اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٨ شباط ٢٠٢٥
أكدت منصة الطاقة مشاركة المغرب ضمن مشروع 'كليميت إمبالس'، الذي يهدف إلى تطوير أول طائرة في العالم تعمل بالهيدروجين الأخضر، والتي تتهيأ لخوض تحديا غير مسبوق، حيث ستقوم برحلة حول العالم دون توقف، والأهم من ذلك، دون إصدار أي انبعاثات ضارة بالبيئة.
وحسب ما أوضحته المنصة المتخذة من واشنطن مقرا لها، فإن المشروع يضم شريكين مغربيين ويتعلق الأمر 'OCP' المكتب الشريف للفوسفاط، بالإضافة إلى جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وفي خطوة نحو الطاقة النظيفة، أوضح المصدر ذاته أن المجموعة أن المكتب الشريف للفوسفاط يعمل على تحويل عملياته من إنتاج الأمونيا باستخدام الوقود الأحفوري إلى استخدام الهيدروجين الأخضر، وذلك بهدف جعل المغرب مركزا رائدا في مجال الطاقة الخضراء.
وفي المقابل تعمل الجامعة على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التي من شأنها تحسين أداء الطائرة عبر مساعدة في تحديد مسار الرحلة وتحسين استهلاك الطاقة، والتنبؤ بأحوال الطقس بدقة عالية.
وأشارت المنصة إلى أن 'OCP' تهدف إلى البدء في عملية إنتاج الأمونيا سنة 2027، ما سيساهم في تحول المغرب إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
واعتبر المصدر ذاته أن المغرب يلعب دورا محوريا في مستقبل الطيران النظيف، حيث تتضافر جهود 'OCP' مع مشروع تطوير طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر، مما يمهد الطريق لجعل المغرب مركزا محوريا لإنتاج وتوزيع وقود الهيدروجين النظيف للطائرات، خصوصا خلال الرحلات التجريبية والاستكشافية.
الرئيسة التنفيذية لشركة سينسكو، إلهام قدري، ترى أن المغرب لديه الإمكانية لتحقيق تكلفة منخفضة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يتراوح بين 1 و1.5 يورو للكيلوغرام، بفضل إمكانياته الهائلة في الطاقة المتجددة.
هذا، ويتوقع أن تنطلق الطائرة في عام 2028، في رحلة تاريخية تستغرق 9 أيام، لتسجل نقطة فارقة في الجهود العالمية لتحقيق الاستدامة.
الطائرة المبتكرة، التي ستقتصر على مقعدين فقط، ستمثل أولى الرحلات الجوية الطويلة التي تعمل بالطاقة النظيفة، في خطوة تهدف إلى تحويل قطاع الطيران إلى نموذج يحتذى به في تقليل انبعاثات الكربون، وعلى الرغم من التحديات التقنية الكبرى، المتمثلة في تخزين الهيدروجين السائل عند درجات حرارة منخفضة للغاية، يواصل العلماء والمهندسون العمل على تطوير خلايا الوقود التي ستشغل المحركات الكهربائية للطائرة.
وأكد المنصة أنه ومنذ الإعلان عن المشروع، حقق فريق البحث والتطوير تقدما غير مسبوق، بفضل تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمواد الجديدة التي لم تستخدم من قبل في صناعة الطيران.
وقال برتراند بيكارد، المستكشف السويسري ورئيس المشروع، في هذا السياق إن الطائرة ستتجاوز الحدود التقليدية للطيران، معتبرا أن الهيدروجين الأخضر يحمل مستقبلا واعدا في مشهد الطاقة العالمي.
بيكارد، الذي يعمل جنبا إلى جنب مع المهندس الفرنسي رافائيل دينيلي، أشار إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق حلم الطيران دون انبعاثات كربونية.
ويشهد المشروع شراكة قوية مع كبرى الشركات العالمية في مجال الطيران، بما في ذلك إيرباص وسافران، بالإضافة إلى تعاون مع شركة سينسكو، المتخصصة في الحلول التكنولوجية.
وفيما يتعلق بتطوير الطائرة نفسها، يتطلب المشروع أكثر من 20 عاما من البحث والتطوير، كما حدث مع مشروع 'سولار إمبالس'، الذي أكمل بيكارد وأندريه بورشبيرغ جولته حول العالم في طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، إلا أن المبادرة ستستفيد من دعم أكبر من قبل الشركات المصنعة للطائرات، مما يسرع من إنجاز المشروع.
وحسب تقرير 'الطاقة' فإن الطائرة تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بإعادة تزويدها بالهيدروجين الأخضر في الرحلات الطويلة، كما تمكنت سينسكو من ابتكار حلول مبتكرة لتحسين كفاءة الطائرة، مثل استخدام ألياف الكربون والبوليمرات الحديثة في هيكل الطائرة، بالإضافة إلى تحسين الديناميكا الهوائية من خلال مواد طلاء عالية الأداء، فيما سيتم تطوير خلايا وقود مبتكرة قادرة على تحويل الهيدروجين إلى كهرباء بكفاءة عالية.