فاجعة "سبت الكردان" تفضح ظروفا "غير إنسانية" لعاملات فلاحيات بشركة دولية

كشفت مصادر مطلعة أن العاملات الزراعيات الست اللواتي لقين مصرعهن في حادثة السير المروعة التي وقعت ظهر أمس الاثنين سبت الكردان بضواحي تارودانت، إثر انقلاب شاحنة صغيرة 'بيكوب' كانت تقلهن، كن يعملن في ظروف وُصفت بغير الإنسانية لصالح شركة فلاحية كبرى متخصصة في إنتاج وتعبئة وتصدير الفواكه والخضروات.

وأوضحت المصادر ذاتها أن الضحايا كن يعملن لدى شركة 'Quality Bean Morocco'، التي تعتبر من أبرز الشركات العاملة في القطاع الفلاحي بجهة سوس ماسة، والمرتبطة بمجموعة دولية واسعة تضم أكثر من 150 موقعا للإنتاج الزراعي والصناعي في أكثر من 11 دولة.

وتأتي هذه المعطيات لتسليط الضوء مجددا على الأوضاع الاجتماعية والمهنية التي تعيشها آلاف العاملات الزراعيات، خاصة فيما يتعلق بظروف النقل، وشروط السلامة، والحماية الاجتماعية.

وفي سياق متصل، استنكر الفرع الجهوي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، ما وصفه بـ'استهتار' الشركة المذكورة بأرواح العاملات والعمال، محملا إدارتها مسؤولية الحادث.

واعتبر بيان النقابة المدافعة عن حقوق العاملات الزراعيات الحادثة 'ناقوس خطر حقيقي' يستدعي تدخلا عاجلا من السلطات المعنية، مؤكدا أن 'استمرار حوادث وفاة العاملات بسبب سوء وسائل التنقل يتحمل مسؤوليته كل من السلطات العمومية ووزارات النقل والشغل والفلاحة.'

كما أدان البيان ما وصفه بمحاربة الشركة للعمل النقابي الحر والمستقل، وتصفية العاملات والعمال القدامى بهدف خلق بيئة من التفقير والهشاشة، مشيرا إلى أن الشركة قد خرقت جميع التزاماتها الاجتماعية الموقعة مع النقابة.

ودعت النقابة إلى ضرورة فتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات وإنزال العقوبات على المتسببين في الإخلال بشروط السلامة، وحثت العاملات والعمال على الاستعداد لخوض جميع الأشكال النضالية لحماية أرواحهم وحقوقهم القانونية.

وطالب الفرع الجهوي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لحماية العاملات والعمال الزراعيين، وتفعيل التزامات وزير الفلاحة ووالي جهة سوس ماسة بشأن تحسين ظروف العمل في القطاع الفلاحي.

يُذكر أن حادثة سير مميتة وقعت بجماعة سبت الكردان، نتيجة انفجار إحدى عجلات سيارة من نوع 'بيكوب' كانت تقل 14 امرأة تعمل في المجال الفلاحي، أسفرت عن وفاة 6 عاملات زراعيات وإصابة آخرين بجروح خطيرة.