اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن الصرامة الألمانية حين تلتقي الإبداع المغربي لا تخلق مشاريع فحسب، بل تولد شراكات قوية، مرنة، ودائمة.
جاء ذلك خلال لقاء احتضنه مقر إقامة السفير الألماني بالرباط، الأربعاء 16 يوليوز 2025، حيث تحدث المسؤول الحكومي عن الشراكة المغربية الألمانية التي تمثل نموذجا لعلاقات تتجذر في الزمن، مؤسسة على الثقة ووضوح المبادئ، وليست مجرد تقاطع مصالح آنية أو ظروف عابرة.
وأوضح زيدان، أن هذه الثقة المتبادلة تكتسب اليوم أهمية مضاعفة، في ظل التحولات العميقة التي يشهدها النظام العالمي، وسعي الدول لإيجاد شركاء موثوقين وتحالفات دائمة، مضيفا أن المغرب وألمانيا يبرزان كقطبين للاستقرار، يدركان التحديات ويحولانها إلى فرص.
وأشار الوزير المغربي إلى أن هذا الطموح المشترك يجد ترجمته في الخيارات الاستراتيجية للمملكة، بقيادة الملك محمد السادس، الذي اختار مسار التحول العميق لنموذج التنمية، من أجل تموقع المغرب كمركز إقليمي وشريك استراتيجي في منظومة القيم العالمية.
واعتبر زيدان أن الميثاق الجديد للاستثمار، ومبادرة الهيدروجين الأخضر، وتعزيز الدولة الاجتماعية، والاستثمار في البنية التحتية، ليست إصلاحات قطاعية فقط، بل مرتكزات لرؤية طويلة المدى، مؤكدا أن ألمانيا مطالبة بلعب دور محوري في هذا النموذج المغربي المتجدد.
وكشف المتحدث أن الاستثمارات الألمانية المباشرة في المغرب تضاعفت أربع مرات في عقد واحد، حيث انتقلت من 652 مليون درهم سنة 2014 إلى حوالي 2.5 مليار درهم سنة 2024. لافتا إلى أهمية المشاريع المشتركة في الصناعة، خصوصا السيارات والتكنولوجيا الخضراء، وكذا التعاون في مجالات البحث العلمي والتكوين.
وشدد على أن هذه الدينامية تشمل أيضا التعليم العالي والتكوين المهني والبحث العلمي، باعتبارها روافع أساسية لبناء السيادة الوطنية المستقبلية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء سلط الضوء على محورين رئيسيين: الطاقة والاقتصاد من جهة، والتعليم العالي والبحث العلمي من جهة أخرى.
وعن تجربته الشخصية، تحدث الوزير عن كونه ولد وترعرع في المغرب، وقضى 35 سنة في ألمانيا، مما منحه فهما عميقا لاحتياجات وتطلعات البلدين.
وأكد أن التعاون المغربي الألماني يتطلب أكثر من مجرد جمع الموارد، بل تنسيق الطموحات وتوحيد الجهود. مبرزا أن مبادرة BCE والسفارة الألمانية ووكالة GIZ، تسعى لتكامل صناعي في مجالات الصناعة الخضراء، والتنقل الكهربائي، والتقنيات الحديثة، لبناء سيادة مشتركة، مفتوحة وآمنة، وأضاف بقوله: 'فلنمضِ قدما، ليس بسرعة طرف دون الآخر، بل بالوتيرة الواعية لأولئك الذين يعرفون إلى أين يتجهون، ويختارون السير معا'.