لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
منذ العام 2013 أسست المصممة السعودية نور الظاهري ماركتها الخاصة في محاولة لدمج أصالة الماضي بروح العصر في عبايات وقفاطين عصرية متقنة الصنع، فأطلقت ماركتها الخاصة، وتألقت في أسابيع الموضة العالمية، ولا سيما في أسبوع الرياض للموضة مؤخراً بتصاميم عصرية هي عبارة عن فساتين منفذة بمعايير الكوتور؛ فلفتت انتباه خبراء الأزياء لدرجة أن النجمة جينيفر لوبيز اختارت من تصميمها الكاب الباستيل الذي ظهرت به في الحفل الذي أحيته في المملكة العربية السعودية بمناسبة حدث الفورمولا ون العالمي. وهي ليست المرة الأولى التي تطأ فيها النجمة أرض المملكة ولكنها المرة الأولى التي تختار فيها تصميماً بتوقيع سعودي. التقينا المصممة الشابة وكان لنا هذا الحوار.
وعما يميز الزي الذي اختارته النجمة جاي لو توضح لنا المصممة ما يلي:
في أسبوع الأزياء في الرياض الذي جرى في أكتوبر الماضي، نفذت فستاناً أصفر هادئاً بقصة مستقيمة، وهو منسق مع كاب مصنوع من التول بألوان متداخلة من الأصفر والبيج الحيادي وقد ظهرت النجمة خلال أدائها أغنية Lets Get Loud بجمبسوت باللون الذهبي المعدني ونسَّقت معه هذا الكاب من تصميمي لأن هذه القطعة برأيي مصممة لتتألق المرأة بها من دون أن تعيق حركتها؛ لذا فجاي لو دخلت بها إلى المسرح وغنت أغنيتها الأولى قبل أن تخلعها لتتمكن من الرقص. وقد كان شرفاً لي أن تختار تصميماً لي؛ لأنني أول مصممة سعودية ترتدي جاي لو من تصاميمها، الأمر الذي سيعزز من مكانة الدار لتتخطى حدودها العربية وتنطلق إلى العالمية.
- كيف بدأت علامتك الخاصة؟ وهل تخصصت في هذا المجال؟
رحلتي في عالم التصميم بدأت باتجاه مختلف؛ فلقد كنت أعمل في مجال تطوير المحتوى الإلكتروني وفي مجال التعليم، ولكن شغفي بالتصميم وحَيْك القصص عن طريق الأزياء كان حاضراً منذ البداية، لم أسلك الطريق التقليدي عن طريق دراسة تصميم الأزياء، ولكنني تعلمت من خلال خبرتي ومن أخطائي مباشرة، وأنا أصمم ومن خلال التدريبات التي خضعت لها لدى دور الأزياء، وكنت أنمي ثقافتي في هذا المجال. كان هدفي تأسيس علامة تممزج الأناقة بالمفيد وتحيي التراث السعودي بمنظور عصري. أسميت الماركة نور عباياز Nour Abayas في البداية وسرعان ما تطورت إلى خط للمجموعات الجاهزة والراقية.
من شجعك؟ ومن أين تستوحين مصادر إلهامك؟
أنا محظوظ بوجود من يؤمن بموهبتي وخاصة أنطونيو بانديني كونتي وسارة مينو سوزاني اللذين دعماني، ولكن مصادر إلهامي هي جذوري السعودية وثقافتي وبلدي الحبيب، ولا سيما النساء السعوديات. كل ما في المملكة يلهمني من مناظر طبيعية وهندسة معمارية وتراث حرفي وطبيعة وأقمشة، حتى الزهور والتراب تلهمني. كما أستوحي من قوة وإبداع نساء بلادي؛ فالمرأة التي أصمم لها هي العصرية والمستقلة والأيقونية.
- عُرفتِ بجودة تصاميمك؛ فكم يستغرق تنفيذ زي من وقتك؟
إن ابتكار مجموعة في كل موسم عملية معقدة تتطلب الالتزام والحرفية في العمل والعناية بكل التفاصيل، ويعتمد على درجة التطريز والتفاصيل الموجودة في الزي؛ فقد تستغرق المجموعة بين 4 وستة أشهر لترى النور بدءاً بوضع التصميم النموذجي واعتماد القماش المناسب واستيراده في الغالب من إيطاليا وفرنسا والهند وتركيا، وانتهاءً بالتطريز اليدوي وفقاً لمعايير الخياطة الراقية؛ فكل زي لديَّ هو مشغول بحب. لدينا مشغلان في الرياض والأردن حيث يعمل طاقمنا لتحقيق هذه الرؤية وتطوير العلامة.
- وما الفرق بين تصاميمك وتصاميم غيرك؟
تصاميمنا ليست مجرد كماليات أو قطعاً للزينة؛ فكل قطعة تروي ثقافة وتاريخاً لأنها مستقاة من التراث السعودي بنفحة معاصرة. كما إنني فخور بكوني الدار السعودية الأولى التي تنفذ طبعات وأقمشة خاصة بها باليد على القماش؛ الأمر الذي يضمن التميز والخصوصية. هذه العناية بالتفاصيل الدقيقة ومعايير الاستدامة والموازنة بين الحديث والقديم بأسلوب راقٍ يشكل مصدر قوة لنا، ويميزنا عن غيرنا من الدور المنافسة.
- وماذا عن علاقتك بالنجوم؟ هل هي مفيدة لك؟
أرى أن التعاون مع نجمة مرموقة يرتقي بصورة الدار ويشكل اعترافاً بحرفية تصاميمنا ورقيها؛ فعندما ترتدي نجمة من تصميمي فهي تضعني في دائرة الضوء وتوصل رسالتي إلى أبعد الحدود، ولكن بشرط وجود قيم ونقاط مشتركة تجمع بين النجمة والعلامة. العلاقة مع النجوم مكسب إضافي وهي تزيد من شهرة الدار على الصعيد العالمي، ولكن لا يجب أن يكون التعاون مع النجوم هدفاً بحد ذاته؛ فالمهم دقة الاختيار.
- وهل تنفذين تصاميم بحسب الطلب؟
حتماً؛ فالتصاميم المحدودة هي مطلب أساسي لنا، ونحن نعمل بصورة وطيدة مع الزبائن خاصة في المناسبات المهمة كالأعراس والاحتفالات؛ فنتعاون لتنفيذ قطع تعكس خصوصية صاحبتها، فالتصاميم المنفذة بحسب الطلب تهدف إلى أن تشعر المرأة بأنها مميزة.
- كيف تم تعاونك مع جينيفر لوبيز؟
لقد اتصلت بنا خبيرة أزيائها الخاصة ماريا الهان Mariel Haenn مضيفة أن النجمة أبدت إعجابها بالكاب المنفذ من الورود الذي صممته مؤخراً، ورحبنا بحماس؛ فرؤية تصميم لي على نجمة أيقونية من مستوى جاي لو كان سريالياً، وأشعرتني بالفخر لأنها بمنزلة اعتراف لي بجودة تصاميمنا وقدرتها على إبهار نجمة بحجمها.
- وماذا تخبريننا عن مجموعتك الجديدة؟
لقد أطلقنا خلال أسبوع الأزياء في الرياض مجموعة تتغنى بتراثنا وبجمال الطبيعة في المملكة؛ فالقطع عبارة عن كتابات وأشكال هندسية وعناصر تراثية مستوحاة من مناطق مثل نجد وعسير. هي قصة تُروى من خلال القماش والقصات الجريئة والرسوم العضوية التي تجسد القوة والأنوثة في وقت واحد.
- وما الأقمشة التي اعتمدتها؟
نحن نستعمل الكريب الراقي من إيطاليا وفرنسا إلى جانب أقمشة من الهند وتركيا؛ الأمر الذي يتيح لنا التطريز عليه ليكون راقياً ومعبِّراً. أما مروحة الألوان؛ فتعكس ألوان الصحراء المتموجة بكل تدريجاتها من الرملي الدافئ والتيراكوتا والزهري المبودر والأخضر الداكن، فتمتزج ألوان الطبيعة بأبهى حُلَّة مع بعضها بعضاً.
- وأين أنت من الاستدامة؟
الاستدامة ليست صيحة نتبناها بشكل مؤقت؛ لأنها حديث الساعة، فنحن نعتمد معايير الاستدامة، ومنها على سبيل المثال تنفيذ موديلات حسب الطلب؛ لكي لا تكسد التصاميم، ولا ينتج الكثير من الفضلات عنها. كما نتأكد من أن كل تصميم ستستفيد منه السيدة لسنوات عديدة في محاولة لترشيد الاستهلاك احتراماً لقانون الطبيعة وسلامة الكوكب الذي نعيش فيه.
- ما رسالتك للمرأة العربية؟
إلى كل سيدة ترتدي نور الظاهري، أريدك أن تشعري بالثقة والجمال، وأن تكوني عصرية مرتبطة بالواقع؛ فهذه الملابس ليست مجرد قطع، بل هي قصة تراث وقوة ورقي، سواء كنتِ عربية أو من أي بقعة من العالم. تصاميم معدَّة للنساء اللواتي يقدرن الصدق، ويجدن الجمال في التفاصيل، ويفتخرن بارتداء قطع تعبر عن تراثهن مهما كانت انتماءاتهن مختلفة.