اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
تعيش ساكنة مقاطعة ابن امسيك بالدار البيضاء أوضاعا مزرية بسبب الأشغال التي تنفذها الشركة الجهوية متعددة الخدمات، والتي تحولت معها شوارع وأزقة المنطقة إلى ورش مفتوح يعج بالحفر والأتربة، دون أدنى مراعاة لسلامة السكان أو ظروف عيشهم اليومية.
فمنذ انطلاق هذه الأشغال، التي يفترض أن تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتطوير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، لم تراعِ الشركة الجهوية أدنى شروط التنظيم أو النظافة.
وحسب ما عاينته جريدة 'العمق المغربي'، فإن الشركة المذكورة تركت الحفر مفتوحة لأيام، وتراكمت الأتربة والنفايات على جنبات الطرق، مما أدى إلى عرقلة السير وتزايد الحوادث، ناهيك عن الأضرار الصحية والبيئية التي تهدد راحة وأمان المواطنين.
ووفق تصريحات متفرقة أدلت بها الساكنة للجريدة، فإن 'ما زاد الطين بلة هو الغياب التام لتدخلات مقاطعة ابن امسيك، التي تكتفي بدور المتفرج وسط هذه الفوضى، دون اتخاذ أي إجراءات تلزم الشركة باحترام دفاتر التحملات أو إعادة تأهيل ما تم تدميره في أسرع وقت'.
هذا الغياب المؤسف، حسب التصريحات نفسها، يثير استياء السكان الذين يشعرون بالإهمال والتهميش، ويطرح تساؤلات جدية حول دور السلطة المحلية والمنتخبة في حماية مصالحهم وضمان كرامتهم داخل فضائهم الحضري.
وتطالب الساكنة اليوم، من خلال مناشدات متعددة، بفتح تحقيق جاد حول كيفية تدبير هذه الأشغال، وإلزام الشركة الجهوية بتسريع وتيرتها وفق معايير السلامة والبيئة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الوضعية الكارثية التي حولت مقاطعة ابن امسيك من منطقة سكنية إلى ما يشبه منطقة منكوبة.
وأوضح محمد، أحد سكان منطقة ابن امسيك، أن 'ساكنة ابن امسيك تعيش وضعا كارثيا بكل المقاييس، بسبب الأشغال العشوائية التي انطلقت دون أي تخطيط أو إشعار مسبق، حولت حياتنا اليومية إلى معاناة مستمرة'.
وأضاف محمد في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، أن 'الطرق محفرة، الأرصفة مدمرة، لا وجود لأي تنظيم في سير الأشغال، وكأن الأمر يتم بعشوائية تامة دون أي مراقبة من الجهات المعنية'.
وتابع المتحدث نفسه أن 'الأتربة والغبار أصبحا جزءا من يومياتنا، نستنشقها في بيوتنا، أطفالنا مرضى بسببها، والضجيج لا يتوقف من الصباح حتى المساء'، مشيرا إلى أن 'السيارات لا تجد طريقا سالكا، والراجلون يغامرون بحياتهم وسط هذه الفوضى. الإنارة العمومية غائبة، والحفر تشكل خطرا حقيقيا، خاصة أثناء الليل'.
وزاد: 'الأدهى من كل هذا، أن السلطات المحلية في المقاطعة تلتزم صمتا غير مبرر، لا زيارات ميدانية، لا تواصل مع الساكنة، ولا حتى محاولة لشرح ما يجري أو إلى متى سيستمر هذا الوضع'، مسجلا أننا نعامل كمواطنين من الدرجة الثانية، وكأن منطقتنا ليست ضمن أولوياتهم'.
وشدد محمد على أن 'نحن لا نرفض التنمية أو الإصلاح، بل نطالب فقط بأشغال منظمة، بمخطط واضح، وباحترام كرامة السكان'.
وخلص محمد حديثه قائلا: 'تعبنا من العشوائية واللامبالاة، ونناشد الجهات المعنية بالتدخل العاجل قبل أن تتحول منطقتنا فعلا إلى منطقة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى'.