اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
في ظل تحديات كبيرة تواجه الحرف التقليدية في المغرب، عبّر عدد من الحرفيين الشباب عن تمسكهم الشديد بالحفاظ على هذا التراث الوطني العريق، مؤكدين أنهم يعملون بكل جد واجتهاد رغم الظروف الصعبة التي تعيشها هذه الصناعات.
وفي هذا السياق، أكد عادل مرسمان، وهو مصدر الزليج الفاسي إلى الولايات المتحدة منذ عشرين عاما، وجود مشاكل أساسية تتعلق بجودة الفخار وتقنيات الكلينكرينج، وهي تحديات تقنية تتطلب حلولا جذرية وعلمية، مبرزا أنهم رفعوا هذه المعاناة إلى الوزارات المعنية، ومنها وزارة الصناعة التقليدية التي أبدت تجاوبا ودعما ملحوظا.
وأشار إلى أهمية تنظيم وتطوير قطاع الصناعة التقليدية، خصوصا من خلال التكوين المستمر للشباب الحرفيين الذين يعتبرهم ثروة وطنية يجب تشجيعها وتعزيزها، مؤكدا أن المهنة تحتاج إلى حب وشغف، وأن هناك جيل جديد يسعى للحفاظ على هذه الحرفة العريقة ورفع مستواها.
وأوضح مرسمان أن سوق الزليج الفاسي التقليدي يواجه منافسة كبيرة من المنتجات الصينية والآلات الحديثة التي تقلل من قيمة المنتج اليدوي، مما يهدد هوية هذه الصناعة الثقافية، داعيا الدولة إلى ضرورة دعم القطاع عبر توفير مساعدات ضريبية وتسهيلات تشجع على الاستمرار في الإنتاج اليدوي والحفاظ على التراث.
وشدد المتحدث ذاته على أهمية وضع دفتر تحملات واضح يضمن حماية الصناعة التقليدية من الانتهاكات، وضرورة تدخل وزارتي الداخلية والنقل والبلديات لتنسيق جهود دعم الصناع وتمكينهم من تخطي مشاكل النقل والمواصلات التي تؤثر على أعمالهم.
كما شدد مرسمان على ضرورة دعم الحرفيين وتأهيلهم علميا وفنيا، ليكونوا قادرين على مواكبة التطورات، والحفاظ على الزليج الفاسي كجزء من الهوية الثقافية والفنية للمغرب، معربا عن أمله في أن تستمر الدولة في دعم هذا القطاع الحيوي والمهم اقتصاديا واجتماعيا.
من جانبه، حذر عبد القادر وهو صانع تقليدي في مهنة الزليج البلدي من خطر اندثار الصناعة التقليدية في المغرب، داعيا الدولة إلى التدخل العاجل لحماية هذه المهن والحفاظ عليها من الزوال، مؤكدا، خلال حديثه عن واقع الحرف التقليدية، أن غياب الشباب هو التحدي الأكبر الذي يواجه استمرار هذه المهن، مشددا على ضرورة تكوين الأجيال الجديدة وتشجيعها على حب المهنة.
واقترح عبد القادر إطلاق برامج تكوينية تستهدف الأطفال والشباب خاصة من لم يكملوا تعليمهم الأساسي، مشددا على أن الدولة يجب أن تتبنى مسؤولية تدريب هؤلاء وتأهيلهم مهنيا في الحرف التقليدية، مبرزا أن دعم التكوين بمكافآت مالية مغرية يسهم بشكل كبير في تحفيز الشباب على الانخراط والاستمرار في العمل الحرفي، معتبرا أن غياب هذا الدعم يعني استمرار انحدار المهنة.
وأشار إلى أن الشغف والحب للمهنة يمثلان جوهر الاستمرارية، لافتا إلى أن الحرفة تحتاج إلى حب يدفع الحرفي للصبر وتحمل الصعوبات اليومية. ورغم قلة أعداد الشباب في ورشته، أكد على ضرورة جذب المزيد منهم وعدم حرمانهم من التعليم، مع توفير بدائل مهنية لمن لا يرغبون في الدراسة.
ودعا الحرفي إلى تحديث طرق التكوين المهني، من خلال تبني أساليب عملية ومبسطة داخل الورش، بدلا من الطرق التقليدية الأكاديمية، مع التركيز على تعليم الانضباط والمسؤولية والنظافة والتنظيم، مشددا على أهمية تعليم الصناع الشباب كيفية التواصل مع المهندسين لتطوير العمل الحرفي.
واعتبر عبد القادر أن الاستثمار في الشباب عبر تكوين فعّال ودعم حكومي وحب للمهنة، هو السبيل الوحيد للحفاظ على هذا الإرث الثقافي والاقتصادي الهام.