اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
كشف المركز الوطني للتشفير (CCN) التابع للمخابرات الإسبانية (CNI)، عن 'نشاط غير عادي كبير قادم من شمال إفريقيا' تم رصده قبل أيام قليلة من انقطاع التيار الكهربائي في البلاد، أمس الإثنين، معتبرًا أن ما 'حدث استثنائي وغريب' لم يسبق أن عاشته إسبانيا من قبل.
وأورد موقع Infobae الإسباني نقلا عن مصادر بالمخابرات الإسبانية، أن هذا النشاط غير العادي 'لم يكن مصدره المغرب'، مشيرا إلى أن المركز الوطني للتشفير بدأ بالفعل في تحقيقاته وتحرياته لفك غموض هذا الحدث التاريخي الذي أصاب إسبانيا، منبها إلى عدم التسرع في إصدار استنتاجات.
وبحسب المصدر ذاته، فإن المركز الوطني للتشفير التابع للمخابرات الإسبانية، يبحث ما إذا كان لهذا الحدث علاقة بـ'النشاط غير العادي الكبير القادم من شمال إفريقيا'، والذي تزامن مع وجود تهديدات إلكترونية عالية الخطورة تستهدف شبكتي الكهرباء في إسبانيا والبرتغال.
وتشير معطيات المخابرات الإسبانية، وفق وقع Infobae، إلى اختفاء 60% من الطاقة الكهربائية في البلاد (15 جيغاوات) في تمام الساعة 12:33 زوال أمس الإثنين، وذلك في غضون خمس ثوان فقط، وهو ما أدى إلى شلل شبه تام في البنية التحتية الطاقية بالمملكة.
المحكمة الوطنية تحقق
واليوم الثلاثاء، فتح قاضي التحقيق المركزي بالمحكمة الوطنية الإسبانية، إجراءات أولية للتحقيق في ما إذا كان انقطاع الكهرباء الذي أثر على كامل الأراضي الإسبانية، أمس الاثنين، قد يكون ناتجًا عن 'إرهاب سيبراني ضد البنى التحتية الحيوية للدولة'.
ووفق ما أوردته المحكمة الوطنية في قرار قضائي، فقد أشار القاضي خوسيه لويس كالاما إلى أنه في حوالي الساعة 12:30 من يوم الاثنين 'تم فقدان' 15 جيغاوات من الطاقة لمدة خمس ثوان.
وطالب القاضي كالاما مركز الشبكة الكهربائية الوطنية والمركز الوطني للأنترنت وشركة 'ريد إليكتريكا' بإعداد تقارير حول الأسباب التي أدت إلى هذا الانقطاع الكبير في الإمدادات الكهربائية، مشددا على ضرورة تقديم هذه التقارير في أقل من 10 أيام.
كما كلف القاضي ذاته إدارة المعلومات العامة للشرطة الوطنية بالتحقيق في الحادثة وتقديم تقرير أولي في غضون عشرة أيام لتحديد ما إذا كان هناك عمل إجرامي وراء الانقطاع الكهربائي الواسع.
وأشار القاضي إلى أن البنى التحتية الحيوية 'تعتبر هدفًا جذابًا للإرهاب، نظرًا للأضرار الكبيرة التي يمكن أن تُحدثها في السكان'، وذكّر بالهجوم السيبراني الذي وقع في عام 2016 ضد شركات الكهرباء الأوكرانية.
وتركز التحقيقات على تحديد ما إذا كانت الحادثة قد تشكل جريمة إرهاب بموجب المادة 573 من القانون الجنائي الإسباني، التي تشمل الهجمات السيبرانية التي تهدف إلى 'تقويض النظام الدستوري' أو 'زعزعة استقرار' مؤسسات الدولة.
احتمال هجوم سيبراني
تشير إحدى الفرضيات، بحسب ما أوردته وكالة 'Servimedia' الإسبانية، إلى أن الأمر يتعلق بـ'هجوم حرمان من الخدمة (DDoS)، بالتزامن مع أوامر خبيثة وبروتوكولات اتصالات صناعية من نوع IE'.
ومع ذلك، تشير نفس المصادر إلى أنه من المبكر الجزم بأن سبب الانقطاع هو هجوم إلكتروني، إذ يجري البحث أيضا في احتمال 'فشل متعدد الأسباب' بين إسبانيا وفرنسا، دون تقديم مزيد من التفاصيل. فيما تشير مصادر أخرى إلى أن 'معرفة ما حدث بالضبط قد يستغرق شهورا'.
وأمس الإثنين، أعرب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن أمله في استعادة التيار الكهربائي بالكام اليوم الثلاثاء، مشددا على أنه لا يزال يجهل الأسباب الحقيقية لهذا الانقطاع.
وتداولت وسائل إعلام إسبانية، تصريحا لسانشيز كان قد أدلى به مؤخرا، قال فيه إن 'أعداء أوروبا لا يستخدمون فقط الصواريخ والدبابات لمهاجمتنا (…) بل يلجؤون أيضا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التضليل واستقطاب السكان، ويشنون هجمات إلكترونية مدعومة بالذكاء الاصطناع بهدف اختراق اتصالاتنا وخدماتنا العامة، وبالتالي نمط حياتنا'.
تصريح سانشيز قبل أيام، والانقطاع الكبير للكهرباء الذي تعرضت له إسبانيا أمس، تدفع وسائل إعلام إسبانية إلى ربط ذلك بموقف مدريد من الحرب في غزة وأوكرانيا، وهو ما جعلها من أكثر الدول المستهدفة رقميا.
استبعاد 'حادث أمني'
في نفس السياق، استبعد مدير خدمات التشغيل في شبكة الكهرباء، إدواردو بريتو، اليوم الثلاثاء، وجود 'حادث أمني' تسبب في انهيار النظام الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية أمس الاثنين، مشيرا إلى أن النظام يعمل بشكل مستقر وطبيعي تماما هذا اليوم.
وقال بريتو في مؤتمر صحفي: 'يمكننا أن نؤكد أنه لم يكن هناك أي نوع من التسلل إلى أنظمة التحكم في شبكة الكهرباء'، موضحًا أن هذه الاستنتاجات تم التوصل إليها بالتعاون مع هيئات مثل المركز الوطني للاستخبارات.
وأضاف أنه منذ صباح اليوم الثلاثاء، يعمل النظام بشكل طبيعي، لافتا إلى أن البلاد تمكنت من تجاوز ذروة الطلب التي بلغت أكثر من 28 ألف ميغاوات في الساعة 8:35 صباحا، معتبرا أن نظام الكهرباء جاهز لتجاوز الذروة المتوقعة التي ستصل إلى 31 ألف ميغاوات في الساعة 9:00 مساء.