اخبار المغرب
موقع كل يوم -لو سيت اينفو عربي
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
احتضن مقر التضامن الجامعي بمدينة فاس، أمس السبت حفل توقيع الكتاب الجماعي المحكم 'التعليم الرقمي في ظل متطلبات الجودة'، بحضور ثلة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بمجال التربية والتكوين.
وقد تميز هذا اللقاء العلمي بأجواء تفاعلية، عكست الوعي المتزايد بأهمية إدماج الرقمنة في المنظومة التعليمية الوطنية، والرهانات التي يطرحها هذا الانتقال على مستوى الجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص.
انطلق الحفل بكلمة تقديمية وتسيير للدكتور طارق القطيبي، الذي أبرز في كلمته الأهمية المتزايدة للتعليم الرقمي في قطاع التربية الوطنية، معتبراً إياه ضرورة استراتيجية لتأهيل المدرسة المغربية ومواكبتها للتحولات العالمية في مجالات التعلم والتكوين.
وأكد المتحدث ذاته، أن التعليم الرقمي لم يعد ترفاً أو خياراً بديلاً، بل أضحى مكوناً أساسياً لضمان استمرارية التعلم، وتوفير محتوى بيداغوجي مرن ومتاح لجميع المتعلمين، داعياً إلى مضاعفة الجهود للارتقاء بالبنية التحتية الرقمية وتعزيز التكوين المستمر لفائدة الأطر التربوية.
أعقبت هذه الكلمة مداخلة للدكتور المسكيني إحسان، المشرف العام على هذا المشروع العلمي، حيث رحّب بالحضور، وعبّر عن اعتزازه بهذا الإنجاز الأكاديمي الذي يشكل ثمرة مجهود جماعي جمع بين نخبة من الباحثين المغاربة.
وأوضح المتحدث نفسه، أن اختيار موضوع التعليم الرقمي ينبع من الحاجة إلى التأمل النقدي في واقع الرقمنة التربوية بالمغرب، ومن الرغبة في المساهمة في إغناء النقاش العمومي حول التعليم في سياق ما بعد الجائحة، مشدّدا على أن الدراسات التي يتضمنها الكتاب ترتكز على أسس علمية دقيقة وتقدم اقتراحات عملية قابلة للتنفيذ.
وفي السياق ذاته، تناول الدكتور محمد فؤاد عمور الكلمة باعتباره صاحب تقديم الكتاب، حيث أثنى على محتوى المؤلَّف، ونبّه إلى ضرورة توفر الشروط البنيوية والتقنية لنجاح الانتقال الرقمي داخل المؤسسات التعليمية، مع التركيز على أهمية العدالة الرقمية بين مختلف الفئات والجهات، وأكد أن مضامين الكتاب عالجت قضايا جوهرية تتعلق بالصعوبات والإكراهات التي تحول دون تنزيل فعال للتعليم الرقمي في السياق المغربي، مقترحاً جملة من الحلول التي تزاوج بين الرؤية الاستراتيجية والإجراءات الميدانية.
كما شارك الدكتور نور الدين الطريسي، بكلمة عبّر فيها عن أهمية هذا العمل الجماعي في تعزيز الرصيد التربوي الوطني، معتبراً أن توقيت صدوره مناسب جداً بالنظر إلى التوجهات الرسمية نحو رقمنة التعليم، وأكد أن هذا الكتاب من شأنه أن يشكل مرجعاً للباحثين وصناع القرار، ورافعة للتفكير الجماعي في كيفية جعل الرقمنة أداة لتحقيق الجودة وتكافؤ الفرص داخل المنظومة التربوية.
وقد عرف الحفل تفاعلاً إيجابياً من قبل الحاضرين، حيث تم تبادل النقاشات حول مداخل ومخرجات التعليم الرقمي، وأفق تطوير هذا الورش الوطني الكبير، ليُختتم اللقاء بتوقيع نسخ من الكتاب وتوزيعها على المشاركين، وسط أجواء علمية وثقافية راقية.
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية