جماعة الاخوان: أوروبا تحاول إعادة التحكم بالمسار السياسي الليبي وإبعاد ليبيا عن تركيا

ليبيا – استبعد القيادي في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عماد الدين المنتصر أن تكون زيارات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة قد جاءت دون تحضير وتحديد لأهداف محددة، معتبرًا أن الإمارات هي الدولة المؤثرة في الملف الليبي بالمرتبة الأولى، وهناك تفاهمات وارتباطات ما بين هذه الحكومة التي أتت نتيجة لتفاهمات ما بين 'دول العدوان' بحسب قوله.

المنتصر قال خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة 'التناصح' التابعة للمفتي المعزول الغرياني أمس السبت وتابعتها صحيفة المرصد: إن رئيس الحكومة يدرك جيدًا من هو صاحب القرار، ومن الدولة التي تمسك الملف الليبي وتتحكم به؛ لهذا السبب توجه للإمارات.

وأشار إلى أن الإمارات لديها خطة واضحة ولعلها الدولة الوحيدة التي تمتلك خطة محكمة تتعامل من خلالها بالملف الليبي، لافتًا إلى أنه ليس هناك خطأ، بل هذه هي الحكومة والحوار ومخرجاته.

أما فيما يتعلق بالزيارات الأوروبية إلى ليبيا رأى أنها دون شك محاولة أوروبية كبيرة جدًا لإعادة التحكم لحد ما في المسار السياسي الليبي، وإبعاد ليبيا عن تركيا، كونه أمر مهم جدًا لكثير من هذه الدول، مضيفًا: 'تصريحات رئيس الوزراء اليوناني كانت واضحة، خاطب الليبيين في عقر دارهم وقال لهم: نتوقع منكم أن تصححوا أخطاءكم. هو يعتبر أننا أخطأنا بالاتفاق مع تركيا وأنه حان الوقت أن نصحح الخطأ الجسيم، وبالفعل هذه هي النظرة الأوروبية للأسف'.

وتابع: 'لم ترتقِ الدول الأوروبية الأخرى وحتى الولايات المتحدة الأمريكية لنفس المستوى البريطاني الذي يواجه الاحتلال الروسي لليبيا ويطالب بمواجهته. يجب علينا الآن أن نهتم بالموقف البريطاني ونحاول أن نبني عليه، إن كانت بالفعل هناك إرادة وطنية حرة للحكومة، وهذا أمر لا نستطيع أن نتحكم فيه. الحكومة لديها إرادة وطنية حرة، لكن إن كان هناك شيء من هذه الإرادة الوطنية الحرة عليهم أن يتواصلوا مع الحكومة البريطانية، ويدفع بهذا الأمر للواجهة والتخلص من الاحتلال الروسي الخطر العظيم'.

ورأى أن السلام في ليبيا لن يكون أمرًا سهلًا، مع العلم أن التأثير الإماراتي 'المتوغل' في أمريكا على كل المستويات بشكل عظيم وغير مسبوق سيكون له تأثير على رئاسة الحكومة، مبينًا أن هناك تصريحات بأن الحكومة الجديدة تريد أن تدعم حقوق الإنسان، خاصة بعد النتائج الإيجابية الصادرة عنها بعد الإفراج عن بعض المساجين.

وأضاف: 'السؤال: هل سينتقل التأثير من الجمالي كتخفيف حدة الهجمة ضد المعارضة في مصر والخليج أم سينتقل لإرادة أمريكا التي تدفع بالشرق الاوسط ولو قليلًا نحو الحرية والديمقراطية؟ كم سيكون هذا التأثير؟ هناك تغير إيجابي، والحكومة الأمريكية ووزير الخارجية الأميركي خطابهم أفضل من الخطاب السابق، ولكنه قاصر ولا يسمي الأشياء بمسمياتها، ويرون حتى الآن سواء هؤلاء الأوروبيين الذين أتوا لطرابلس أو الإدارة الأميركية أن هناك دورًا سياسيًا أساسيًا للكرامة ومن تجمعات سياسية في ليبيا، حتى وإن كانت تجمعات قامت بجرائم ضد هذه الدول، حتى من هم منتسبون للفكر الأخضر. ليس هناك مصارحة تامة، لكن هناك فرصة لمحاولة التأثير لحد ما على هذه الخطوات الإيجابية والدفع بأمريكا والدول الأوروبية قليلًا نحو الهدف الوطني المنشود'.

كما رأى أن حكومة الوحدة الوطنية الآن لا ترى الأمور بنفس هذه الرؤيا، بل حكومة وليدة تفاهمات ما بين الإمارات وروسيا والدول التي أسالت دماء الليبيين ودمرت بلادهم، ولم تكن الحكومة لتكون لولا اتفاق مصر وروسيا والإمارات على المخرجات، مشيرًا إلى ضرورة التوقف عن التفاؤل الزائد إلى حين البحث عن شخصيات وطنية ومفكرين.

وأكد على أن الحوار السياسي واضح، فالحوار والاتفاق يرتكز على تفاهمات روسيا جزء منها، لمشاركة تنظيم الكرامة بكل جرائمه وسوابقه، بحسب زعمه. مشيرًا إلى أن انتظار الانتخابات وليبيا تحت سيطرة عصابة إجرامية تغتال معارضين ومن تسول له نفسه أن يتقدم للمشاركة في المجال السياسي وهو ليس خادمًا مطيعًا للمنظومة، أمر لن يتحقق.

واستطرد في حديثه قائلًا: 'قد تكون هناك انتخابات لكنها تصبح غاية لا وسيلة وتكون صورية، يستحيل أن تكون هناك انتخابات حرة نزيهة في مناطق خاضعة للحكم العسكري، كيف نتأمل أن تأتي الانتخابات بحكومة شرعية تخلص البلاد من المحتل؟ الجنوب الليبي يفرغ من الليبيين، كيف نأمل أن تكون هناك انتخابات حرة نزيهة فيه؟ لا يجب أن نستمر في تسويق الأوهام والتفاؤل الذي ليس في محله بدلًا من تسمية الأمور بمسمياتها. خلاصة الأمر فقدنا السيطرة على قوانين اللعبة في ليبيا التي يكتبها العدو الآن مع شخصيات ليبيا التي لا تنتمي للوطن' بحسب قوله.

المنتصر شدد على ضرورة إعادة دراسة دور المواطن والقوة الوطنية لا الهرولة وراء أمور وهمية يصنعها العدو ويعطي الطعم للمشاركة بطريقة معينة يظن الجميع أنها في صالح المشروع الوطني، مشيرًا إلى أن الاجتماعات التي تجري فيما يخص القاعدة الدستورية وغيرها لا يسيطر عليها المواطن الليبي ولا يفهمها تمامًا.

واختتم حديثه بالقول: 'إلهام السعودي وعلى الرغم أن لها توجهات معينة بغض النظر عن ذلك استقالت من اللجنة القانونية؛ لأنها قالت: إن البعثة الأممية كونت اللجنة القانونية وأعطتها خطة عمل، وهي تطالب اللجنة القانونية بانتهاك خطة العمل الذي أعطتها إياها البعثة نفسها منذ أسابيع. هناك تضارب بالمصالح والاتفاقيات، والمؤامرات لا نسيطر عليها، لهذا يجب إعادة النظر في الموقف الوطني وألا نهرول وراء الأوهام'.