اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ أيار ٢٠٢٥
أكد عبد الإله دحمان، نائب الأمين العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن الحركة النقابية في المغرب مطالبة اليوم بتجديد خطابها وأدواتها، معتبرا أن 'فاتح ماي بالمغرب أصبح مأتما كبيرا بمواكب جنائزية'.وأشار دحمان، خلال حلوله ضيفا على برنامج 'نبض العمق'، بث مساء اليوم الخميس، إلى أن 'الحركة النقابية في المغرب لها جذور تاريخية عميقة، وهي مطالبة اليوم بتجديد خطابها وأدواتها'، مبرزا أن المغرب يشهد تدهورًا واضحًا في الوضع الاجتماعي منذ شتنبر 2021'.
وقال نائب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب: 'فاتح ماي يشكل دائمًا محطة لتقييم حصيلة المنجزات، سواء بالنسبة للحكومة في علاقتها بالطبقة العاملة أو بالنظر إلى تطور الوضع الاجتماعي بشكل عام، وقد شهدت هذه العلاقة تغيّرات كثيرة، حيث مرّ تحت جسرها الكثير من الماء، واليوم، يُعدّ فاتح ماي مناسبة لاسترجاع الثقة في العمل النقابي وإعادة الروح للنضال، خاصة ونحن نعيش على مستوى العالم تحولات جذرية تهدد السلم الاجتماعي والأمن الاجتماعي في مختلف أقطار العالم'.
وأضاف: 'في المغرب ومنذ شتنبر 2021، نشهد تدهورًا واضحًا في الوضع الاجتماعي، وهو ما تؤكده العديد من التقارير الوطنية والدولية، بل وحتى مؤسسات دستورية ووطنية تشير في أرقامها إلى أن الوضع الاجتماعي ليس بخير، لذلك فإن محطة فاتح ماي هي فرصة لاستحضار السياسات الاجتماعية للحكومة وتقييم أدائها وأداء النقابات، وكذلك أجنداتها المطلبية وما تحقق منها وما لم يتحقق في نضالها'.
ولفت المتحدث ذاته أن 'هذه المناسبة تُعد فرصة لإعادة وهج الفعل النقابي الذي لا يزال بحاجة، وفق تعبيره، إلى مصداقية وثقة لاسترجاع مهامه النضالية الكبرى'، مضيفا: 'العمل النقابي، خاصة في المغرب، كان دومًا قريبًا أو منخرطًا بشكل كبير في دينامية الحركة الوطنية ففي عام 1947، عندما زار المغفور له محمد الخامس مدينة فاس بعد رجوعه من المنفى، استقبله وفد نقابي مغربي، وكان اختياره لهذا الوفد يحمل دلالة كبيرة على أهمية الحركة النقابية'.
كما ذكر دحمان أن'الحركة النقابية المغربية قادت جميع الإضرابات الكبرى التي شهدتها نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، خاصة أثناء فترة نفي الملك الراحل محمد الخامس'، غير أن 'الحركة النقابية في المغرب مطالبة اليوم، على حد قوله، بتجديد خطابها وأدواتها، مؤكدا أن 'محطة فاتح ماي هي المناسبة الأمثل لطرح الأسئلة الكبرى المرتبطة بالوضع الاجتماعي، والمطالب المشروعة للشغيلة المغربية، وكذلك الخيارات السياسية على مستوى السياسات الاجتماعية التي تنتهجها الحكومة'.
وتابع: 'تحول فاتح ماي إلى مأتم كبير، وكأن المواكب والمسيرات التي تخرج هي مواكب جنائزية، لأنها رد فعل حقيقي على محدودية الحوار الاجتماعي وعلى هشاشة السياسات الاجتماعية المستهدفة للطبقات الدنيا من المجتمع. وأظن أن هذا الواقع المأساوي يجب أن يحرك فينا الإرادة من أجل استعادة العمل النقابي في رسالته النبيلة، واسترجاع الثقة في العمل النقابي'.
وزاد: 'فاتح ماي تحول من فرصة لإظهار المنجز النقابي والحصيلة التي حصلتها الطبقة العاملة العالمية والمغربية إلى فرصة، للتوقف عند معاناة وسياقات الاستهداف، سواء على مستوى الحقوق النقابية أو على مستوى الحريات النقابية، أو على مستوى السياسات الاجتماعية التي لا تخدم في النهاية الطبقة العاملة'.
ودعا دحمان لمراجعة الخطاب النقابي والديمقراطية الداخلية والقيادات النقابية التي تتصدى للملفات المطلبية للشغيلة المغربية أو سواها، مؤكدا ضرورة التصدي للسياسات والاختيارات الحكومية على المستوى الاجتماعي التي اعتبرها 'منحازة' إلى رأس المال أكثر مما هي منحازة إلى خدمة قضايا الشغيلة المغربية'.
وأكمل: 'نعيش أزمات مآسي ومعاناة مرتبطة بطبيعة الاختيارات لقوى سياسية ليبرالية متوحشة وهيمنة التيارات المفترسة والمبتلعة التي تعتمد على رأس المال وتتاجر في كل شيء، بدء بالقيم والأخلاق إلى غير ذلك من البضائع، وفي مقدمتها الاستثمار في المجهود الذي تبذله الطبقة العاملة'.