اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
أطلق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الوزير الأسبق نبيل بنعبد الله، تحذيرا شديد اللهجة بشأن العلاقة بين الحقلين السياسي والإعلامي في المغرب، مؤكدا أنهما يقفان 'على غصن واحد'، وأن أي مساس بهذا 'الغصن المشترك' سيؤدي إلى سقوط الجميع، ومعهم ركائز الديمقراطية. وفي تصريحات له خلال استضافته ببرنامج 'نبض العمق' الذي يبث على منصات جريدة 'العمق'، أعرب بنعبد الله عن أسفه العميق لكون تجربة التنظيم الذاتي لقطاع الإعلام قد 'وُئِدَت في مهدها'.
واستهل بنعبد الله حديثه بالتأكيد على هذه العلاقة المصيرية، قائلا: 'كنت دائما أقول، وبنبرة نضالية، نحن السياسيين والإعلاميين فوق غصن واحد، فحذار من المساهمة بأي شكلٍ كان في قطع هذا الغصن، لأنه إن انقطع، سنسقط كلانا، وبالتالي ستسقط معنا الديمقراطية ومضامين هذا الدستور'. وشدد على أن 'تقوية الفضاء الإعلامي هي من مسؤولية الفضاء السياسي أيضا، كما أن تقوية الفضاء السياسي تقع على عاتق الفضاء الإعلامي'، مؤكدا أن هذا التعاضد لا ينفي ضرورة النقد الموضوعي والبنّاء.
وبنبرة ملؤها الأسف، شخّص الوزير الأسبق، الذي كان أحد أبرز الداعمين لمبدأ التنظيم الذاتي إبان توليه وزارة الاتصال، الوضع الراهن بالقول: 'بكل صدق، إن تجربة التنظيم الذاتي اليوم قد تعرضت للوأد في مهدها'. وعزا هذا الانحسار إلى ما وصفها بـ'تحولات غريبة'، مشيرا إلى المسار الذي آل إليه المجلس الوطني للصحافة، الذي أُحدث بموجب قانون، ليتحول إلى 'لجنة مؤقتة'. وانتقد بشدة الحكومة الحالية التي، بحسب وصفه، 'بوعي سياسي منعدم، حوّلت المؤقت إلى دائم بمقتضى قانون لمدة سنتين'، متسائلا عن مآلات الوضع مع قرب انتهاء ولاية هذه اللجنة في شهر غشت المقبل، وما إذا كانت الحكومة ستلجأ إلى تمديد آخر، معتبرا ذلك 'خرقا للقانون'.
وذكّر بنعبد الله بأن المبتغى من التنظيم الذاتي، المستلهم من تجارب دولية، لم يكن محصورا في 'توزيع الدعم المالي أو بطاقات الاعتماد المهنية'، بل كان 'أرقى من ذلك بكثير'. وأوضح أن الغاية الأسمى كانت تتمثل في 'بلورة مفهوم الحرية المسؤولة والمتسعة'، وتجنيب الصحفيين الملاحقات القضائية والعقوبات السالبة للحرية، وتمكين 'الجسم الإعلامي من ممارسة الرقابة الذاتية على أدائه'، وهو ما اعتبر أن 'الواقع اليوم بعيد كل البعد عنه'.
وعزا بنعبد الله ما يشهده المشهد الإعلامي من 'تجاذبات' إلى ارتباط بعض الممارسات 'بمواقع ومصالح وابتغاء امتيازات ودعم مادي'، مؤكدا أن 'الإعلام والسياسة ليسا مجرد مهنة، بل هما مهمة نبيلة وسامية' ينبغي أن تحافظ على استقلاليتها وأدوارها في المساءلة والنقد البناء وطرح القضايا الأساسية للمجتمع.
وختم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية تصريحه بمناشدة 'الأصوات النزيهة، المترفعة عن الاعتبارات المادية الضيقة، والمنخرطة بصدق في المشروع الديمقراطي والإعلامي النزيه' إلى تضافر الجهود لإعادة الأمور إلى نصابها، محذرا من أن 'هذا التخبط الذي نشهده لا يليق بمكانة بلادنا ولا يخدم مصالحها العليا'.