اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
حطت رحلة الصحافي المغربي، محمد البقالي، صباح يومه الثلاثاء، بمطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، وذلك بعد ترحيله من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إثر مشاركته ضمن طاقم سفينة 'حنظلة' التي كانت تسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأكد البقالي، في تصريحات للصحافة لدى وصوله للمغرب، أن 'التعامل الإسرائيلي كان سيئا جدا سواء على مستوى الإساءات أو الإهانات اللفظية باللغة العربية من قبيل 'الجرذان' و'الذباب'، فضلا عن الضغط النفسي من قبل التهديد بتحميل أعضاء السفينة تهما إرهابية واختراق منطقة عسكرية'.
وأكد البقالي أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الحسابات السياسية فيكفي، وفق تعبيره، لمساندة القضية أن تكون إنسانا، مشددا على أن 'التعامل الإسرائيلي يثبت مجددا أننا أمام دولة رامقة لا تحترم القانون، وفق تعبيره، حيث تم احتجاز أعضاء السفينة في المياه الدولية بطريقة تشبه القرصنة'.
وأضاف: الإسرائيليون لم يحسبوا حساب أننا وضعنا كاميرات خفية بالسفينة قبل أن ينتبهوا في آخر لحظة ليتم نزعها، وحاولوا القيام بمبادرات علاقات عامة بتقديم المياه مثلا وتصوير الأمر للعالم، لكننا كنا مضربين عن الطعام'.
كما روى البقالي تفاصيل الرحلة واحتجازه من طرف الاحتلال الإسرائيلي بالقول: 'تعلمت الكثير من الدروس في هذه الرحلة التي دامت عشر أيام بين السفينة والسجن والترحيل، والدروس التي مرت علي كنت محتاجا لسنوات من أجل استخلاصها، فالقضية الفلسطينية قضية إنسانية'.
وبخصوص تفاصيل هذه الرحلة، قال البقالي: 'كنا 21 شخصا على متن السفينة من 10 جنسيات مختلفة من أديان وأعراق وألوان مختلفة ويترواح أعمارهم بين 25 و75 سنة، ولا يعرفون بعضهم من قبل لكن تجمعهم القضية الفلسطينية فركبوا السفينة' مشيرا إلى أنه 'من الأديان التي كانت ضمن السفينة يهودين أحدهما أمريكي والآخر أمريكي إسرائيلي وحافظ على جوازه الإسرائيلي لإحراج بلده ومن بين الشخصيات التي تواجدت في السفينة النائبة الفرنسية إيما، وصولا للجدة 'فيديكيس' التي تبلغ 75 سنة، على حد قوله.
وأضاف: 'كنت منقطعا عن العالم ولم أكن أعرف ماذا يحدث، ولما خرجت علمت لماذا المغاربة لديهم حي في القدس، هذا التضامن لم يكن مع سفينة حنظلة فقط بل كان مع القضية الفلسطينية، فهذه الأخيرة هي التي جمعت المغاربة، وحجم التضامن عبر عنه الارتباط الوجداني والعاطفي مع القضية'.
وتابع: سفينة حنظلة كانت مجرد حركة رمزية كان الهدف منها كسر الحصار بالوصول إلى غزة، وإن لم تنجح في الوصول إليها تكون قد حاصرت الحصار وكسرت حاجز الصمت، فمئات الآلاف يموتون جوعا وليس من باب المجاز فقط كما يقول المغاربة بل يموت الناس فعلا في قطاع غزة'.
وبخصوص تفاصيل الإفراج عن أعضاء السفينة، أوضح البقالي أنه 'جرى الإفراج عنهم بشكل طبيعي بعد التحقيق معهم، حيث تم التعامل معهم على أساس 'اختراق الحدود'، مؤكدا أن احتمال قصفها، عند ركوب السفينة، كان ضعيفا جدا بالنظر لتواجد فرنسيين وأمريكيين، ملفتا أن ما كان يقلق المتواجدين هو تعرضهم للسجن لمدة طويلة'، نافيا التوقيع على التزام بعدم العودة إلى غزة بل تم التوقيع على قرار بالإبعاد دون اللجوء لمحكمة أو قاض إسرائيلي.
وانطلقت رحلة 'حنظلة' يوم 13 يوليوز الجاري من ميناء سيراكوزا الإيطالي، وتوقفت مؤقتا بميناء غاليبولي لإصلاح أعطاب تقنية، ثم واصلت طريقها في 20 من الشهر نفسه صوب غزة، قبل أن يتم اعتراضها قبالة شواطئ القطاع.
وقد لاقت واقعة احتجاز محمد البقالي تضامنا واسعا داخل المغرب، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بالإفراج الفوري عنه، معتبرة احتجازه اعتداء على حرية الصحافة ومخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تضمن الحماية للصحفيين أثناء تأدية مهامهم الإنسانية والمهنية.
وجاء الإفراج عن البقالي بعد يوم واحد من اقتحام البحرية الإسرائيلية لسفينة 'حنظلة'، التي كانت تُبحر باتجاه غزة ضمن مهمة إنسانية تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى معاناة سكان القطاع المحاصر، حيث تم توقيف الناشطين والصحفيين الذين كانوا على متنها، واقتياد السفينة إلى ميناء أسدود.
وكان البقالي من بين 21 ناشطا من تسع جنسيات مختلفة على متن السفينة، يمثلون ديانات وخلفيات متعددة، توحدوا حول قضية إنسانية واحدة، هي كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة. وقد خضع المشاركون للاستجواب بعد اقتياد السفينة، قبل أن تُقرر سلطات الاحتلال ترحيلهم.