لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
على الرغم من التقدم الهائل الذي يشهده العالم في مجالات الصحة والتكنولوجيا والاتصال، يظهر تقرير السعادة العالمي لعام 2025 أن تحقيق السعادة لا يزال حلما بعيد المنال بالنسبة للعديد من الدول.
هذا التقرير، الذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد ومعهد غالوب، يقيم مدى رضا السكان في 147 دولة حول العالم.
ووفقا للتقرير الأخير، تتذيل بعض الدول قائمة تصنيف السعادة العالمي نتيجة لمزيج من النزاعات المسلحة، والفقر المستشري، وفشل أنظمة الخدمات العامة. وفي السطور التالية، نستعرض الدول الأكثر سعادة، وكذلك الأقل سعادة وفقا للترتيب الذي توصل إليه تقرير السعادة العالمي لعام 2025.
أتعس دول العالم
يتجاوز تقرير السعادة العالمي مجرد قياس الثروة الاقتصادية للدول، ويركز على عوامل أعمق تؤثر في رفاهية الأفراد. يسلط الضوء على الأهمية الحيوية للتماسك الاجتماعي، والثقة في المؤسسات الحكومية، والرفاهية العاطفية كركائز أساسية للسعادة. وفي السطور التالية، نستعرض الدول الأقل سعادة في العالم، أو أتعس الدول في العالم.
أفغانستان (المركز 147)
لا تزال أفغانستان تتصدر قائمة الدول الأقل سعادة عالميا، حيث تعاني من سنوات طويلة من الحرب المدمرة، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وانهيار اقتصادي شامل.
سيراليون (المركز 146)
يستمر الفقر المدقع، وضعف البنية التحتية للرعاية الصحية، وعدم الاستقرار السياسي في تقويض صحة ورفاهية مواطني هذا البلد.
لبنان (المركز 145)
تعيش لبنان تحت وطأة انهيار مالي خانق وجمود، مما أدى إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الثقة، وتضخم جامح، وهجرة جماعية للشباب.
مالاوي (المركز 144)
تعاني هذه الدولة من انخفاض حاد في الدخل القومي، وانعدام الأمن الغذائي المزمن، وضعف في مستويات التنمية البشرية.
زيمبابوي (المركز 143)
تعيش زيمبابوي وسط سخط جماهيري كبير في ظل التضخم المزمن، وارتفاع معدلات البطالة.
بوتسوانا (المركز 142)
على الرغم من الاستقرار النسبي الذي تتمتع به بوتسوانا، إلا أنها تشهد تزايدا في مستويات عدم المساواة واستمرارا للفقر.
جمهورية الكونغو الديمقراطية (المركز 141)
تعد واحدة من أكثر المناطق اضطرابا على مستوى الكوكب، حيث تعاني من موجات نزوح جماعي وحالات طوارئ صحية متفاقمة.
اليمن (المركز 140)
حولت المجاعة، والصراع المسلح المستمر، والكوارث الإنسانية المتتالية، اليمن إلى واحدة من أقل البلدان استقرارا وسعادة في العالم.
جزر القمر (المركز 139)
تعاني هذه الدولة الجزرية الفقيرة من مستويات عالية من الفقر وضعف شديد في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتعليم الأساسي.
ليسوتو (المركز 138)
تتسم هذه الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا بفقر كبير، وارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وانخفاض متوسط العمر المتوقع.
أسعد الدول في العالم
تقدم دول مثل فنلندا والدنمارك وأيسلندا والسويد، التي تتصدر مؤشر السعادة، نموذجا يحتذى به، حيث تظهر أن الاستثمار المستمر في الرعاية الاجتماعية الشاملة، والحريات الفردية، والحكومات التي تتسم بالنزاهة والشفافية، يثمر عن مستويات عالية من الرفاهية العاطفية لشعوبها.
فنلندا
تحتل فنلندا صدارة مؤشر السعادة العالمي باستمرار، وتعزى هذه المكانة المرموقة إلى عدة أسباب رئيسية. يتمتع المجتمع الفنلندي بنظام دعم اجتماعي قوي للغاية، يوفر شبكة أمان واسعة للمواطنين في مختلف جوانب حياتهم.
يضاف إلى ذلك ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعكس الأداء الاقتصادي المزدهر وتوفر فرص الحياة الكريمة. كما تتميز فنلندا بمستويات منخفضة جدًا من الفساد، مما يعزز الثقة في المؤسسات الحكومية ويضمن العدالة والشفافية.
الدنمارك، أيسلندا، والسويد
تأتي كل من الدنمارك، أيسلندا، والسويد في المراتب المتقدمة بعد فنلندا مباشرة، وتتقاسم معها العديد من المقومات التي تساهم في ارتفاع مستويات السعادة. تتميز هذه الدول بشبكات دعم اجتماعي قوية ومتينة، تضمن الرعاية الصحية الشاملة، والتعليم الجيد، والمزايا الاجتماعية التي تحمي الأفراد من التقلبات الاقتصادية والاجتماعية.
ما هي معايير السعادة؟
لا تقتصر السعادة على مجرد شعور فردي، بل أصبحت مؤشرا مهما على قياس تقدم الدول ورفاهية شعوبها. ويستخدم تقرير السعادة العالمي (World Happiness Report) الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، مجموعة من المعايير لتقييم مستويات السعادة. وفي السطور التالية، نستعرض ما هي معايير السعادة في الدول؟
الناتج المحلي الإجمالي للفرد
يشير الناتج المحلي إلى المستوى الاقتصادي العام للدولة وقدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق مستوى معيشي لائق. ومع ذلك، لا تعني الثروة بالضرورة السعادة المطلقة.
الدعم الاجتماعي
يتم تقييم مدى القدرة على توفير شبكات الدعم الاجتماعي القوية، مثل العائلة والأصدقاء والمجتمع، والتي تساهم في شعور الأفراد بالانتماء والأمان.
متوسط العمر المتوقع بصحة جيدة
يعكس متوسط العمر داخل الدولة جودة الرعاية الصحية والظروف المعيشية التي تسمح للأفراد بالعيش لفترة أطول وبصحة أفضل.
الحرية في اتخاذ خيارات الحياة
يعكس مدى تمتع الأفراد بالحرية الشخصية في اتخاذ قراراتهم التي تؤثر بشكل رئيسي على حياتهم، مثل اختيار المهنة أو نمط الحياة، مدى رضا اأفراد وسعادتهم.
الكرم والعطاء
يشير إلى مدى استعداد الأفراد للمساهمة في مجتمعاتهم ومساعدة الآخرين، وهو ما يعزز الشعور بالرضا والسعادة.
مدركات الفساد
يتم قياس مدى انخفاض مستويات الفساد في الحكومة وقطاع الأعمال، حيث يعكس انخفاض الفساد إلى زيادة الثقة في المؤسسات والشعور بالعدالة.
تظهر هذه المعايير أن السعادة ليست مجرد مسألة ثراء مادي، بل هي مزيج معقد من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
ما أهمية السعادة؟
تتجاوز أهمية السعادة مجرد شعور الأفراد بالرضا الشخصي، لتمتد إلى تأثيرات واسعة على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول. وفي السطور التالية، نستعرض ما هي أهمية السعادة؟
صحة أفضل وعمر أطول
أظهرت الدراسات أن الأفراد السعداء يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة بدنيا ونفسيا، وأقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، ويعيشون لفترة أطول.
إنتاجية أعلى وابتكار أكبر
في بيئات العمل، الأفراد السعداء يكونون أكثر تحفيزا وإنتاجية وإبداعا، مما ينعكس إيجابا على الأداء الاقتصادي للدول.
علاقات اجتماعية أقوى
تعزز السعادة القدرة على بناء علاقات اجتماعية إيجابية وصحية، سواء مع العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل، مما يقوي الروابط الاجتماعية.
مجتمعات أكثر استقرارا وتماسكا
المجتمعات التي يتمتع أفرادها بمستويات عالية من السعادة تكون أكثر استقرارا وسلاما وأقل عرضة للصراعات الاجتماعية، حيث يسود الشعور بالرضا والتفاهم.
تنمية مستدامة
الدول التي تولي اهتماما لرفاهية وسعادة مواطنيها تميل إلى تبني سياسات أكثر استدامة وتوازنا، لأنها تدرك أن التنمية الحقيقية لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تشمل رفاهية الإنسان أيضا.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن السعادة ليست مجرد شعور عابر، بل هي أساس لحياة فردية ومجتمعية مزدهرة. إنها القوة الدافعة للتقدم، ومؤشر للنجاح الحقيقي للدول في تحقيق الرفاهية الشاملة لمواطنيها.