اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
شهد المغرب خلال الأيام الماضية موجة حر استثنائية، حيث سجلت درجات الحرارة ارتفاعاً غير مسبوق بلغ 46 درجة مئوية في عدد من المناطق، متجاوزة المعدلات الموسمية بما بين 10 و15 درجة، ما يهدد سلاسل الإنتاج الفلاحي، خاصة تلك المرتبطة بالأشجار المثمرة والخضروات، في فترة حساسة تتزامن مع نضج الفواكه الموسمية والزيتون.
وفي تفسير لهذه الظاهرة، أوضح سعيد قروق، أستاذ علم المناخ، في تصريح لجريدة 'العمق'، أن موجات الحر التي سجلها شهر يونيو المنصرم تُعد استثنائية بالمقارنة مع المعايير المناخية القديمة، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة يتسبب في تسريع عملية نضج المحاصيل بسبب ظاهرة 'تبخر النتح' الناتج عن الضغط الحراري، وهو ما يفرض استجابة فسيولوجية سريعة من طرف النباتات.
إقرأ أيضا: حرارة استثنائية تجتاح المغرب.. الأرصاد الوطنية تكشف الأسباب وتحذر من تبعات التغير المناخي
من جهته، أكد محمد بن عبو، الخبير في المناخ، في تصريح مماثل، أن هذه الظروف المناخية القاسية تؤثر بشكل كبير على الأشجار المثمرة، خصوصاً الحوامض والبواكر، التي توجد في مرحلة حساسة من النمو والإثمار بعد الإزهار، مضيفاً أن ارتفاع درجات الحرارة يسرّع عملية النضج ويؤثر سلباً على جودة المنتوج.
وأشار الخبير ذاته إلى أن استمرار موجات الحر لمدة تتجاوز الأسبوع أو عشرة أيام يُضاعف من التأثيرات السلبية حتى على الفلاحة المغطاة، التي رغم قدرتها على مقاومة بعض الظروف المناخية، تصبح بدورها مهددة بالذوبان وفقدان فعاليتها.
وتابع بن عبو أن الوضع المناخي العام في المغرب، الذي يتميز بجفاف متواصل منذ سنوات، يزيد من هشاشة المنظومة البيئية، مؤكداً أن الإجهاد الحراري يجعل المحاصيل أكثر عرضة للتلف، ويرفع حاجتها إلى مياه السقي بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي.
ولفت إلى أن أي محصول ربيعي يوجد في مرحلة الإزهار أو بداية عقد الثمار يكون الأكثر تأثراً بموجات الحر، ما يضاعف التحديات التي تواجه الفلاحين، في قطاع يعتبر من ركائز الاقتصاد الوطني ومصدر عيش رئيسي لشريحة واسعة من المغاربة.