اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
وجه الحسن السعدي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، انتقادات لاذعة لما اعتبره 'تدهورا خطيرا في الخطاب السياسي'، محذرا مما سماه 'الممارسات البائسة' التي تستغل المطالب الاجتماعية لركوب موجات الاحتجاج وتحريض الرأي العام ضد الحكومة، وذلك خلال مشاركته في المنتدى الجهوي للشبيبة التجمعية بجهة الشرق، اليوم السبت 19 يوليوز 2025.
وفي معرض حديثه، شن السعدي هجوما مباشرا على الأحزاب ذات المرجعية الاشتراكية والإسلامية، معتبرا أنها فشلت في تطبيق الشعارات التي رفعتها عندما أتيحت لها فرصة تدبير الشأن العام. وقال: 'قبلنا، مرت أحزاب تبنت الاشتراكية والشيوعية، لكنها لم تطبقها عندما تولت المسؤولية. لم نر أي توجه اشتراكي، بل العكس.. باعوا مؤسسات البلاد! أول شيء فعلوه كان الخصخصة'.
وأضاف، في إشارة واضحة إلى حزب العدالة والتنمية، أن الإسلاميين بدورهم لم يترجموا مرجعيتهم إلى سياسات ملموسة، قائلا: 'عندما جاء الإسلاميون، لم نرهم يغلقون الحانات، ولم نرهم يلغون المهرجانات التي كانوا ضدها'، مؤكدا أن المغرب حافظ على توازنه بفضل 'القيادة الرشيدة لجلالة الملك وإمارة المؤمنين'.
وفي انتقاد شديد اللهجة لما وصفه بـ'الانتهازية السياسية'، اتهم السعدي الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية – دون أن يسميه – باستغلال المطالب الاجتماعية لأغراض سياسية ضيقة، قائلا: 'عيب وحرام أن نرى مسؤولا سياسيا يحمل لوح التزلج (surf) ليركب على مطالب اجتماعية مشروعة ويحرض الناس ضد الحكومة!'.
ولم يُخفِ السعدي استياءه مما اعتبره انحدارا في الخطاب السياسي المعارض، قائلا: 'السياسة يجب أن تُبنى على الاحترام وليس السب والشتم'، منتقدا بشدة ما وصفه بـ'خطاب الكراهية' الذي يميز بعض الفاعلين السياسيين، مذكرا بتصريحات سابقة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، التي وصف فيها النساء بـ'بلارج'، وهاجم فيها موظفي الدولة وشكك في نيات معارضي حزبه.
في المقابل، دافع السعدي عن أداء حزب التجمع الوطني للأحرار والحكومة التي يشارك فيها، مؤكدا أن خطاب حزبه 'واقعي وإيجابي'، وقال: 'نحن لا نبيع الوهم بقولنا كل شيء بخير، ولا نقدم صورة سوداوية. بلدنا يتقدم رغم التحديات'، مضيفا أن المغرب الجديد يختلف تماما عن مغرب ما قبل إطلاق الأوراش الكبرى بقيادة جلالة الملك.
وفي ما يخص الأداء الحكومي، شدد السعدي على أن حزب الأحرار هو الوحيد، إلى جانب شركائه، الذي يعمل على تفعيل مشروع الدولة الاجتماعية الذي دعا إليه الملك محمد السادس، مستعرضا عددا من الإجراءات التي باشرتها الحكومة في هذا السياق. وقال: 'نعم، استطعنا أن نضمن التغطية الصحية الشاملة لجميع المغاربة، وأن يصل الدعم الاجتماعي المباشر إلى أكثر من 4 ملايين أسرة. بدأنا إصلاحات حقيقية في قطاعي الصحة والتعليم'.
وبخصوص التعليم، أكد السعدي أن النظام الأساسي الجديد للأساتذة أنهى أزمة التعاقد التي دامت سنوات، مضيفا أن الحكومة خصصت 46 مليار درهم للزيادة في الأجور، وأن 'مدارس الريادة أصبحت نموذجا يحتذى به ويحظى بإشادة دولية'، معتبرا أن هذا الإصلاح بدأ ينعكس فعليا داخل الأقسام.
وفي ما يتعلق بالتشغيل، قال السعدي إن الحكومة أعلنت خريطة تشغيل جديدة تتضمن دعما للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى برامج للتكوين بالتدرج تستهدف أكثر من 100 ألف مستفيد على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن جهة الشرق ستستفيد من أكثر من 56 ألف منصب شغل مبرمج.
وجدد السعدي التأكيد على أن 'ولاء حزب الأحرار هو للملك والوطن'، داعيا الشباب إلى 'التحلي بالإيجابية والافتخار بالانتماء لحزب يشتغل في انسجام مع شركائه وبتقدير لقياداته'، مؤكدا أن 'الرهان اليوم هو الحفاظ على تميز التجمع الوطني للأحرار في خطابه السياسي وفي تدبيره للشأن العام'.