اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهدت جلسة محاكمة المتابعين في ما بات يعرف إعلاميا بـ'قضية إسكوبار الصحراء'، اليوم الخميس بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مرافعة مثيرة لنائب الوكيل العام الذي اعتبر أن كلا من عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، وسعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، يعدّان من العناصر الأساسية في شبكة تهريب ونقل المخدرات التي يتزعمها الملقب بـ'إسكوبار الصحراء'.
وأوضح ممثل النيابة العامة أن المعطيات المتوفرة في الملف تؤكد أن عبد النبي بعيوي كان 'عضوا رئيسيا' في عمليات التهريب والنقل، بينما تجاوز دور سعيد الناصري الجانب اللوجيستي ليصبح 'مساهما فعليا' في تهريب كميات من المخدرات تخصه شخصيا، ضمن الكمية التي تم ضبطها.
وأشار نائب الوكيل العام إلى أن عملية إحباط شحنة بلغت 40 طنا من مخدر الشيرا بمدينة الجديدة سنة 2015، كشفت أن سعيد الناصري كان مساهماً بطن ونصف من تلك الكمية، بتمويل من شركائه، دون علم بعيوي، حسب قوله.
وأضاف ممثل الحق العام أن العلاقة التي تربط “إسكوبار الصحراء” بكل من بعيوي والناصري ليست علاقة عابرة، بل “وطيدة ومتجذرة”، مشيرا إلى أن الناصري قام بإرسال مبالغ مالية متكررة أثناء فترة اعتقال 'الحاج بن إبراهيم'، أحد أبرز المتهمين في الملف، بلغت 80 ألف درهم و20 ألف درهم ثم 15 ألف درهم، عبر وسطاء أكد بعضهم ذلك خلال الاستماع إليهم من طرف الضابطة القضائية.
ولفت ممثل الحق العام إلى أن عبد النبي بعيوي، عندما رغب في اقتناء فيلا بحي كاليفورنيا لزوجته سامية، أدّى مبلغ مليار وخمسين مليون سنتيم، وهو نفس المبلغ الذي تسلمه من 'إسكوبار الصحراء'.
وتابع أن عملية نقل الشاحنات التي ضُبطت إحداها في واقعة الجديدة لم تكن لتتم دون تدخل فعلي من سعيد الناصري، الذي ساعد في الحصول على شهادة التسجيل من وكالة التأمين لتمكين تلك الشاحنات من السفر عبر الطريق الوطنية.
وتابع نائب الوكيل العام أن بعيوي استقبل تلك الشاحنات في مستودع تابع لشركته، مؤكداً أنه اقتناها فعلارمن “إسكوبار الصحراء”، غير أنه لم يُدلِ بوثائق تثبت قيمتها أو مطابقتها القانونية، ما يدل، حسب النيابة العامة، على أن الغاية من اقتنائها كانت استعمالها في أنشطة محظورة تتعلق بتهريب المخدرات.
وأفاد المتحدث نفسه، خلال المرافعة أن الخبرة التقنية المنجزة أثبتت أن اللوحات الرقمية للشاحنات التي تم طمسها بأوامر من بعيوي كانت مزورة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بسبع شاحنات وليس بخمس، كما جاء في محضر المواجهة بين بعيوي والمتهم زنطار.
وفي ما يخص سعيد الناصري، أكد ممثل النيابة العامة أنه تسلم من “الحاج بن إبراهيم” ست سيارات كانت مودعة في مرأب نادي الوداد البيضاوي، الذي كان يترأسه، موضحاً أن الهدف من ذلك هو وضع تلك السيارات في مكان آمن يشرف عليه شخصياً.
وشدد على أن شهوداً أكدوا تلقيهم تعليمات مباشرة من الناصري لنقل هذه السيارات إلى النادي أو إخراجها منه، بل إن أحد الأشخاص (صهر الناصري) صرّح بأنه ركن إحدى السيارات في أحد الأزقة، وأرشد الضابطة القضائية إلى مكانها.
كما كشفت النيابة العامة أن المكالمات الهاتفية بين أعضاء الشبكة تُظهر تواصلاً متكرراً بين الناصري و'إسكوبار الصحراء'، بلغ مجموعها 69 ساعة، مشيرا إلى واقعة العشاء الذي أقامه 'إسكوبار الصحراء' بمناسبة زواجه من الفنانة لطيفة رأفت، نفى الناصري حضوره، إلا أن نائب الوكيل العام عرض دليلاً تقنياً يثبت وجوده في محيط الفيلا في الوقت ذاته.
وأضاف ممثل النيابة العامة، أنه رغم تبرير الناصري وجوده بأنه كان في فندق مجاور لأداء مهمة مهنية، اعتبرت النيابة العامة أن هذا التبرير “مردود عليه”، مستندة إلى شهادة لطيفة رأفت وخادمتها فاطمة، اللتين أكدتا أنه حضر متأخراً وجلس في صالون الفيلا رفقة “إسكوبار الصحراء”.



































