اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
كشف تقرير حديث عن تفاقم الصعوبات التي يواجهها الطلاب المغاربة الراغبون في متابعة دراستهم في الولايات المتحدة، في ظل سياسة هجرة أمريكية أكثر تشدداً منذ بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب.
وبحسب التقرير الصادر عن Jeune Afrique، فإن الطلاب المغاربة، الذين يتراوح عددهم بين 1000 و1200 في الجامعات الأمريكية، يخضعون لرقابة مشددة، خصوصاً في تخصصات الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والمالية.
وأوضح التقرير أن الوصول إلى الجامعات الأمريكية بات أكثر تعقيداً بالنسبة للطلبة المغاربة، نتيجة لتكثيف عمليات التدقيق في نشاطاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب طلبات متكررة لإثباتات مالية إضافية.
وتأتي هذه الإجراءات تندرج ضمن السياسات الجديدة التي أعلنت عنها الخارجية الأمريكية، والتي علّقت مؤقتاً جدولة مقابلات الحصول على تأشيرات الطلاب من فئات F وM وJ، في انتظار مراجعة شاملة لإجراءات التحقق.
كما أشار التقرير إلى أن هذه السياسات تأتي في إطار توجيهات أمنية، من بينها برنامج «Catch and Revoke» الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل السلوك الرقمي للطلاب الدوليين، وتحديد ما إذا كانت لهم منشورات تُعتبر داعمة لكيانات مصنفة على أنها إرهابية، مما قد يؤدي إلى رفض أو سحب التأشيرات.
وسجّلت دول مثل نيجيريا، إثيوبيا، غانا، والكونغو الديمقراطية معدلات رفض تفوق 60%. واعتُبرت هذه الدول من بين الأكثر تضرراً من السياسات الجديدة التي تعتمد على تدقيق موسّع، بما في ذلك فحص منشورات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتقدمين.
وفي ما يخص جمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد بلغ عدد طلابها في الولايات المتحدة خلال السنة الأكاديمية 2023-2024 ما مجموعه 1738 طالباً، ما يجعلها الدولة الفرانكوفونية الأكثر تمثيلاً في إفريقيا الوسطى. غير أن التقرير يشير إلى أن معدل الرفض في صفوف الطلبة الكونغوليين يقترب من 70%.
أما في كوت ديفوار، التي بلغ عدد طلابها 1138 في نفس الفترة، فقد شددت القنصليات الأمريكية المعايير المفروضة، حيث يتعرض بعض المتقدمين بالرفض رغم حصولهم على قبول من جامعات أمريكية معتمدة، غالباً بسبب شكوك حول نيتهم في العودة إلى بلدهم بعد انتهاء الدراسة.
وفي الكاميرون، الذي بلغ عدد طلابه نحو 950 طالباً، يواجه الطلبة أوضاعاً مماثلة، خاصة وأنه مصنّف – إلى جانب الكونغو الديمقراطية – على 'لائحة صفراء' غير رسمية تخضع لمراقبة هجرة مشددة. وأدت هذه الإجراءات إلى تمديد فترات الانتظار وزيادة الغموض بشأن الحصول على التأشيرات الدراسية.
وبحسب التقرير، وعلى الرغم من أن الجامعات الأمريكية ما تزال منفتحة نظرياً على الطلاب الدوليين، إلا أن السياسات الحالية أدت إلى عزوف عدد متزايد من الطلبة الأفارقة عن اختيار الولايات المتحدة كوجهة دراسية، مفضلين التوجه نحو دول مثل كندا، ألمانيا، أو فرنسا.
ويُذكر أن هذه الإجراءات أثّرت بشكل خاص على الطلاب من الدول الإفريقية، إذ سجلت بعض البلدان، مثل نيجيريا وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية، معدلات رفض تجاوزت 60%. ولم يُعلن عن أرقام رسمية جديدة تتعلق بمعدلات الرفض في المغرب، إلا أن الإجراءات المفروضة حالياً تعكس ارتفاعاً في مستوى التدقيق والقيود.
وبالرغم من تأكيد المؤسسات التعليمية الأمريكية على انفتاحها أمام الطلاب الدوليين، إلا أن المناخ السياسي والإجراءات الأخيرة دفعت العديد من الطلاب الأفارقة، من ضمنهم المغاربة، إلى إعادة النظر في وجهاتهم الدراسية، مفضلين دولاً مثل كندا، ألمانيا، وفرنسا، التي تُعد أقل تعقيداً في إجراءات القبول والتأشيرة.