"الحملات المناسباتية" لإصلاح البنيات التحتية تثير استياء البيضاويين

تشهد مختلف مناطق مدينة الدار البيضاء 'دينامية' متسارعة للأشغال والاصلاحات في غالبية الشوارع الكبرى، إذ تقوم السلطات المحلية منذ بداية شهر رمضان بتبليط الطرقات وصباغة الأرصفة إضافة إلى فتح ممرات طرقية جديدة تفك من خلالها العزلة عن بعض المواقع والدوائر البيضاوية.

وفي نفس السياق، تعرف العديد من المقاطعات من قبيل مقاطعة ابن مسيك والفداء مرس السلطان إضافة إلى مقاطعة أنفا حركية متسارعة على مستوى الأشغال، تتزامن في الوقت ذاته مع الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى مدينة الدار البيضاء خلال هذه الأيام، بمناسبة شهر رمضان.

ورغم قيام السلطات بهذه 'الحملات' التي تدخل في إطار 'تنمية العاصمة الاقتصادية'، والقطع شيئا ما مع بعض التجاوزات والفوضى التي كانت تعرفها بعض المناطق، أثارت هذه التحركات 'حفيظة' مجموعة من الفعاليات الحقوقية، التي رفضت ما أسمته بـ'التنمية المناسباتية' وأيضا امتعاضها من ممارسة سياسة 'التفضيل' بين المناطق في تنزيل هذه الإصلاحات التنموية.

على هذا النحو، قال محمد مشكور، رئيس المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام بالدارالبيضاء، إنه 'يجب على الفاعل السياسي القيام بعمله طوال السنة وليس في المناسبات أو حتى تكون هناك بعض الحملات القضائية أو الإنتخابية'، مشيرا إلى أنه 'يجب تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة، وأن أي منتخب يجب أن يعرض على القضاء'.

وأضاف مشكور، في تصريح لـ'الأيام 24″، أنه 'بالنسبة للدار البيضاء يجب على المنتخبين تفعيل البرنامج الذي تعاقدوا من خلاله مع المواطن البيضاوي، وأن دينامية الأشغال والاصلاحات يجب أن تكون على طول السنة وليست منحصرة في وقت أو في فترة محددة'.

وتابع المتحدث عينه أن 'التنمية الحقيقية لم تتوقف على فترة معينة أو مناسبة بل يجب أن تكون بشكل دائم وملحوظ، والحركية التي تعرفها الدار البيضاء حاليا لا يمكن إلى تثمينها ودعمها'.

وأردف أيضا أن 'الإعلام يساهم بدوره في خلق رأي يكون مناهض لسارقي المال العام، والصحافة تناولت في العديد من المرات وفضحت أشخاص قاموا بعمليات السطو على المالية العامة وهذا أمر جيد جداً'.

من جهته، يرى سعيد عاتيق، مستشار جماعي، عضو الجمعية المغربية لحماية المال العام، أنه 'لا يمكن سوى الترحيب بالمبادرات التي يقوم بها الفاعلين السياسيين التي تتعلق بالتنمية، ولكن الملاحظة الغريبة بخصوص مدينة الدار البيضاء هو في بعض المناطق تعرف وتيرة التنمية متسارعة عن طريق إنشاء القناطر والممرات الطرقية، لكن في مناطق أخرى ليس لها حظ في التنمية'.

وأورد عاتيق، في تصريح لـ'الأيام 24″، أن 'هذه الحملات المرتبطة بالتنمية تطرح تساؤلات عديدة، حيث تقتصر هذه الإصلاحات على مناطق معينة دون أخرى، وقيامها خلال فترات معينة دون الإستمرارية فيها، هذا الأمر يثير امتعاض جميع الفاعلين الحقوقيين سواء داخل الدار البيضاء أو خارجها'.

وأشار الفاعل الحقوقي إلى أن 'المناطق المجاورة لمدينة الدار البيضاء الكبرى لم تعرف أي حركية بخصوص الإصلاحات والأشغال، مثال لمنطقة مديونة والهراويين وأيضا بوسكورة وغيرها من المناطق التي توجد على حافة المدينة'.

وزاد: 'يجب فك العزلة على هذه المناطق وذلك بتخصيص وسائل نقل عمومية لربط بين هذه المناطق بعمق مدينة الدار البيضاء، لإضفاء نوع من التنمية النابعة من المواطنة الحقيقية'.