اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
أكد الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ)، أن منطقة الساحل أصبحت ملاذا آمنا للعديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وأن هذه التنظيمات تضم في صفوفها عناصر مرتبطة بجبهة البوليساريو. وأشار حبوب، في الجزء الأول من اللقاء الذي خص به المجلة الفرنسية، إلى أن حوالي 100 فرد من المنتسبين للبوليساريو الانفصالية قد انضموا إلى جماعات إرهابية في منطقة الساحل مستغلين ضعف الرقابة على الحدود.
ولفت مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حديث لمجلة 'جون أفريك'، إلى أن هذا التقارب بين النزعة الانفصالية والإرهاب يثير قلقا بالغا، كونه يسهم في إضعاف سيادة الدول، ويسهل أنشطة التهريب بمختلف أنواعها، كما يؤجج التوترات ويزرع الفوضى وعدم الاستقرار الأمني، مما يمهد الطريق أمام العمليات الإرهابية الدموية. واستشهد في هذا السياق بشخصيات كانت محسوبة على البوليساريو مثل عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي انضم لاحقا لقيادة تنظيمات إرهابية وقاد عمليات قاتلة في المنطقة.
وفي معرض إجابته على سؤال حول ما إذا كانت المصالح الأمنية المغربية تمتلك أدلة تربط بين البوليساريو والحركات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء، أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ) أن مخيمات تندوف تشكل 'بؤرة للتطرف وملاذا بامتياز لعناصر تنتمي إلى جماعات متطرفة، وأن شباب هذه المخيمات يُعدون فئة مستضعفة يسهل تجنيدها من قبل المجموعات المتطرفة. وأوضح أن هذا الترابط بين الانفصالية والإرهاب قد أسفر عن ارتكاب عدة عمليات تخريب وقصف في دول المنطقة، مؤكدا على خطورة الوضع الحالي الذي تواجهه بعض دول الساحل.
وقدم حبوب عددا من القضايا التي عالجتها المصالح الأمنية المغربية كدليل على الروابط بين الانفصالية والإرهاب. واستعرض تورط العنصر الانفصالي عمر ولد حماها في عمليتي اختطاف رعايا أجانب عامي 2008 و2011 لصالح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كما أشار إلى قضايا أخرى، منها إيقاف شاب من مواليد مخيمات تندوف بالعيون عام 2018 كان قد تم تجنيده من قبل إمام متطرف في المخيمات وكان يخطط لتنفيذ أعمال ضد المغرب. وتطرق أيضا إلى تفكيك خلايا إرهابية خلال الفترة 2008-2015 كخلية 'المرابطون الجدد' التي تورط فيها انفصاليون، وخلية 'جبهة الجهاد الصحراوي' التي ضمت مقربا من البوليساريو وكانت تخطط لتخريب خط السكة الحديد، وخلية 'جنود الخلافة بالمغرب ولاية العيون'.
وشدد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية على أن كل هذه الحالات تؤكد أن الانفصالية باتت تشكل 'ذريعة إيديولوجية وخزانا للتجنيد' للتنظيمات المتطرفة في المنطقة. واعتبر أن التهديد الناجم عن هذا الترابط لا يقتصر على المغرب فقط، بل يمتد ليشمل المنطقة برمتها والمجتمع الدولي، مما يستدعي تدخلا دوليا لمعالجة المخاطر التي تمثلها مخيمات تندوف.
وفيما يتعلق بإمكانية تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، أوضح حبوب أن هذا القرار يعود للسياسات السيادية لكل دولة، ولكنه كمسؤول أمني يؤكد أن 'الوقائع واضحة' وأن عدة قضايا أمنية تثبت تورطا مباشرا لعناصر من الكيان الانفصالي في أعمال إرهابية، مما يؤكد أن هذا الكيان قد فقد السيطرة على جزء من شبابه الذين أصبحوا فريسة سهلة للجماعات الإرهابية.