اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٤ نيسان ٢٠٢٥
لم يكن إلياس الشتيوي، الممرض حديث التعيين، يعلمُ وهو يلج عبر باب المركز الصحي أيت حمو أوسعيد في جماعة 'أيت سدرات الجبل العليا'، في نواحي إقليم تنغير، أنه سيشهدُ يوما إستثنائيا بكل المقاييس، إثر تمكّنه -في موقف بطولي- من إنقاذ حياة سيدة وطفلتها، بعدما استحال على هذه الأم الوصول إلى أقرب مركز صحي بسبب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة.
ففي حدود الساعة الواحدة زوالا، تلقى إلياس مكالمة هاتفية تفيدُ بأن سيدة ثلاثينية تدعى 'فاطمة' قد جاءها المخاض في دوار 'أيت حمو وسعيد' فانتقل على عجل إلى بيتها ملبيا نداء الواجب، ليشرع في تقديم المساعدة لفاطمة، غير أن حملها كان عسيرا، ما دفعه إلى تغيير الخطة والتكتيك، فقرر نقلها، رفقة أفراد من عائلتها، صوب مستشفى القرب في بومالن دادس، بعدما تأكد له أن هذا الوضع فوق طاقته وخبرته.
وفي طريقهم إلى المركز الصحي المذكور، حاصرتهم السيول من كل الجوانب، فما كان من إلياس الشتيوي إلا تحدي الظروف والإشراف على الحالة في عين المكان اعتمادا على تقنية الفيديو، عبر الاتصال المباشر بقابلات المستشفى الإقليمي لتنغير وقابلة في المركز الصحي أمسمرير، لتلقي الإرشادات والتوجيهات الضرورية المعمول بها في مثل هذه الحالات.
وبعد عمل مضنٍ ومجهودات حثيثة، تمكّنت الشابة 'فاطمة' من وضع طفلتها الأولى في ظروف جيدة، ليستمر في مراقبتهما معا إلى حين إيصالهما إلى إحدى المؤسسات الصحية القريبة لاستكمال التتبع والمراقبة، متحديا عدم إتقانه اللغةَ الأمازيغية، ما زاد متاعبه في التواصل مع فاطمة، الشيء الذي جعله يستعينُ بلغة الإشارة.
وفي المشهد الختامي، حصل الممرض إلياس الشتيوي على تنويه خاص من النقابة الوطنية للممرضين عبر مكتبها الجهوي في درعة -تافيلالت، الذي أشاد بهذا العمل الإنساني النبيل والتضحية اللذين يعدّان جزءًا من العمل المستمر للممرضين وتقنيي الصحة، في إطار المجهود الرامي إلى تعميم العلاج وفك العزلة الصحية عن جهة درعة -تافيلالت.
من جهته، وجّه لحسن الوردي، رئيس المجلس الجماعي لأيت سدرات الجبل العليا، نيابة عن كافة منتخبي الجماعة، عبارات الشكر والتقدير للممرض إلياس الشتيوي على تدخله ومجهوده الجبار لإنقاذ حياة السيدة وجنينها بكل السبل الممكنة، موجها نداءه للجهات المسؤولة من أجل تعيين مولدة في المركز الصحي أيت حمو أوسعيد في القريب العاجل.