لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
حلّ النجم السوري عابد فهد ضيفًا على برنامج 'شيفرة' الذي يُعرض على شاشة قناة دبي، مقدماً خلال اللقاء قراءة معمقة لمسيرته الفنية، وتحدث عن البدايات، والنجاحات، والهواجس، وحتى الجدل الذي طاله مؤخرًا، مؤكداً على أهمية العودة إلى الجذر الثقافي للفن والفكر في ظل ما وصفه بـ'ضجيج العالم'.
عابد فهد: ارتباط الناس بشخصياتي يسعدني
قال الفنان عابد فهد إنّ ربط الناس له بأدوار معينة أمر إيجابي ويسعده كثيرًا، لأنه دليل على أن الشخصيات التي قدمها، تركت أثرًا لدى الجمهور، مضيفًا: في السعودية والخليج العربي يحبون شخصيات مثل 'جساس بن مرة' و'الحجاج'، لأن الشخصيات التاريخية هناك لها تأثير خاص، بعكس دول حوض المتوسط الذي يفضل الجمهور فيه شخصية 'الضابط رؤوف' القاسي المتهكم، وهذا بحد ذاته شيء إيجابي، لأنه يعني أن كل منطقة تتفاعل مع ما يلامسها أكثر.
عابد فهد عن البدايات: دمشق كانت نقطة التحول
استعاد عابد فهد ذكريات بداياته، مشيرًا إلى أنه وُلد في بيت فني، فوالده الموسيقي جورج فهد، وكان معتادًا على رؤية الآلات الموسيقية والحفلات منذ طفولته، لكن دخوله عالم الفن لم يكن أمرًا محسومًا أو تلقائيًا.
وأوضح: أنا من مدينة اللاذقية الساحلية، وهناك تعرضت لأزمة صحية بسبب الرطوبة سببت لي الربو، فنصحني الطبيب بالانتقال إلى مكان جاف، فقررت الانتقال إلى دمشق، وهناك بدأت ملامح رحلتي الفنية تتشكل، رغم الجوع والتعب والاغتراب عن الأهل، سكنت في بيت خالتي وكان بمثابة محفل ثقافي، وهناك التقيت بكبار النجوم، مثل: محمد الماغوط، ومظفر النواب، وملحم بركات، وراغب علامة، ووليد توفيق، كان للقدر، إلى جانب الشغف والعامل الوراثي، دور كبير في ما أنا عليه اليوم.
كما تحدث فهد عن خوفه الدائم من عدم النجاح، وأشار إلى أنه مرّ بتجارب لم تكن كما توقع، رغم قناعته الأولية بجودة النص والدور، لكنه فوجئ لاحقًا بوجود نواقص في التنفيذ والإنتاج.
وقال: هذا النوع من المفاجآت يزعجني. أغضب وأعاتب وأفكر ملياً قبل تكرار التجربة مع نفس الفريق، فلا يجوز أن تكون جزءًا من تجربة غير ناضجة، لأن النجاح يتطلب وعيًا بما نقوم به، لا يمكن دخول المسرح مع فريق يعتبرك حقل تجارب.. هذا خطأ فادح.
عابد فهد: قدمت شخصيات كشفت أعماقي النفسية
عن الشخصيات الفنية التي قدمها وأثرت فيه على المستوى الشخصي، قال فهد إن شخصية الزوج الغيور في مسلسل 'لعبة الموت' كانت تجربة مؤثرة، موضحًا: في العمل، الشخصية تعاني لأن زوجته هربت رغم كل الحب الذي يكنّه لها، ويشعر بأنه يقدم كل ما يملك دون تقدير، وهذا يشبه ما يحدث في الحياة الواقعية حين تعطي ولا تجد التقدير، فيترك ذلك أثرًا داخليًا.
كما أشار النجم السوري إلى مسلسل 'نقطة انتهى'، الذي جسّد شخصية فيه ترتكب جريمة عن طريق الخطأ، وتحاول الاعتذار من الزوجة والوالدين، وقال: هذا الدور دفعني لإظهار مشاعر جياشة لم أكن أعلم أنني قادر على إخراجها. بطبيعتي أخفي مشاعري، وربما كنت أخجل من البكاء أمام الكاميرا، لكن هنا خرج كل شيء.
واختار فهد ثلاثة أعمال وصفها بأنها الأقرب إلى قلبه، وهي: 'الحجاج': لثراء الشخصية وقسوتها وبلاغتها، حتى إن خطبها باتت مشهورة، ودوره في مسلسل 'الولادة من الخاصرة' بشخصية 'الضابط رؤوف'، التي كتبها سامر رضوان، واعتبرها ممتعة بتركيبتها بين الصعود والنزول، ومسلسل 'أوركيديا' بشخصية 'حسن الصباح' التي وصفها بالصعبة والمؤلمة والخطيرة، وقال إنه يكن لهذه الشخصيات احترامًا خاصًا.
عابد فهد عن الفن ودوره: لا يُغيّر لكنه يُشير
وحول تأثير الفن وسط ما يحدث من ضجيج عالمي وصخب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال فهد: الفن لا يغيّر، لكنه قد يؤثر، فالتغيير الحقيقي تصنعه القرارات السياسية، والمدرسة، والثقافة، واللغة، والقراءة. الدراما دورها مساند، وعليها أن تحمل رسالة ومعنى، وتشير إلى الخطأ والألم.
وفي ما يخص ظاهرة الأعمال المُعرّبة، قال فهد إن بدايتها كانت في الدوبلاج عندما وُضعت أصوات سورية على الأعمال التركية، فشعر بها المشاهد العربي كأنها قريبة منه، ثم تطورت لصناعة كاملة هدفها الأساسي 'البزنس'.
وأضاف: هذه الأعمال قد تُفقد الدراما المحلية هويتها، لأن القصة يجب أن تنبع من بيئة المدينة التي تُصوّر فيها، ففي مسلسل 'البطل'، الذي شارك فيه ممثلون من الدراما المعربة، نجحوا لأنهم خرجوا من القالب وقدّموا شيئًا يُشبهنا، أما أنا فلا أستطيع أن أحب هذا النوع من الدراما، رغم أن أجره المالي جيد.
عن التصريح الجدلي: تم اجتزاؤه من سياقه
ردّ فهد على التصريح الذي أثار جدلاً واسعًا عبر وسائل التواصل، معبرًا عن أسفه للاجتزاء الذي حصل، وقال: الاجتزاء محزن ومفاجئ، وقد تم استغلاله لصناعة ترند على حسابي، رغم أنني لم أقصد ذلك أبدًا، فأنا ابن الستينيات والسبعينيات، وكل أصدقائي من مختلف الطوائف، وما قلته هو دعوة للعودة إلى تلك القيم الجميلة، لا أكثر، وأنا أبرر لبعض السوريين الذين لم يفهموا قصدي، لكن لا أبرر لمن يصطاد في الماء العكر، وخصوصًا من يعمل على منصات تصنع الضجيج بلا طحين. هؤلاء لا يعمرون وطنًا، وأقول لهم: اسكت.. عيب. احكِ كلمة تعمّر، لا كلمة تهدم.