اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، أن وزارة الاقتصاد والمالية، قدمت الأرقام الحقيقية بخصوص ملف دعم استيراد الأبقار والأغنام أو ما يعرف بـ'الفراقشية'، مبرزا أن الحكومة الحالية تسعى لتكريس العزوف السياسي للحفاظ على مكانتها.
وقال بنعبد الله، خلال حلوله ضيفا على برنامج 'نبض العمق': 'خلال مناقشة قانون المالية لسنة 2025 وبالضبط خلال أكتوبر من عام 2024، مارسنا حقنا في سؤال وزارة المالية حول تفاصيل غير موجودة في القانون من بينها أرقام دعم استيراد اللحوم وأجابتنا بأن هذا الملف، إلى حدود ذلك الوقت، يكلف ميزانية الدولة 13.3 مليار درهم وهو ما يثبت صحة الأرقام المتداولة في ذلك الوقت وعدم صحة الأرقام التي أصدرتها الحكومة ممثلة في وزارة الفلاحة خاصة والناطق الرسمي باسم الحكومة'.
وأضاف موضحا: 'وزارة المالية لم تصدر أي تكذيب حول هذه الأرقام لأن الوثيقة التي وصلتني تؤكد صحة الأرقام الأولى وتثبت أن المسألة كلفت الدولة 13.3 مليار درهم، لذلك لم ترغب الحكومة في تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لأنهى تخشى الكشف عن الأسماء المستفيدة خاصة أن ذلك سيفضح تضارب المصالح والقرابة السياسية للمستفيدين'.
وتابع متسائلا: 'مادام هذه الحكومة غير خائفة لماذا رفضت لجنة تقصي الحقائق؟، الصيغة التي يواجهون بها هذا الأمر غير مسؤولة فالحكومة تريد منا أن نصفق لها ولجوء رئيس الحكومة لنعث مسؤولين سابقين أنهم يمارسون الكذوب أقول له هذا كلام غير مسؤول، وأدعوه أن يحترم حدود اللياقة في الكلام فلا يليق أن يقال كلام من هذا النوع، فضلا عن ما تلفظ به أمام مجلس النواب.
ونبه الأمين العام لحزب 'الكتاب'، أن الحكومة توظف شركات بالملايين من المال العام لإشهار إنجازاتها من أجل استغلالها انتخابيا من خلال قنوات عمومية ونخشى أن يتم الالتواء حول هذا الأمر فبأي حق تقوم هذه الحكومة بهذا الأمر ويتم اتهام المعارضة بالاستغلال الانتخابي لمواضيع أخرى'.
ووجه المتحدث ذاته انتقادات حول طريقة تدبير الحكومة لعدد من المواضيع، وقال: 'هذه الحكومة لم تدبر بشكل أساسي تداعيات كوفيد بل الحكومة السابقة هي من قامت بذلك، كما أنها تنسى أن تقول للمغاربة بأن عدة فرص اقتصادية أتيحت في ذلك الوقت مع انطلاق جديد للاقتصاد العالمي حيث صادفوا الخروج التدريجي من الأزمة ولم يستغلوها.
وسجل بنعبد الله، أن 'جميع حكومات العالم واجهات الحروب والأزمات غير أن الفرق أن هذه الحكومات لم تتحجج بذلك بل واجهتها بإجراءات وتدابير عكس الحكومة الحالية التي فشلت في ذلك ورفضت تخفيض الرسوم الجمركية ومراقبة الوسطاء لتخفيض أسعار المحروقات'.
واعتبر الوزير الأسبق، أن الإجراء الوحيد الذي قامت به هذه الحكومة هو تخصيص 8 مليار المقدمة لدعم أسعار النقل فضلا عن الدعم المباشر رغم نواقصه ودعم السكن رغم ما يشوبه من اختلالات والتغطية الاجتماعية التي تعرف مجموعة من النواقص التي يستفيد منها المصحات الخاصة، وفق تعبيره، مضيفا: 'من واجبنا كمعارضة أن ننبه إلى هذا الخلل فالدعم المباشر لم يصل لجميع المحتاجين والمعوزين وجميع الحكومات منذ الثمانينات عانت من الجفاف وواجهته ولم تتحجج به وجميع الحكومات عرفت أزمات دولية اقتصادية واجتماعية'.
وبخصوص الحوار الاجتماعي وتخصيص 45 مليار درهم لرفع الأجور وتحسين الدخل، قال بنعبد الله: 'من الضروري أن ننصت لكل النقابات في هذا الموضوع الذين أجمعوا أن الواقع مر وأن ما قدم غير كاف فضلا عن تقارير رسمية للمندوبية تقول بأن 3.2 مليون من المغاربة نزلوا تحت عتبة الفقر بحكم غلاء المعيشة وموجودين في جميع الأوساط'.
وأضاف: 'ما قامت به الحكومة حلول ظرفية من خلال بيع 'الحيوط' من ممتلكات الدولة من مستشفيات ومؤسسات عمومية وهي حلول ظرفية وموارد غير قارة تعالج بها الوقت الحالي وليس المستقبل، وما نخشى هو تضخم وارتفاع المديونية العمومية من خلال تنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم 2030″.
وأوضح بهذا الخصوص: 'جميع الدول التي نظمت لم تخرج رابحة اقتصاديا وتعقمت مديونيتها وتأثرت ميزانيتنها، فلا يجب أن يعمق كأس العالم أثر الفوارق المجالية خاصة في الجهات التي لن تنظم كأس العالم سواء في الشرق أو الجنوب الشرقي أو غيرها من المناطق حيث يجب أن تشعر أن هذه الجهات البعيدة بأنها معنية بتنظيم المونديال'.
وتابع: 'الضعف السياسي للحكومة وعدم قدرتها على تعبئة المواطنين وغيابها على الواقع الاجتماعي عمق أزمة العمل الساسي وأضاف شرخا جديدا بين المغاربة والسياسة عكس الحكومات السابقة، هذه الحكومة تريد هذا الفراغ ولا تعي بأن العزوف وانكماش المواطنين ودرجة السخط التي وصل لها المجتمع ليس في مصلحة بلادنا لكنهم لا يبالون بذلك أنه سيقاربون الانتخابات المقبلة بنفس مقاربة الانتخابات السابق'ة.
وزاد: 'هذه الحكومة والأحزاب المشكلة للأغلية تريد العزوف السياسي حتى ينجحوا في الفوز مجددا بنفس أساليب الفساد السياسي من خلال استمالة الناخبين، لذلك نجد صعوبة في تعبئة المواطنين لإعادة الثقة للعمل السياسي والانتخابي حيث ينظر إلى الساحة السياسية أن مليئة بالسارقين، ويجب على الحكومة أن تتقبل الانتقاد فليس كل ما يقوم به رئيس الحكومة مقدس'.
كما وجه انتقادات لاذعة للحكومة حول استغلال المال العام والإنجازات في حملة انتخابية سابقة لأوانها بقولها: 'الحكومة بدأت بشكل سابق لأوانه الترويج للانتخابات من خلال الصراع بين مكوناتها الثلاث على 'حكومة المونديال' فقد جاء ملف القفف الانتخابية ثم جولات حزب رئيس الحكومة بعدد من المدن، وهناك فراغ وضعف سياسي غير مسبوق لهذه الحكومة ولا يمكن أن يتكرر ما يحدث في الانتخابات المقبلة'.
وأكمل: 'ندعو أخنوش لاحترام البرلمان ومواعيده وعدم تهديد كل من يعارضه وهناك سخط عارم في الشارع حول هذه الحكومة في جميع الأوساط، فنحن نحضر أنفسنا لمعركة ساخنة وألا تكون الحكومة المقبلة مسيرة من قبل نفس الوجوه وهو أمر مصيري، فيجب الاستماع لنبض الشارع واحتجاجاتها وسط غياب تام للحكومة'.