اخبار موريتانيا
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٤
'فتنة الرَّبَض'..رواية موريتانية تستعيد ثورة الضواحي في قرطبة
الموريتاني محمد ولد محمد سالم يصدر روايته الجديدة 'فتنة الرَّبَض'، التي تحكي عن أحداث ثورة سكان الأرباض (الضواحي) في قرطبة ضد الأمير الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل.
صدر حديثاً عن 'المؤسسة العربية للدراسات والنشر' في بيروت، رواية 'فتنة الرَّبَض' للروائي الموريتاني محمد ولد محمد سالم.
وتنطلق الرواية من تصور عثور الكاتب فجأة على نص لكاتب مجهول شارك في أحداث ثورة سكان الأرباض (الضواحي) في قرطبة، التي قامت ضد الأمير الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل، ثالث أمراء بني أمية في الأندلس، وهو نص مجهول تماماً ومجهول كاتبه، ولا ذكر له في أي من المصادر القديمة، وتكون مهمة الكاتب بعد أن فشل في العثور على أي معلومة عن ذلك النص أن يعيد ترتيب الأحداث وتنسيقها انطلاقاً من تقنيات السرد المعاصرة.
وتحكي الرواية عن أحداث تلك الثورة، والصراع الذي تأجج بين الحكم وأعوانه من جهة وبين بعض رجال الدولة والفقهاء والعامة من جهة أخرى، بسبب جبروت الحكم وجور أعوانه وتعسفهم، وحكاية الصداقة العجيبة بين الفقيه طالوت بن عبد الجبار المعافري، أحد قادة الثورة، وبين الشاب اليهودي النجار حاييم الإشبيلي، الذي أخفى الفقيه في منزله بعد الفتنة سنة كاملة.
وكذلك حكاية راوي القصة مع أبي أيوب الحداد النصراني، وكان الراوي يعمل فتى حدّاداً في دكان أبي أيوب حين قامت الثورة، ونشط فيها، وقد نشأت بينهما مودة راسخة، وكذلك حكايات الناس الذين شاركوا في الثورة واحترقوا بنيرانها، وما آلت إليه حياتهم من مآلات مؤلمة.
وتستخدم الرواية كل تقنيات السرد الحديثة، وتمزج الحادثة التاريخية بالخيال، لترسم صورة لمجتمع قرطبة في تلك الحقبة، وما امتزج فيه من عناصر بشرية متعددة الأعراق والديانات، مركزة على البشري الإنساني، وعلى أصالة الحرية البشرية التي ترفض الظلم والاستسلام للأمر الواقع، وتتسلح بالثورة والطموح إلى مستقبل أجمل وأكثر عدلاً.
يذكر أن لمحمد ولد محمد سالم 5 روايات هي: 'أشياء من عالم قديم'، و'ذاكرة الرمل' و'دروب عبد البركة'، و'ألاعيب خالد مع كورونا'، و'دحّان' التي حصلت على جائزة أفضل رواية موريتانية عام 2016.