لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٣ نيسان ٢٠٢٥
كشفت تقارير إخبارية عن الساعات الأخيرة في حياة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والتي أمضاها محاطاً بممرضه المقرب ماسيميليانو سترابيتي، وشهدت تفاصيل مؤثرة من مكالمات هاتفية إلى غزة، وحضور قداس عيد الفصح، وانتهاءً بغيبوبة مفاجئة.
وبحسب ما ورد عن البوابة الإخبارية للفاتيكان، فقد قضى البابا فرنسيس، ساعاته الأخيرة محاطاً بالرعاية والسكينة، وكان إلى جانبه ممرضه سترابيتي، الذي رافقه لسنوات طويلة وارتبط به بعلاقة إنسانية وطبية وثيقة.
رفيق رحلة المرض
وتعود علاقة البابا بالممرض سترابيتي إلى فترة طويلة، إذ كان له دور محوري في إنقاذ حياة 'الحبر الأعظم'، حين اقترح عليه إجراء عملية جراحية دقيقة في القولون.
وفي عام 2022، قام البابا فرنسيس بتعيينه مساعداً شخصياً لمتابعة حالته الصحية عن كثب. ومنذ ذلك الحين، لم يفارقه، سواء خلال فترات العلاج أو النقاهة، أو حتى خلال المناسبات الكبرى.
وفي التفاصيل التي نقلها الجهاز الإعلامي الرسمي للفاتيكان، فإن سترابيتي كان إلى جانب البابا خلال فترة علاجه في مستشفى جيميلي، وواصل مرافقته في مقر إقامته في كازا سانتا مارتا، حيث تولى متابعة وضعه الصحي على مدار الساعة. وقد رافقه أيضًا في عيد الفصح، وفي زيارة خاصة إلى كاتدرائية القديس بطرس لمعاينة أعمال ترميم، حيث بدا إصرار البابا واضحًا على التواصل المباشر مع المؤمنين.
وقبل ساعات من وفاته، وبينما كان يستعد لمغادرة مقر إقامته لحضور التجمع الديني في ساحة القديس بطرس، التفت إلى ممرضه قائلاً: 'هل تعتقد أنني أستطيع القيام بذلك؟'، ليأتيه الرد سريعاً: 'نعم'. كانت تلك الكلمة كفيلة بأن تمنحه دفعة روحية سمحت له بلقاء الحشود مجدداً، رغم التعب والضعف الجسدي الذي أنهكه في أسابيع النقاهة الأخيرة.
وكانت كلمات البابا الأخيرة إلى سترابيتي ذات وقع خاص، حيث قال: 'أشكركم على إعادتي إلى الساحة'، في إشارة رمزية إلى رغبته في البقاء قريبًا من الناس حتى آخر لحظات حياته.
تضامن مع غزة في مكالمة أخيرة
وفي مساء السبت، أجرى البابا اتصالاً هاتفياً مؤثراً مع عدد من سكان قطاع غزة، عبّر خلاله عن تضامنه وصلواته من أجلهم، رغم ظروفه الصحية.
عشاء وراحة وغيبوبة مفاجئة ثم الرحيل
وفي اليوم التالي، وبعد أن تناول العشاء، وأخذ قسطاً من الراحة، بدأ يشعر بأعراض صحية مفاجئة عند الفجر، ما استدعى تدخل الطاقم المرافق له على الفور.
وفي الساعة الخامسة والنصف صباحاً، ظهرت أولى علامات التدهور الصحي. وبينما كان مستلقياً في سريره، حيّا سترابيتي بإشارة هادئة بيده، ثم سرعان ما دخل في سبات عميق، ليرحل بعدها بهدوء دون ألم، وفقاً لمن كانوا إلى جانبه.
كانت النهاية متوقعة، لكنها حملت طابعًا مفاجئًا، إذ لم تدم سكرات الموت طويلاً، ورحل البابا فرنسيس بصمت، كما اعتاد أن يُبقي تفاصيل مرضه بعيدة عن الأضواء، تاركاً خلفه إرثاً إنسانياً عميقاً ووصية غير منطوقة بأن يكون القرب من الإنسان جوهر الرسالة البابوية.