لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
امتد أثر رؤية السعودية 2030 إلى تمكين المواطن، ومشاركة الثقافة السعودية مع العالم؛ لبناء مجتمع أكثر حيوية، ويحظى بجودة الحياة، وهو ما تحقق بامتياز في صناعة السينما السعودية، التي استطاعت في 6 سنوات أن تحقق خطوات مبهرة وحظيت بإشادة عالمية، وفتحت آفاق للتعاون بين المملكة وبين العالم كله.
لم يخطر على بال صنّاع السينما العالمية أن القرار بعودة دور العرض السينمائي إلى السعودية عام 2018، سيحقق على أرض الواقع وفي ست سنوات فقط، قفزات نوعية على الساحة العربية الدولية، مدعومة باستثمارات طموحة وتخطيط استراتيجي دقيق، في إطار جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
من دار عرض واحدة إلى أكثر من 640 دار عرض، ومن انتاجات محلية محدودة أغلبها في مجال الأفلام القصيرة والوثائقية، إلى انتاجات مشتركة مع أكبر 20 عاصمة لصناعة السينما العالمية، وحضور بارز للأفلام السعودية في المحافل الدولية توّج بمشاركة فيلم 'نورة' في المسابقات الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2024، كل هذا وأكثر تحقق في سنوات قليلة مستلهما الخطوط العريضة لرؤية السعودية2030 حيث تم تمكين صناع السينما داخل السعودية من إبراز مواهبهم، ومشاركة الثقافة السعودية مع العالم؛ وفتح المزيد من النوافذ أمام أبناء المملكة والعالم العربي لرواية قصصهم.
مستعدين تشوفون أثر التحوّل؟
استثمارات ضخمة ورؤية استراتيجية واضحة
منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، وهي الخطة الوطنية الطموحة التي تهدف لتنويع مصادر الدخل، شهد قطاع الثقافة والترفيه – وعلى رأسه السينما – نموًا متسارعًا، وتهدف الرؤية إلى أن يساهم قطاع الترفيه بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى خلق أكثر من 100 ألف وظيفة بحلول عام 2030، وهو ما تحققه صناعة السينما بشكل مباشر على أرض الواقع مدعومة باستثمارات ضخمة ورؤية استراتيجية واضحة.
المملكة محورًا إقليميًا ودوليًا للإنتاج السينمائي
بعد نجاح الانطلاقة الأولى لصناعة السينما السعودية أطلق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، المحاور الأولى للانطلاقة الثانية خلال تدشين النسخة الثانية من منتدى الأفلام السعودي في مدينة الرياض حيث جاء في كلمته في حفل الافتتاح قوله: 'نسعى لأن تكون المملكة محورًا إقليميًا ودوليًا للإنتاج السينمائي، تُمكن المواهب وتفتح الآفاق أمام شراكات استراتيجية تسهم في تطوير البنية التحتية وتعزيز قطاع العرض والتوزيع.'
وأضاف:' لتحقيق هذه الأهداف، أنشأت المملكة مجموعة من الهيئات المتخصصة مثل هيئة الأفلام، و*الهيئة العامة للترفيه*، و*صندوق التنمية الثقافية*، إلى جانب تأسيس استوديوهات حديثة تهدف لتطوير البنية التحتية السينمائية ودعم الإنتاج المحلي والدولي، مما يجعل من السعودية بيئة جاذبة لصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.'
إطلاق صندوق الأفلام السعودية برأسمال قدره 375 مليون ريال
الخطوات السريعة لتحقيق هذه الأهداف، تتشابك فيها الإنجازات وتتقاطع مثل سيمفونية موسيقية، فعلى الجانب الاقتصادي أعلنت المملكة عن إطلاق صندوق الأفلام السعودية برأسمال قدره 375 مليون ريال سعودي (100 مليون دولار)، يهدف إلى تحفيز الإنتاج السينمائي المحلي والدولي. يُدار الصندوق بالشراكة مع صندوق التنمية الثقافية، الذي يسهم بنسبة 40% من رأس المال، في خطوة تؤكد التزام المملكة بتحقيق تنمية مستدامة في هذا القطاع الواعد.
وفي هذا السياق، أعلنت الوكالة مؤخرًا عن بدء تصوير فيلم الأكشن والتشويق '7 Dogs' في العاصمة الرياض، بميزانية تُقدّر بـ 40 مليون دولار، ليُصبح بذلك الفيلم الأعلى ميزانية في تاريخ السينما العربية حتى الآن، في مؤشر واضح على الطموحات المتصاعدة للصناعة السينمائية السعودية.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منصة عالمية للاحتفاء بالسينما
وبنفس الوقت يبرز مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي أقيمت دورته الأولى في ديسمبر 2021، ليصبح منذ انطلاقه منصة إقليمية وعالمية للاحتفاء بالإبداع السينمائي. وقد نجحت مؤسسة المهرجان في دعم أكثر من 250 صانع أفلام من مختلف أنحاء العالم، من ضمنهم مشاركون في مهرجانات كبرى مثل مهرجان كان السينمائي، بالإضافة إلى مهرجان أفلام السعودية الذي يُعد من أقدم وأهم التظاهرات السينمائية المحلية.
إنجازات غير مسبوقة في البنية التحتية لصناعة السينما السعودية
وشهدت البنية التحتية للسينما السعودية توسعًا غير مسبوق، فقد قفز عدد شاشات العرض من 45 شاشة فقط في عام 2018 إلى أكثر من 600 شاشة موزعة على 69 دار عرض في مختلف مناطق المملكة بحلول عام 2023، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإقبال الجماهيري على السينما.
وتضم السعودية اليوم أكثر من 650 شاشة سينما ينتظر أن تكتمل لتصبح 700 بنهاية العام الجاري 2025، مع تحقيق شباك التذاكر المحلي أرقاماً قياسية، حيث يستحوذ على 47% من إجمالي إيرادات شباك التذاكر في منطقة الشرق الأوسط.
السعودية من بين أفضل خمسة أسواق عالمية
وحسب الأرقام الصادرة عن هوليوود يعد السوق السعودي من بين أفضل خمسة أسواق عالمية في افتتاحيات بعض أفلام هوليوود، ووفقًا للإحصائيات الرسمية، بلغ إجمالي الإيرادات السينمائية في عام 2023 نحو 3.7 مليار ريال سعودي، في حين تجاوز عدد التذاكر المباعة منذ إعادة افتتاح دور السينما في أبريل 2018 وحتى مارس 2024 61 مليون تذكرة.
وخلال هذه الفترة، تم عرض ما مجموعه 1,971 فيلماً، من بينها 45 فيلماً سعودياً، ما يعكس النمو المضطرد في الإنتاج المحلي، كما أظهرت البيانات الحديثة أن الأفلام المعروضة في الربع الأول من عام 2025 حققت إيرادات تجاوزت 127 مليون ريال سعودي، بزيادة نسبتها 4٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعزز مكانة المملكة كسوق سينمائي ناشئ ومزدهر في المنطقة.
دعم صناعة السينما في المحيط الإقليمي
وبدا واضحا للجميع الحضور السعودي اللافت في كبرى المهرجانات السينمائية الدولية، حيث تسعى المملكة إلى ترسيخ موقعها في المشهد السينمائي العالمي، سواء عبر الأفلام المحلية مثل فيلم 'نورة'، أو أفلام الإنتاج المشترك المدعومة من سوق البحر الأحمر مثل فيلم «وداعاً جوليا»، وهو إنتاج سعودي-مصري-سوداني عُرض في مهرجان كان، وفيلم «عائشة» الذي شارك في مهرجان فينيسيا، بالإضافة إلى فيلم «أحلام عابرة» الذي افتتح مهرجان القاهرة السينمائي، وفيلم «ضي» الذي افتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
.. ولا زال في الحلم بقية
ما تحقق كثير، ولكن القادم أكثر، فوفق رؤية السعودية 2030 من المستهدف لقطاع الترفيه، المساهمة بأكثر من 23 مليار دولار أو 3% من الناتج المحلي الإجمالي وخلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.
تابع المزيد: الرئيس التنفيذي لـ هيئة الأفلام السعودية بافتتاح مؤتمر النقد السينمائي: مستقبل صناعة السينما في الرياض