اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٦ نيسان ٢٠٢٤
لا يمكن أن يمر يومي 26 و27 من كل شهر رمضان دون حدوث نقاش مجتمعي يتزامن مع أيام 'العواشر'، حسب تعبير أغلب المغاربة، إذ تستعد فئة عريضة منهم للقيام بزيارة خاصة للمقابر، في عادة دأب عليها مختلفهم في جل مدن المملكة المغربية، حيث أفرزت هذه الطقوس مواقف مختلفة حول 'الحكم الشرعي لزيارة القبور خلال هذه الأيام'.
في نفس السياق، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الصفحات 'الفيسبوكية' قبل ساعات من انطلاق الزيارة الموسمية والتي تصادف خلال هذا 'الشهر المبارك' يومي السبت والأحد، من طرف رواد الفضاء الإفتراضي الذين انقسموا إلى فريقين، الأول 'يدعم هذه العادة المجتمعية في إطار ما تحتكم إليه الضوابط الدينية والشرعية المنصوص عليها في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية'، في حين 'يعارض الطرف الثاني هذه الخطوة باعتبارها 'بدعة' خارجة عن نطاق الدين الإسلامي'.
وللفصل في هذا النقاش، قال لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات- تمارة، إن 'زيارة المقابر الغاية منها الترحم على الموتى والدعاء لهم واستحضار المصير المحتوم وهو الموت: قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) سورة الأنبياء الآيتان 34-35'.
وأضاف سكنفل، في تصريح لـ'الأيام 24″، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن زيارة القبور في بداية الدعوة حتى يقطع أي صلة للمسلمين بطقوس الشرك التي كانوا يقومون بها قبل إسلامهم، فلما صفيت قلوبهم وتطهرت من كل توجه إلا إلى الله، أباح لهم زيارة القبور فقال صلى الله عليه وسلم :'كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها فإنها تذكركم بالآخرة'، مشيراً إلى قوله صلى الله عليه وسلم 'ألا فزوروها' فيه حض على الزيارة.
وأشار رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات- تمارة إلى أن 'زيارة القبور عامة في كل وقت، ولم يرد النهي عن زيارتها في وقت معلوم'، مضيفا: 'وعليه فإن زيارة القبور بشروطها الشرعية وضوابطها العقدية جائزة في ليلة القدر وفي غيرها من الأيام بقصد الترحم على الموتى وتذكر الموت'.