اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
تشهد واحات الجنوب المغربي، خصوصا في إقليم زاكورة، تواترا مقلقا لحرائق موسمية باتت تهدد النظم البيئية المحلية، التي تعد إرثا ثقافيا وتاريخيا عريقا ظل لقرون جزءا من هوية المجتمعات الواحية.
وفي ظل هذه التحديات، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل حكومي عاجل لوضع استراتيجية شاملة لحماية هذه الثروات الطبيعية التي تشكل صمام أمان بيئي واجتماعي واقتصادي للمنطقة.
وفي هذا السياق، وجّهت النائبة البرلمانية مجيدة شهيد، سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشأن تكرار حرائق الواحات في إقليم زاكورة، وما تطرحه من تهديد مباشر للنظم البيئية وسبل عيش آلاف الأسر والفلاحين بالمنطقة.
وأشارت عضوة الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس النواب في سؤالها إلى أن مأساة حرائق الواحات تتجدد أسبوعا بعد آخر، ومع كل حريق تتجدد المخاوف على هذه النظم البيئية الهشة التي تعد شريان الحياة في مناطقنا الجنوبية.
وأوضحت شهيد أن ما شهدناه هذا الأسبوع في واحة اسكجور بجماعة تمكروت وواحة بني زولي بجماعة بني زولي وواحة اولاد ادريس جماعة امحاميد الغزلان بإقليم زاكورة، ليس سوى جرس إنذار يدق بقوة ليؤكد أن الخطر ما زال قائما وأن الحاجة إلى حلول جذرية لم تعد تحتمل التأجيل.
وأكدت البرلمانية أن تكرار هذه الحرائق في إقليم يعتبر قلعة الواحات، يسائل جدية البرامج المنزلة والتي هي في طور التنزيل بخصوص محارية الحرائق ويهدد سبل عيش الآلاف من الفلاحين والأسر المرتبطة بهذه الواحات إنها ليست مجرد خسائر في التخيل والمزروعات، بل هي تدمير لتراث بيتي وثقافي واجتماعي يتوارث عبر الأجيال.
وأبرزت النائبة عن الفريق الاشتراكي أن التحديات التي تواجه واحاتنا في إقليم زاكورة تتطلب مقاربة تشاركية، وتخطيطا استراتيجيا، وإرادة سياسية قوية للحفاظ على هذا التراث الحي الذي يعد جزءا لا يتجزأ من هويتنا الوطنية.
وفي هذا السياق، طرحت شهيد مجموعة من التساؤلات المتعلقة بالموضوع حول التقييم الأولي للأضرار التي لحقت بواحتي اسكجور وبني زولي هذا الأسبوع، وعن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارة لدعم الفلاحين المتضررين في إقليم زاكورة، وتعويضهم عن خسائرهم، ومساعدتهم على استعادة نشاطهم الزراعي.
كما تساءلت عن ما إذا كانت الوزارة تعتزم وضع استراتيجية خاصة وشاملة لإقليم زاكورة تأخذ بعين الاعتبار حساسية واحاته وخصوصيتها البيئية والمناخية، للتعامل مع تحديات الحرائق وشح المياه، إضافة إلى ملامح هذه الاستراتيجية إن وُجدت.
وتابعت بالسؤال عن خطط الوزارة الوصية لتعزيز تعبئة الموارد المائية في إقليم زاكورة، خاصة في ظل النقص الحاد الذي تعاني منه الواحات، والذي يفاقم من خطر الحرائق، مستفسرة عن مشاريع تأهيل الآبار الجماعية، واعتماد تقنيات الري المقتصدة للمياه خاصة من قنوات الري انطلاقا من السدود المجمعة للمياه بالعالية مثل سد مولاي علي الشريف المنصور الذهبي وسد أكدز على شاكلة ما انجز بسد قدوسة.
وتساءلت أيضا عن الخطط الملموسة لتعزيز برامج الوقاية من الحرائق في واحات إقليم زاكورة، ومدى توفير المزيد من فرق التدخل السريع، وتجهيزها بالمعدات اللازمة، وتكثيف حملات التوعية والتحسيس لدى الساكنة المحلية بأهمية الوقاية.
واختتمت النائبة سؤالها بالاستفسار عن مدى إشراك الوزارة للساكنة المحلية وفعاليات المجتمع المدني في صياغة وتنفيذ خطط وبرامج الحفاظ على الواحات ومكافحة الحرائق، معتبرة أنهم أصحاب المصلحة الأول في هذه الواحات.