اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، صباح اليوم الأربعاء، حادثا أثار الكثير من الجدل، بعد إلغاء ندوة علمية كانت مبرمجة لرئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، حول موضوع 'الصحة النفسية: كيف نفهمها وكيف نعتني بها؟'، دون أي بلاغ أو إعلان رسمي من الجهة المنظمة أو إدارة الكلية.
الندوة، التي أعلنت عن تنظيمها شعبة علم النفس الإكلينيكي بالكلية، فوجئ الراغبون في حضورها بإغلاق قاعة 'محمد الكتاني' التي كان من المفترض أن تحتضن الفعالية، وهو ما دفع عدد من الحاضرين إلى الانتظار لأزيد من ساعة في محيط قاعة، دون جدوى، وفي غياب أي مخاطب رسمي يشرح سبب إغلاق القاعة.
ولم تصدر الجهة المنظمة ولا إدارة الكلية، أي توضيح رسمي حول ما يجري، وما إذا كان الأمر يتعلق بمنع، أو تأجيل، أو إلغاء مفاجئ للندوة، كما لم يصدر أي توضيح من رئيس الحكومة السابق نفسه، ما جعل الغموض يلف هذا القرار.
مصدر موثوق، فضل عدم الكشف عن هويته، أفاد لجريدة 'العمق' بأن الجهة المنظمة تلقت 'تعليمات شفوية' بعدم تنظيم الندوة 'لدواعٍ أمنية'، دون أن يتم توضيح طبيعة هذه الدواعي أو مصدر التعليمات، ما زاد من تعقيد الصورة، خاصة أن واقعة مماثلة حدثت للعثماني بكلية العرائش، قبل أسابيع.
في نفس السياق، علمت الجريدة من مصدر آخر أن الأمر وصل إلى جهات عليا بوزارة الداخلية بالرباط، والتي نفت أن تكون قد أصدرت أي قرار بمنع النشاط، مرجحة أن يكون قرار الإلغاء قد اتُّخذ على المستوى المحلي، في ظل عدم وضوح ما إذا كانت إدارة الكلية أو السلطات المحلية هي من تقف خلفه.
الواقعة أثارت ردود فعل في صفوف قيادات حزب العدالة والتنمية بتطوان، حيث كشف رئيس فريق 'البيجيدي' بجماعة تطوان، عادل بنونة، أنه توصل من مصدر خاص به بأن الندوة قد مُنعت من طرف إدارة الكلية، دون كشف الأسباب، واصفا ما حدث بأنه 'فضيحة بكل المقاييس'، وفق تعبيره.
وتساءل بنونة في تدوينة على حسابه بموقع 'فيسبوك'، عن 'صحة هذا الخبر في غياب بلاغ من الجهة المنظمة ومن إدارة الكلية'، مضيفا: 'انتظرنا لمدة ساعة في باب قاعة الندوات الدكتور محمد الكتاني، وتناسلت بين الحاضرين كل الإحتمالات، ولم تكلف إدارة الكلية نشر خبر الإلغاء أو المنع أو شئ آخر'.
وتابع بنونة: 'فعلا إهتزت صحتنا النفسية ونحن ننتظر ونناقش في فضاءات الكلية السيناريوهات والإشاعات والأخبار المتناسلة عن سبب إغلاق قاعة الندوات'، مشيرا إلى أن الأمر يخص رئيس حكومة سابق.
من جهته، تساءل القيادي المحلي بالحزب، الحسين السعدوني، في تدوينة له، قائلا: 'هل تكميم الأصوات وصل إلى رحاب الكليات. ما معنى إلغاء ندوة فكرية لقامة فكرية ورئيس حكومة سابق دون تعليل أو إخبار'، معتبرا أنه 'حتى فضاء العلم والمعرفة أضحى متحكما فيه' بحسب قوله.
غير أن نزار خيرون، المستشار رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، قد أوضح في تعليق له على 'فيسبوك'، أن الندوة 'تم تأجيلها لأسباب غير معلومة إلى الأسبوع المقبل'، دون أي تأكيد رسمي لهذا المعطى.