تونس تدعو إلى تحرك دولي «سريع» و«جماعي» لتفادي «انتكاس» مسار التسوية في ليبيا

دعت تونس المجتمع الدولي إلى «التحرك السريع» و«الجماعي» لدعم السلطة الليبية في المرحلة الانتقالية «الحساسة»، وحذرت من «تداعيات وخيمة» على استقرار المنطقة والعالم بأسره حال «انتكاس» مسار التسوية في ليبيا.

الدعوة التونسية جاءت على لسان رئيس دبلوماسيتها عثمان الجرندي خلال كلمته بمؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، الذي احتضنته العاصمة الألمانية أمس الأربعاء، وخلص إلى 57 بندا لمعالجة الأزمة الليبية بينها الالتزام بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية، وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية منها، والتقيد بإجراء الانتخابات العامة نهاية العام.

وفي الكلمة، التي نقلتها صفحة وزارة الخارجية التونسية على «فيسبوك»، حذر الجرندي من إمكانية استغلال المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء أى اضطراب في ليبيا لـ«زعزعة الاستقرار» بدول الجوار الليبي؛ ما سيؤدي إلى «مزيد الفوضى، والعنف، وسيفاقم ظاهرة الاتجار بالبشر، والجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية، في أرجاء حوض المتوسط كافة».

- «برلين 2» يصدر «استنتاجات» تتضمن 57 بندا ويحيلها إلى مجلس الأمن

- الجرندي يؤكد للمنقوش مساندة تونس العملية السياسية في ليبيا

وشدّد على ضرورة مساعدة الحكومة الليبية على «إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب ومحترفي الحروب» تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والعمل على «نزع سلاح التنظيمات المسلحة الليبية وإدماجها ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية الموحّدة» بالبلاد.

وقال إن كل تقدم على صعيد تثبيت حالة الاستقرار الداخلي في ليبيا سيمكن السلطة التنفيذية الجديدة من تركيز جهودها على توحيد المؤسسات وإرسائها بصفة دائمة، ثم الشروع في إعادة البناء والتشييد والإعمار بدعم ومرافقة من المجموعة الدولية، وجدد دعم تونس لجهود السلطة الليبية.

وثمن الجرندي التزام السلطة الجديدة المبدئي بتنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها، داعيا جميع الأطراف الليبية المعنية إلى مواصلة انتهاج الحوار سبيلا للوصول إلى توافقات بخصوص اعتماد القاعدة الدستورية والقانون الانتخابي في أقرب الآجال، وأعرب عن استعداد تونس لوضع خبرتها في المجال التشريعي والقانوني والدستوري في خدمة الليبيين وتقاسم تجربتها معهم للمساعدة في إنجاز الاستحقاقات الانتخابية الليبية المنتظرة.

وذكر بجهود تونس في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين، والتي كللت باعتماد خارطة طريق تونس خلال اجتماع ملتقى الحوار السياسي، الذي احتضنته خلال شهر نوفمبر الماضي.