اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
حذر تقرير صادر عن مؤسسة Afrobarometer من أن تفاقم أزمة المياه في المغرب يهدد بتقويض التقدم الذي حققته المملكة في محاربة الفقر خلال السنوات الأخيرة، رغم الأداء الإيجابي الذي يسجله البلد على مستوى المؤشرات الإفريقية في هذا المجال.
وأوضح التقرير أن المغرب يعد من بين أفضل الدول أداء في القارة الإفريقية من حيث مكافحة الفقر، غير أن ندرة المياه الصالحة للاستعمال المنزلي أصبحت تمس بشكل مباشر الفئات الأكثر هشاشة، مما يفاقم الفوارق الاجتماعية ويؤثر سلبا على مستويات المعيشة.
وبينت نتائج الدراسة أن نحو أربعة من كل عشرة مغاربة (39%) صرحوا بأنهم واجهوا نقصا في المياه النظيفة خلال العام الماضي، بينما أفاد ربع المستجوبين بأنهم يعانون من هذا النقص بشكل متكرر أو دائم، في حين وصف واحد من كل خمسة جودة إمدادات المياه لديه بأنها 'سيئة' أو 'سيئة جداً'.
ويؤكد التقرير أن الأسر الفقيرة هي الأكثر تضررا من هذه الأزمة، إذ تضطر إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة أو قضاء ساعات طويلة في جلبها، مما يزيد من أعبائها المالية والصحية ويحد من فرصها في تحسين ظروفها المعيشية.
ورغم هذه التحديات، أظهر المغاربة مستوى ثقة أعلى من المتوسط الإفريقي في أداء السلطات العمومية بمجال تدبير الموارد المائية، إذ أعرب 55% من المستجوبين عن رضاهم عن جهود الحكومة لضمان إمدادات كافية من المياه.
وأشار التقرير إلى أن معدل انعدام الأمن المائي في إفريقيا يبلغ 44%، بينما يقل المعدل في المغرب إلى 39%، ما يضع المملكة ضمن الدول الأقل تضررا على الصعيد القاري، بعد جزر السيشل التي تحتل المرتبة الأولى.
في المقابل ، حذرت الوثيقة من أن استمرار الجفاف وتزايد الضغط الديمغرافي قد يعكسان هذا التقدم إذا لم تتخذ استثمارات قوية ومستمرة في البنية التحتية المائية، لضمان عدالة التوزيع والحفاظ على المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي تحققت.