اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٢ نيسان ٢٠٢٥
كشفت مجلة 'جون أفريك' أن مناورات الأسد الإفريقي في نسختها الحادية والعشرون المزمع احتضانها من قبل المغرب خلال الشهر المقبل، تأتي في وقت يشهد فيه السياق الإقليمي توترات ملحوظة، وتحديدًا في منطقة الساحل وشمال إفريقيا. ومع الانفتاح والتحديات الأمنية، تكشف هذه المناورات عن رسائل سياسية وعسكرية هامة.
وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الدورة المنعقدة خلال الفترة بين 12 و23 ماي 2025، والتي تعد أكبر تمرين عسكري متعدد الجنسيات تنظمه القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، ستشهد مشاركة أكثر من 10 آلاف جندي من حوالي 40 دولة، كما أنها تعد من أضخم وأعقد المناورات التي شهدتها المنطقة.
من أبرز ما يميز النسخة الحالية من 'الأسد الإفريقي'، حسب التقرير، هو دخول مروحيات 'أباتشي AH-64E' الهجومية في الخدمة بالمغرب، وهي المرة الأولى التي يتم فيها نشر هذه المروحيات الأمريكية المتطورة في المملكة، حيث تسلم المغرب، في نهاية فبراير 2025، 24 مروحية من هذا النوع، منها 6 مروحيات جاهزة للعمل.
ومن خلال هذا التحديث التكنولوجي، يسعى المغرب إلى تعزيز قدراته العسكرية في مجالات الاستطلاع، الاستهداف، والدعم الناري، وهو ما يعكس قفزة نوعية للقوات الجوية الملكية.
وفي زيارة رسمية، أكد الجنرال مايكل لانغلي، قائد 'أفريكوم'، خلال استقباله لهذه المروحيات في قاعدة القنيطرة الجوية، أن هذه الصفقة تعزز قدرة القوات المسلحة الملكية على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة وتوسيع نطاق التدخل في مناطق عدة، كما وصف المغرب بـ'الشريك الاستراتيجي الرئيسي خارج حلف الناتو'.
وأشار التقرير إلى أن هذا العام، كما في السنوات الماضية، تشارك إسرائيل في مناورات 'الأسد الإفريقي، وهي مشاركة ليست بجديدة، حيث سبق لإسرائيل أن شاركت في نسختي 2023 و2024، لكن حضورها كان خافتا العام الماضي بسبب السياق السياسي الحساس في غزة، وهذا العام، تبرز مشاركة إسرائيل بشكل أكبر، مع تأكيدها على أهمية التعاون العسكري مع الدول الأفريقية.
وأوضحت المجلة الفرنسية أن المصلحة الإسرائيلية في هذه المناورات تتمحور حول تقنيات الحرب الحضرية، حيث يظهر الجيش الإسرائيلي خبرة واسعة في القتال في بيئات معقدة، وهو ما يثير اهتمام الجيوش الأفريقية التي تواجه تحديات متزايدة من جماعات جهادية وصراعات محلية.
بحسب مصادر عسكرية أفريقية، فإن تقنيات الجيش الإسرائيلي في التنسيق بين القوات البرية والجوية في الحروب الحضرية تعتبر محورية في مواجهة التهديدات الأمنية غير التقليدية.
وأورد التقرير أن كان من المفترض أن تشارك الجزائر في النسخة الحالية من 'الأسد الإفريقي' كدولة مراقب، إلى جانب دول أخرى مثل بلجيكا والهند وقطر، لكن وفي خطوة مفاجئة، اختفى اسم الجزائر من قائمة المشاركين في الوثائق الرسمية التي نشرتها 'أفريكوم'.
وتشير المعلومات التي نشرتها مجلة 'جون أفريك' إلى أن هذا التراجع جاء بعد تأكيد مشاركة عسكريين إسرائيليين في المناورات على الأراضي المغربية، ويبدو أن وجود القوات الإسرائيلية والمغربية في التمرين نفسه قد دفع الجزائر إلى اتخاذ قرار بالانسحاب بشكل هادئ.
هذه الخطوة حسب المصدر ذاته تبرز التوترات القائمة بين الجزائر والمغرب، والتي لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين، خاصة في سياق الأزمة الدبلوماسية المستمرة.
وبينما قررت الجزائر الانسحاب من المناورات، أشار التقرير إلى اختيار المغرب نهج سياسة التهدئة، ففي خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات مع الجزائر، ألغى المغرب مرحلة التمرين الميداني التي كان من المقرر إجراؤها في منطقة المحبس على الحدود المغربية-الجزائرية.
ويرتبط هذا القرار بما يشهده الإقليم من تصاعد في التوترات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر، مما دفع المغرب إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى منع أي تصعيد في العلاقات.