"أنا الآن وحدي وهذه النهاية".. قصة ليبي تبكي القلوب جراء إعصار دانيال

وطن- وثق مقطع مصور مأساة عاشها مواطن ليبي كان يقيم في مصر أثناء إعصار دانيال الذي ضرب البلاد وخلف آلاف الضحايا والمصابين.

ووفق نشطاء كان الرجل قد ربى أولاده بمفرده بعد وفاة والدتهم منذ ستة عشر عاماً واكتملت ماساته بفقدان كامل عائلته.

قصة ليبي تبكي القلوب

وقال الرجل إنه كان ينوي المجيء إلى بلاده من مصر يوم الجمعة الماضي ويوم الأحد كلّمته 'ولية' –سيدة- وهي عمة زوجته الراحلة لتقول له 'يا حسن هناك مشكلة في حوشك (حديقة منزلك)'.

وروى قصار أن أولاده الأربعة كانوا ممددين في الصالون وكانوا يمسكون بيد ابنة أخ لهم ففلتت من يديهم وسقطت في الماء الذي غزا المنزل.

وعرض الأب المكلوم ما قيل إنها هدية من خطيبها في عيد ميلادها. وخاطب قصار أحمد أبنائه المتوفين فيما كان يستعرض صورة له بالبدلة العسكرية:'يا سالم قاعد توحشني يا سالم'.

وتابع وهو يضع يديه على رأسه ويردد بنبرة مؤثرة :'أنا الآن وحدي وهذه هي النهاية' لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

قصص من مآسي ليبيا

وأضاف :'لا يحزنني موتهم بل يحزنني أنني غادرت ولم أتمكن من القيام بدوري كأب لهم لضمان مستقبل أبنائي وإعدادهم للزواج وابنة ابني كانت هناك أيضًا كانوا يمسكون بها قبل أن يسحبها التيار بعيدًا'.

وجاءت الفيضانات الهائلة التي أودت بحياة أكثر من 3000 شخص وخلف آلاف آخرين في عداد المفقودين، في الوقت الذي تعرضت فيه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا التي مزقتها الحرب إلى إعصار قوي، في 10 سبتمبر/أيلول.

ويحتاج السكان المصابون بالصدمة الذين أصبح 30 ألف منهم الآن بلا مأوى، بشدة إلى خدمات التنظيف.

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من انعدام المياه والغذاء والإمدادات الأساسية وسط تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: 'كانت فرق من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة موجودة على الأرض لتقديم المساعدات والدعم للمتضررين من العاصفة دانيال والفيضانات المفاجئة خلال الأيام القليلة الماضية'.

صدمات نفسية

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن عشرات الآلاف من السكان المصابين بصدمات نفسية أصبحوا بلا مأوى ويحتاجون بشدة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية وسط تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

وأطلقت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي نداء مساعدات لجمع أكثر من 71 مليون دولار للاستجابة الطارئة في درنة وأجزاء أخرى من شرق ليبيا.