اخبار المغرب
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ١٨ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- استقر سعر عملة البيتكوين حول مستوى 88.3 ألف دولار يوم الخميس، مواصلاً أداءه الباهت وسط موجة من تدفقات رؤوس الأموال الخارجة من صناديق المؤشرات المتداولة وحالة من الحذر تسيطر على المستثمرين. وعلى الرغم من صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أبطأ من المتوقع بنسبة 2.7%، لم تتمكن أكبر عملة مشفرة في العالم من تحقيق انتعاش حاسم فوق مستوى 90 ألف دولار، مما يعكس دخول السوق في مرحلة توطيد سعري بدلاً من التوسع.
ويرى محللون أن استمرار عمليات التخارج من الصناديق المدرجة في الولايات المتحدة أدى إلى خسارة مصدر رئيسي لطلب المؤسساتكان وراء الارتفاعات القياسية السابقة.
وساهمت بيانات مؤشر أسعار المستهلك، التي أظهرت ارتفاعاً سنوياً بنسبة 2.7% مقارنة بتوقعات بلغت 3.1%، في تعزيز الآمال بشأن تخفيف السياسة النقدية، إلا أن حالة الضبابية لا تزال تخيم على الأسواق بسبب 'إغلاق الحكومة' الذي عطل جمع البيانات لفترة. وفي غضون ذلك، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن مرشحه المفضل لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيكون شخصاً يؤمن بخفض أسعار الفائدة بشكل ملحوظ. وقد أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً في الأوساط المالية حول التوجه القادم للبنك المركزي، ومدى استقلالية قراراته في ظل الضغوط السياسية الرامية لتحفيز الاقتصاد عبر خفض تكاليف الاقتراض.
تأثرت معظم العملات الرقمية البديلة بالأداء الباهت للبيتكوين، حيث شهدت العملات الكبرى تراجعات متباينة وسط حالة من الترقب؛ فانخفضت 'إيثيريوم' بنسبة 1% لتهبط دون مستوى 3000 دولار، بينما تراجعت 'سولانا' و'كاردانو' بأكثر من 4% لكل منهما. ويعكس هذا التراجع الشامل قلقاً لدى المتداولين من الإشارات المتضاربة لسوق العمل الأمريكي، حيث ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ سنوات رغم الانتعاش الطفيف في الوظائف غير الزراعية، مما قلل من اليقين بشأن سرعة وتيرة التيسير النقدي التي قد يتبعها الاحتياطي الفيدرالي.
وعلى الرغم من هذا الحذر، بدأت الأسواق تُرجح بشدة اتخاذ إجراء لتخفيف السياسة النقدية في مارس القادم، حيث أظهرت أداة 'FedWatch' احتمالاً بنسبة 60% لخفض الفائدة، ارتفاعاً من 54% في اليوم السابق. ويرتبط هذا التفاؤل الحذر بقراءة التضخم الأساسي التي فاجأت السوق بانخفاضها إلى 2.6%، وهو ما قد يمنح الفيدرالي مجالاً أوسع للمناورة. ومع ذلك، يظل الترقب سيد الموقف بانتظار وضوح الرؤية بشأن التعيينات القادمة التي ألمح إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قد تغير جذرياً من استراتيجية التعامل مع التضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة.
واصل المستثمرون سحب رؤوس أموالهم من صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين، وهو ما يراه المشاركون في السوق إزالة لدعم حاسم كان يدفع الأسعار للأعلى. ولم يقتصر التراجع على العملات الرئيسية، بل امتد ليشمل العملات التي تحمل طابعاً ساخراً، حيث انخفضت كل من 'دوجكوين' وعملة 'ترامب' بنحو 3%. ويعكس هذا الهبوط الجماعي تراجع الشهية للمخاطرة في ظل البيانات الاقتصادية المتأخرة الناتجة عن تعطل مكتب إحصاءات العمل، مما جعل المستثمرين يحللون كل إشارة بدقة بحثاً عن مؤشرات حول الخطوات التالية للسياسة المالية الأمريكية.



































