اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
في تحول لافت في منهجية تدبير ظاهرة الكلاب الضالة، أطلقت مجموعة الجماعات الترابية للوقاية وحفظ الصحة بورزازات، بشراكة مع عمالة الإقليم وبتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، حملة نموذجية تعتمد التعقيم والتلقيح كبديل عن القتل العشوائي، الذي طالما أثار موجات استنكار من قبل فعاليات حقوقية وبيئية محلياً ووطنياً.
وتُعد هذه الحملة، سابقة على المستوى الوطني من حيث المقاربة والآليات المعتمدة، حيث تمثل بداية نحو بلورة سياسة ترابية جديدة تتماهى مع التوجهات الوطنية والدولية في مجال الوقاية الصحية وحماية الحيوان، لا سيما في ظل التزامات المغرب بمحاربة الأمراض المشتركة، وعلى رأسها داء السعار.
في هذا الإطار، أكد سعيد أقداد، رئيس مجموعة الجماعات الترابية للوقاية وحفظ الصحة بورزازات، في تصريح لجريدة 'العمق' أن 'العملية تعبر عن إرادة سياسية محلية لكسر منطق الحلول الترقيعية، وتأسيس منظور وقائي أكثر نجاعة وعدالة'.
وأضاف أقداد أن الحملة نُفذت بتنسيق كامل مع المصالح البيطرية والسلطات المحلية، وذلك تلبية لمطالب السكان الذين عانوا لسنوات من تبعات هذه الظاهرة على مستوى الصحة والأمن العام.
وأوضح أن الحصيلة الأولية للعملية شملت تعقيم وتلقيح أزيد من 2000 كلب ضال، وفق بروتوكولات صحية معتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، مضيفاً أن المجموعة تعكف على إنشاء مستوصف بيطري دائم سيكون نقطة ارتكاز في إرساء منظومة مستدامة لتدبير الظاهرة بشكل متكامل.
ويأتي هذا التوجه الجديد في سياق وطني يتّسم بتزايد الدعوات لمراجعة طرق تدبير الجماعات الترابية للملفات المرتبطة بالصحة البيئية، في ظل التحديات التي تفرضها مثل هذه الظواهر على صورة المدن، وعلى السلامة الصحية للمواطنين، وكذا على التزامات المغرب في مجال حقوق الحيوان.
ويرى عدد من المتابعين أن تجربة ورزازات يمكن أن تتحول إلى نموذج وطني يُحتذى به في رسم ملامح سياسة عمومية ترابية أكثر توازنا بين البُعد الإنساني والفعالية الميدانية، خاصة وأن الظاهرة تُعد من الإشكالات المركبة التي تتقاطع فيها الصحة، البيئة، الأمن، والتنمية الحضرية.