اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
كشف معهد التنسيق للحوكمة والاقتصاد التطبيقي 'instituto coordenadas' في تقرير تحليلي حديث أن ملف الصحراء المغربية يقترب من نهايته، مدفوعاً بتحرك أمريكي حاسم بقيادة إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تضع خيار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كالمسار الوحيد الممكن لحل هذا الصراع الذي طال لعقود.
ووفقاً للتقرير، فإن الإدارة الأمريكية الحالية تحث الجزائر وجبهة البوليساريو على الجلوس فوراً إلى طاولة المفاوضات مع المغرب، وقبول المقترح المغربي كأساس لأي حل سياسي. مذكرا بتأكدي وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على دعم بلاده الراسخ لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل «الحل الواقعي الوحيد» لإنهاء النزاع.
وخلص تقرير المعهد الاسباني إلى أن عام 2025، الذي يصادف الذكرى الخمسين لـ'المسيرة الخضراء'، قد يشهد ملامح تسوية نهائية للصراع، برعاية أمريكية، مع آثار متوقعة تمتد إلى استقرار القارة الإفريقية وإعادة توازن القوى في سياق التنافس العالمي، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط في هذا المسار الدبلوماسي الجاري، وتوضيح موقفه لتفادي التهميش في عملية ذات آثار استراتيجية كبرى.
وأشار التقرير إلى أن استمرار النزاع يعيق الوصول المستقر إلى موارد استراتيجية في إفريقيا مثل اليورانيوم والذهب والمعادن النادرة، ويُهدد الأمن الإقليمي، مما يجعل التسوية ضرورة اقتصادية وجيوسياسية في آن واحد، موضحا أن البيت الأبيض يهدف إلى إعادة تشكيل علاقاته مع دول المنطقة من خلال أطر جديدة تشمل ضمانات أمنية، واتفاقيات اقتصادية تتيح وصولا تفضيليا إلى الأسواق والموارد، ما يجعل إنهاء النزاع جزءاً من رؤية أوسع.
كما أكد التقرير أن الولايات المتحدة تعمل على فرض ضغوط غير مسبوقة على الجزائر لإجبارها على القبول بالإطار المغربي، وتشمل هذه الضغوط دعوات لتفكيك مخيمات تندوف ونزع سلاح جبهة البوليساريو، مع تحذير من عزلة دبلوماسية محتملة وفرض عقوبات ثانوية على الكيانات الجزائرية التي تواصل دعم البوليساريو.
وفي مقابل ذلك، أوضح التقرير أن واشنطن تعرض على الجزائر فرصاً اقتصادية مغرية، تشمل زيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاع الطاقة الجزائري، وتوفير تقنيات متقدمة لاستكشاف واستغلال المحروقات، وذلك شريطة أن تُغيّر الجزائر موقفها من قضية الصحراء الغربية.
ولفت التقرير إلى أن القرار في الجزائر لن يكون سهلاً، إذ إن التخلي عن دعم جبهة البوليساريو بعد خمسة عقود من الالتزام السياسي سيُنظر إليه داخلياً كتنازل كبير، ما يُصعّب على النخبة الحاكمة التفاعل السريع مع الطرح الأمريكي.
في هذا السياق، أشار إلى أن إدارة ترامب تدرس تعليق تمويل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (المينورسو)، ما يمثل خطوة ذات دلالة سياسية قوية، تهدف إلى تسريع وتيرة التوصل إلى اتفاق سياسي دائم، مشيرا إلى احتمال قيام واشنطن بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO).
وتبعاً للتحليل ذاته، ترى إدارة ترامب في المغرب شريكاً محورياً في استراتيجيتها لمنطقة الساحل، وتسعى إلى ترسيخ موقعه كـ«دولة مفصلية» في المقاربة الأمريكية الجديدة تجاه القارة الإفريقية. مشدد على أن القضية لا تتعلق فقط بنزاع إقليمي، بل ترتبط مباشرة باستراتيجية واشنطن لمواجهة النفوذ المتزايد لقوى دولية أخرى، وفي مقدمتها الصين.