اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٥ أذار ٢٠٢٥
أطلق المركز الروسي للعلم والثقافة بالرباط ناديا تاريخيا يحمل اسم 'لحظة الحقيقة'، وهو مبادرة تهدف إلى تكريم اللحظات الحاسمة في تاريخ الحرب العالمية الثانية إذ يجمع النادي بين عرض الصور التاريخية والوثائق النادرة، ويركز بشكل خاص على قهر المعسكر النازي والفاشي، مع استحضار دور الجنود المغاربة في تحقيق النصر بالحرب.
ويأتي إطلاق هذا النادي التاريخي في الذكرى الثمانين لانتصار روسيا، رفقة حلفائها، على دول المحور، كما يهدف النادي إلى إبراز أن الحرب العالمية الثانية لم تكن انتصارا لدولة واحدة أو جيش واحد، بل كانت جهدا مشتركا لجيوش وشعوب من مختلف الثقافات والأديان.
كما يعد إطلاق نادي 'لحظة الحقيقة' اعترافا من المركز الروسي بالدور البطولي الذي لعبه الجنود المغاربة، ويُسلط الضوء على مساهمتهم وإبراز القيم الإنسانية المشتركة وتوثيق الإرث المشترك الذي يجمع الشعوب في مقاومة الاستبداد والظلم، ويهدف إلى تعزيز التفاهم التاريخي بين مختلف الثقافات.
استحضار التاريخ
وفي هذا الصدد، أوضح ألكسندر سين، مدير المركز الروسي للعلم والثقافة 'الدار الروسية بالرباط'، أن افتتاح النادي التاريخي 'لحظة الحقيقة' يسعى لمساعدة الشباب على إدراك شجاعة وبطولة أولئك الذين حاربوا ببسالة إلى جانب المقاومة المغربية، والحفاظ على ذكرى دور الدولة الروسية في النصر، وتقدير التراث، سواء كان مغاربة أو من المواطنين الروسيين المقيمين في المملكة لكي لا تندثر مآثرهم في طي النسيان، وفق تعبيره.
وأوضح سين، في كلمة له على هامش حفل الإطلاق، أن برنامج المبادرة يشمل مؤتمرات ومناقشات وموائد مستديرة مع خبراء روس ومغاربة، ومعارض وعروض للأفلام الوثائقية والفنية تليها مناقشات، لسرد تجربة الضحايا بصفتهم مشاركين.
ومن خلال تقديم النادي التاريخي 'لحظة الحقيقة'، يضيف المتحدث ذاته، فإن كل جيل يدرك الصفحات المأساوية 'لحظة الحقيقة' وخلق تحية رسمية للحظة التاريخية للحرب العالمية الثانية، مشيرا في هذا السياق، أن عام 2025 شيكتب أهمية خاصة للعالم بأسره، حيث يمثل الذكرى الثمانين للانتصار على النازية.
وأضاف: 'هذا التاريخ ليس مجرد لحظة للاحتفال، ولكنه أيضًا وقت للتأمل العميق في التاريخ، والعودة إلى المسار الذي تم قطعه، والألم والتضحيات المقدمة. إنه وقت لتذكر ثمن السلام، وكيف اتحد العالم لهزيمة الطغيان والدمار. لهذا السبب فإن عام 2025 هو وقت لإعادة التأكيد على قيمة الحرية واستقلالها'.
الجنود المغاربة وخطورة النازية
شدد ألكسندر سين على أن روسيا والمغرب تشتركان في تاريخ طويل من التعاون والتفاهم المتبادل، مضيفا: 'مهمتنا هي تعزيز الاحترام المتبادل والحفاظ على التاريخ من خلال تبادل تقاليدنا الثقافية وتعميق علاقاتنا الثنائية ولكن أيضًا تعميق تعاوننا'.
واستحضر سين المساهمة الحاسمة للجنود المغاربة في النصر خلال الحرب العالمية الثانية، ومساهمة كل شخص، مع تحمل خسائر فادحة، في مساعدة أراضيهم وتحرير شعوب أخرى، مع تحمل خسائر فادحة، بأكثر من 27 مليون قتيل من الجنود والمدنيين، وأجبر الملايين على مغادرة منازلهم وتدمير أكثر من 70000 قرية في الاتحاد السوفيتي.
وتابع: 'يجب أن تكون ذكرى هذه السنوات المظلمة، في الفقر والمجاعة، درسًا للجيل لإنقاذ أوروبا وضمان بقائها وسيادتها الوطنية، المهددة بالسلام على الشعوب الأوروبية، وضمان بقائهم، والمساعدة في الحفاظ على استقلالهم الوطني المهدد بعسكرية متزايدة ترغب في فرضه كمليونير، ولكن أيضًا أمل في استعادة السلام والعدالة'.
وزاد: 'يجب على العالم أن يتذكر إلى الأبد المأساة التي تمثلها النازية للبشرية. لقي ما يقرب من 18 مليون شخص حتفهم في معسكرات الاعتقال النازية (توفي أكثر من 3 ملايين شخص بسبب الجوع وسوء المعاملة والاحتقار). على أراضي الاتحاد السوفيتي التي احتلتها ألمانيا وأقمارها الصناعية، تم تنفيذ سياسة إبادة جماعية، وتم تنفيذ أعمال انتقامية وعمليات إعدام جماعية'.