اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٤ أذار ٢٠٢٥
كشفت بيانات المؤسسة الإسبانية للاحتياطيات الاستراتيجية للبترول (Cores)، أن المغرب أصبح أكبر مستهلك للغاز الإسباني سنة 2024، حيث استورد المغرب 9.703 جيغاوات ساعة من الغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي–أوروبا (MEG) الذي يربط البلدين، ليكون بذلك قد سجل زيادة ملحوظة مقارنة بالعملاء التقليديين لإسبانيا مثل فرنسا (9.362 جيغاوات ساعة) والبرتغال (4.056 جيغاوات ساعة).
وحسب ما أوضحته جريدة 'لاراثون' الإسبانية فإن المملكة الإسبانية، وبالرغم من أنها ليست من أكبر منتجي الغاز في العالم، إلا أنها تمتلك بنية تحتية متقدمة تؤهلها لتكون مركزا رئيسيا في تجارة الغاز، مسجلة أنها تشتمل على خطين هامين للغاز، هما 'مدغاز' وخط 'المغرب العربي–أوروبا'، إلى جانب ست محطات لإعادة التغويز، فضلا عن العديد من المواقع لتخزين الغاز تحت الأرض، ما يجعل من إسبانيا نقطة محورية في مجال تجارة الغاز في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ووفقا للبيانات نفسها، بلغ إجمالي صادرات الغاز الإسبانية خلال العام الماضي 36.084 جيغاوات ساعة، حيث تم تخصيص حوالي 26.8% منها لصالح المغرب، وبعد المغرب، تواصل فرنسا والبرتغال الحفاظ على علاقات قوية مع إسبانيا في هذا المجال، فيما تحتل دول أخرى مثل إيطاليا (1.831 جيغاوات ساعة)، تركيا (1.055 جيغاوات ساعة)، الصين (902 جيغاوات ساعة)، وبورتو ريكو (883 جيغاوات ساعة) مكانها في قائمة كبار مستوردي الغاز الإسباني.
ومع أن إسبانيا تظل واحدة من أكبر مستوردي الغاز في العالم، فإن غالبية إمداداتها تأتي من ثلاث دول رئيسية، هي الجزائر وروسيا والولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال، تعتبر الجزائر المورد الأول للغاز الطبيعي والغاز المسال إلى إسبانيا، حيث بلغت صادراتها 131.202 جيغاوات ساعة، بينما تأتي روسيا في المرتبة الثانية (72.360 جيغاوات ساعة)، تليها الولايات المتحدة (57.354 جيغاوات ساعة).
جدير بالذكر أنه ومنذ إعلان حكومة سانشيز عن نيتها دعم المغرب في مجال الطاقة عبر إعادة تصدير الغاز المسال، تتابع الجزائر هذه التطورات باهتمام بالغ.
وفي أعقاب إعلان إسبانيا عن مساعدتها للمغرب في مجال الطاقة، وجهت الجزائر تهديدات بقطع إمدادات الغاز عن إسبانيا في حال وصول أي كمية من الغاز الجزائري إلى المغرب، لتؤكد إسبانيا بدورها أن الغاز الموجه للمغرب سيكون من منشأ محلي بالكامل.
في ظل التوترات الإقليمية، اتخذت إسبانيا إجراءات مشددة لضمان عدم تحويل أي جزء من الغاز الجزائري، الذي يمثل 29.6% من إمداداتها، إلى المغرب. ومع ذلك، تستمر إسبانيا في الاعتماد على روسيا كمورد للغاز بنسبة 19%.
يشار إلى أنه منذ عام 2021، ألقى التوتر الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب بظلاله على قطاع الطاقة في المنطقة، مما أثر بشكل مباشر على إمدادات الغاز الطبيعي لإسبانيا ووضعها في موقف حرج.
هذا، وكانت الجزائر تعتمد على خطين لنقل الغاز إلى إسبانيا، إلا أنها قررت قطع إمدادات الغاز عبر الخط الذي يمر بالأراضي المغربية في خطوة تصعيدية، ما دفع المغرب إلى البحث عن بدائل لتأمين احتياجاته من الطاقة، مما زاد من اعتماده على إسبانيا.