وفاة عاملين في انهيار منجم ذهب بسكساوة يسائل مدى احترام الشركات لدفاتر التحملات

طالب المكتب التنفيذي لفيدرالية جمعيات سكساوة بفتح تحقيق في وفاة عاملين إثر انهيار نفق بأحد المناجم بجماعة للاعزيزة، والوقوف على مدى احترام الشركة لدفتر التحملات والقوانين المتعلقة بالمناجم، على المستوى الاجتماعي الاقتصادي البيئي والثقافي.

ودعت فيدرالية جمعيات سكساو السلطات المحلية إلى التدخل من أجل الحد من الأضرار المختلفة التي تلحقها الأنشطة المنجمية بالمنطقة، متهمة الشركات المشتغلة في قطاع المناجم بـ'انتهاك حق المواطنين الدستوري في العيش في بيئة سليمة'.

وشدد المصدر ذاته على ضرورة بذل المجالس الجماعية بالمنطقة المزيد من الجهود، والعمل على تكريس الحكامة الترابية، وإشراك الفاعل الاقتصادي والقطاع الخاص في إطار المقاربة التشاركية من أجل التنمية البشرية المندمجة والمستدامة.

'عيش خارج التنمية'

فيدرالية جمعيات سكساوة، سجلت في بيان اطلعت عليه جريدة 'العمق'، أن المنطقة تزخر بثروات معدنية مهمة 'يتم استغلالها سواء بشكل قانوني من طرف بعض الشركات أو بشكل عشوائي من طرف الباحثين عن لقمة العيش مضحين بسلامتهم الجسدية في سبيل ذلك'.

وأضافت الجمعيات المدنية أن الساكن عقدت أمالا كبيرة على الشركات التي ولجت المنطقة مؤخرا واستفادة من رخص استغلال المناجم من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل مشترك مع الجماعات الترابية، من أجل تنمية الاقتصاد المحلي وإنعاش الشغل.

ورغم ذلك، يقول المصدر إن منطقة سكساوة الجبلية 'تعيش خارج التنمية وتتقاسم ثنائية متناقضة وهي الثروة المعدنية والهشاشة الاجتماعية في ظل غياب التنزيل الفعلي والملموس للجهوية المتقدمة كورش قادر على تحقيق التوزيع العادل للثروات وتحفيز التنمية المحلية وتحريرها من عقال المركزية'.

نزيف الأرواح

وأشار المصدر إلى أن الوضع بمنطقة سكساوة 'يبقى بعيد عن الأهداف السوسيو-اقتصادية والبيئية للاستثمار والاستغلال المنجمي، إذ أن حوادث الشغل المميتة مازالت داخل أوراش المناجم تواصل إزهاق المزيد من أرواح العمال.

كما سجلت جمعيات المجتمع المدني، بعد الحادث الذي وصفته بـ'الأليم'، 'نزيفا في الأرواح' يكشف 'غياب' الانعكاس الإيجابي ذو البعد التنموي المفروض للأنشطة استغلال المناجم على المنطقة كما ينص على ذلك القانون 33.13.

وكان عاملان قد لقيا مصرعهما نهاية فبراير الماضي، إثر انهيار نفق داخل منجم تابع لشركة متخصصة في استخراج المعادن، بالجماعة القروية لالة عزيزة التابعة لإقليم شيشاوة.

المعطيات التي أوردتها مصادر محلية، تفيد أن الهالكين المنحدرين من قبيلة سكساوة كانا بصدد مزاولة عملهما داخل المنجم، قبل أن يطبق عليهما أحد الأنفاق بعد انهياره ما أدى إلى وفاتهما.

وأضاف المصادر ذاتها، أن الحادث استنفر السلطات ومسؤولي الشركة المشغلة، حيث انتقلت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي امنتانوت إلى مسرح الحادث، حيث تم انتشال جثتي الضحيتين ونقلهما لمستودع الأموات.