 5 أنواع من الفطريات المسؤولة عن تعفن ثمار الرمان بعد الحصاد، و4 منتجات مضادة للفطريات تم تحديدها على أنها أكثر فعالية ضد تعفن الرمان بعد الحصاد (منتجات كيميائية بيولوجية)'.
أما الفلفل الحلو الأحمر نيورا (بابريكا)، فتم 'إجراء بحوث لمواجهة المعوقات المرتبطة بالجودة الصحية لتقنيات الإنتاج والتحويل، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة بعد الحصاد، وقد تم التوصل إلى نتائج بارزة تهم تقنيات التجفيف التي تتكيف بشكل جيد مع سياق منطقة الإنتاج والحفاظ على الخصائص التكنولوجية والحسية والصحية التي تتطلبها القوانين المعمول بها في تحويل الفلفل الحلو الأحمر'.
وفي ما يهم التمور، فتم 'إجراء بحوث حول الرفع من القيمة المضافة للتمور ذات الجودة الضعيفة أو البسيطة، وتم الوصول إلى إنتاج عديد من المنتجات التحويلية، منها مربى من ثمار النخيل ومشروب التمر وعجين التمر، كما تم مؤخرا التوصل إلى استخراج مسحوق من ثمار النخيل وزيت من نواة التمر، خاصة من تمور 30 صنفا من الأصناف المغربية الرئيسية من مختلف الواحات (درعة وتافيلالت، وطاطا، وتودغا، وفكيك'.
وبخصوص الخروب، فتم إجراء بحوث حول التثمين التكنولوجي للب وبذور الخروب من أجل تطوير منتجات ذات قيمة غذائية وحسية عالية، بينما تم إجراء دراسات متعددة حول تثمين فاكهة التين القابلة جدا للتلف بعد الجني، وفق تعبيره، حيث تم الوصول إلى إنتاج زيت من بذور التين إضافة إلى الطريقة العلمية والصائبة في تجفيف الفاكهة، بما في ذلك التجفيف عبر الميكروويف، التجفيف بالبخار الشديد الحرارة والتجفيف بالطاقة الشمسية، أما الفواكه الحمراء الصغيرة فإن بحوثا حول التثمين التكنولوجي للفراولة، توصلت مؤخرا إلى استخراج مسحوق ورحيق ذي جودة عالية من هذه الفاكهة القابلة جدا للتلف بعد الجني.
وأكد وزير الفلاحة أن 'المعهد الوطني للبحث الزراعي توصل إلى بلورة عدد مهم من البطائق التقنية التي تتضمن معلومات مهمة حول الطرق الموصى بها في التخزين الأمثل لعدد من الفواكه والخضراوات، خاصة الحوامض والتمور والتين والفواكه الحمراء الصغيرة والطماطم والبصل والبطاطس.
إجراءات لمواجهة تلف الخضروات والفواكه
وشدد أحمد البواري على أن اتخاذ مجموعة من التدابير العلمية والإدارية الفعالة كفيل بالمساهمة في تقليل الهدر الغذائي وتحسين جودة الخضروات والفواكه بعد الجني، تتمحور حول تحسين سلسلة الإمداد من خلال استخدام تقنيات الرصد المخزون وإدارة الطلبات، وكذا تطوير شراكات قوية بين الفلاحين والموزعين والباعة لتحقيق إدارة أفضل للمخزون والطلب.
ومن بين الإجراءات المتخذة أيضا، 'التغليف الجيد عبر استخدام مواد تغليف مصممة للحفاظ على جودة المنتجات وأحجام التعبئة المناسبة مع تحسين ظروف التخزين من خلال توفير مرافق التخزين التي تتحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة وكذا تقنيات التخزين الحديثة لتحسين مدة صلاحية المنتجات والحد من الفقد.
كما أكد المسؤول الحكومي ضرورة 'التسويق المباشر وتشجيع التجارة الإلكترونية، من خلال إنشاء منصات عبر الإنترنت تسهل الربط بين الفلاحين والمستهلكين، مما يساعد على تقليل الوقت بين الحصاد والاستهلاك'.
وأشار البوراي أيضا إلى 'تطبيق التكنولوجيا، عبر استعمال تطبيقات الهواتف الذكية لتوفير معلومات عن المنتجات مما يساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات مستنيرة، واستخدام أجهزة استشعار لمراقبة ظروف النقل والتخزين، مما يساعد على الحفاظ على الجودة وتقليل الفقد مع تحسين الجودة، عبر تشجيع زراعة الأصناف التي تتمتع بمدة صلاحية أطول أو مقاومة أفضل للأمراض، ووضع معايير صارمة لمراقبة جودة المنتجات قبل الشحن إلى الأسواق'.
وشدد وزير الفلاحة على أن 'تقنيات الحد من الهدر الغذائي وتحسين جودة الخضروات والفواكه تتطلب تعاونا شاملا بين جميع الفاعلين في السلسلة الغذائية، بدءً من المنتجين إلى المستهلكين، واستخدام التكنولوجيا في التثمين والرفع من القيمة المضافة فضلا عن التوعية والتحسينات في التخزين والتوزيع'.