اخبار ليبيا
موقع كل يوم -صحيفة المرصد الليبية
نشر بتاريخ: ٢٩ أذار ٢٠٢٤
ليبيا- أجرت منظمة 'كوردايد' الإغاثية الهولندية مقابلة صحفية مع 3 متطوعين بشأن جهودهم الإغاثية خلال فيضانات مدينة درنة واستجاباتهم لمواجهة تبعاتها.
المقابلة التي نشرتها المنظمة وتابعتها وترجمتها صحيفة المرصد تطرقت لاستجابة أمدها 6 أشهر التزم من خلالها تحالف الإغاثة الهولندي 'دي آر أي' بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي بهدف توزيع مواد لا غذائية على المتضررين من فياضنات درنة.
وجاء في المقابلة التي أجرتها 'سوزان هوكنسفيلدت يانسن' مديرة البرنامج في فريق المساعدة الإنسانية بـ'كوردايد' مع متطوعي الهلال الأحمر الليبي سند رمضان وآمنة المهدي وغالية الهواني منسق الشؤون الإنسانية في 'دي سي أي' في مدينة بنغازي التالي:
يانسن: كيف كان الاستعداد للعاصفة ولماذا كانت مدمرة إلى هذا الحد؟
الهوني: دعت الحكومة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة عبر التلفزيون والراديو و'فيسبوك' مع تقدم العاصفة وطُلب من لذين يعيشون بالقرب من البحر الإخلاء إلى المدارس ومع ذلك وقعت الكارثة بشكل غير متوقع لأن العاصفة غيرت مسارها في اللحظة الأخيرة وضربت درنة.
رمضان: حاولنا التأكد من سلامة أعضاء الهلال الأحمر الليبي لكن لم يكن هناك شيء يمكن أن يجهزنا لمواجهة الطين الذي تساقط من الجبل بعد انهيار السدود.
يانسن: لماذا تعاون 'دي سي أي' مع الهلال الأحمر الليبي في الاستجابة المشتركة لتحالف الإغاثة الهولندي لتوزيع المستلزمات غير الغذائية؟
الهوني: الهلال الأحمر الليبي هو منظمة إنسانية كبرى في ليبيا ويحظى باحترام كبير ومقبول من قبل المجتمعات التي يعمل فيها في جميع أنحاء البلاد ولكن أيضا من قبل الجيش وبالتالي فإن العمل مع الهلال الأحمر الليبي كشريك يعني أن 'دي سي أي' يمكن أن تتفاعل بسرعة أكبر لدعم المجتمعات المتضررة.
رمضان: بعد العاصفة وضعنا الجيش بالفعل نحن الهلال الأحمر الليبي فوقه في المرتبة ومهد لنا الطرق وسمح لنا بالوصول من دون عوائق إلى المناطق المتضررة فالهلال الأحمر الليبي منظمة إنسانية رئيسية في ليبيا ويحظى باحترام كبير ومقبول من قبل المجتمعات التي يعمل فيها.
يانسن: كيف تطورت المساعدات الإنسانية في ليبيا وكيف تمكنتم من النجاح رغم التحديات العديدة التي واجهتموها؟
الهوني: في الأيام القليلة الأولى لم تكن لدينا صورة واضحة عما هو مطلوب وأين لأنه لم تكن هناك معلومات أو إشارة هاتفية ولم نتمكن من الوصول إلى فرق الهلال الأحمر الليبي في درنة فقد تم تدمير الطريق الرئيسي لذلك كان تنسيق جهود الإغاثة تحديا.
المهدي: في وقت لاحق في الأشهر الـ3 الأولى بعد العاصفة كان الوضع لا يزال فوضويا للغاية ولجأ الناس إلى المدارس حيث تلقوا أيضا الدعم من منظمات الإغاثة لكنهم أرادوا العودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن.
رمضان: عرفت 'دي سي أي' أننا في الهلال الأحمر الليبي نحظى بثقة الناس وبذلنا قصارى جهدنا للعمل وسط وضع معقد والآن بعد مرور 5 أشهر على الكارثة غادرت عديد الجهات الفاعلة الإنسانية والناس ما زالوا بحاجة للمساعدة لهذا السبب نحن سعداء للغاية لأن 'دي سي أي' لا زال يقدم مساعدات لا غذائية.
يانسن: ما هو الوضع في درنة الآن؟
رمضان: الدمار والأضرار التي لحقت بالمدينة واضحة وأقدر أن الأمر سيستغرق 5 سنوات أخرى على الأقل لإصلاح وإعادة بناء كل شيء كما أن مكتب الهلال الأحمر الليبي في درنة لا يزال غير صالح للاستخدام.
الهوني: لكن هناك أيضا جروحا نفسية أقل وضوحا ولا يزال الناس في حالة صدمة والبعض منهم يستسلم للحزن الشديد ويلعب الأطفال ولكنهم مضطربون وبينما تعبر النساء عن حزنهن ويتحدثن عنه أكثر بالنسبة للرجال من الصعب ثقافيا إظهار مشاعرهم علنا تركز فرق شركائنا على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
ولا سيما بالنظر إلى الأثر العاطفي الذي لحق بأولئك الذين فقدوا أسرهم بأكملها وأقدر أن الأمر سيستغرق 5 سنوات أخرى على الأقل لإصلاح وإعادة بناء كل شيء.
يانسن: هل يمكنك إخبارنا المزيد عن الطرود غير الغذائية؟
الهوني: قمنا بتوزيع نحو ألف مجموعة غير غذائية تحتوي على الضروريات للأسر المتضررة من العاصفة دانيال وسيتم توزيع ألف أخرى في الأسابيع المقبلة وتتكون هذه المجموعات من مصابيح وصابون وشامبو وإسفنجات متعددة الأغراض ومقصات أظافر وأكياس قمامة ومطهرات وحفاضات لأسر ذات أطفال.
رمضان: تم توزيع المطهرات للوقاية من الالتهابات والطفح الجلدي وبسبب الطين والأوساخ والحطام الذي خلفته العاصفة فإن شبكات الصرف الصحي مسدودة مما يشكل خطرا كبيرا على صحة المجتمع.
المهدي: لقد حصلنا على استجابة جيدة جدا من المجتمع ولقد تمكنا من تقديم ما طلبوه من خلال عملية جمع التعليقات من الأسر لقياس مدى فعالية المساعدات وفي رأيهم كانت نوعية المواد غير الغذائية جيدة.
يانسن: كيف تم اختيار المستفيدين؟
رمضان: يحتفظ الهلال الأحمر الليبي بقائمة تضم أكثر من 5 آلاف أسرة معرضة للخطر في درنة وأثناء الاستجابة أعطينا الأولوية للأسر التي تعيلها نساء والأسر التي تضم أشخاصا من ذوي الإعاقة والأسر التي تضم كبار السن وقمنا أيضا بتسجيل الأسر التي فقدت سبل عيشها والأسر التي دمرت ممتلكاتها بالكامل.
لقد كان تحديد الأولويات بين هذه الأنواع من الأسر أمرا صعبا للغاية لأن الاحتياجات كانت منتشرة على نطاق واسع ونظرا للمعايير الثقافية قررنا في النهاية دعم النساء والأطفال وكبار السن أولا.
يانسن: كيف تمكنتم من إيجاد الشجاعة والقوة لمساعدة الآخرين بينما تأثرتم أنتم؟
المهدي: لقد فقدت صديقتي المفضلة وخالتي وأطفالها كانت والدتي أيضا مريضة جدا وعلى الرغم من ذلك أرى أن الناس بحاجة إلي وأجد الراحة أيضا في مساعدة الآخرين لكن الأمر صعب للغاية وأحاول أن أنسى لقد حذفت محادثة 'واتساب' مع أعز أصدقائي لذي مات.
ولكن في كل مرة أغمض عيني أرى صديقي وعندما أذهب للنوم أشعر وكأنني تحت الماء وحالتي غير مستقرة وما زلت أسمع صرخات الاستغاثة من الناس الذين جرفهم الوحل إلى البحر المفتوح.
رمضان: كثير من الناس فقدوا أحباءهم ولم يتمكن أحد الزملاء من العثور على منزله لقد جرفه تيار الطين مع أسرته بالداخل وحتى بعد هذه الخسارة بدأ العمل مرة أخرى كما واصل أحد الأصدقاء العمل لدى الهلال الأحمر الليبي مباشرة بعد أن دفن والدته.
لا ينبغي لي أن أشتكي فقد نجت والدتي وهذا ما دفعني لمساعدة الآخرين إذا لم أفعل ذلك فسأشعر وكأنني قد خنت مجتمعي وأصدقائي وهناك الكثير من الخسائر لكننا لا نتحدث عنها كثيًا لأنها تجعلنا جميعا حزينين فمن ناحية من الصعب قضاء بعض الوقت في الحزن ومن ناحية أخرى فمن الصعب جدا المضي قدما.
يانسن: ما هي التدابير التي ينبغي اتخاذها لإعداد المدن والمجتمعات الضعيفة بشكل أفضل في ضوء تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ وظهور الإعصار المتوسطي؟
رمضان: نحتاج إلى زراعة المزيد من الأشجار لتنظيم المياه وعزل الكاربون واستقرار التربة وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
الهواني: هناك حاجة أيضا إلى مزيد من الوعي بقضايا المناخ والبيئة في ليبيا ويمكن أن يكون أحد التدابير الفعالة هو تشجيع لاستخدام أكياس القمامة لمنع انسداد مياه الصرف الصحي بسبب تراكم النفايات فإن الدعوة إلى الممارسات السليمة لإدارة النفايات وزيادة الوعي العام حول أهمية إعادة التدوير يمكن أن تخفف بشكل كبير من تأثير هطول الأمطار الغزيرة على البنية التحتية الحضرية.
يانسن: ماذا تتوقعون للمجتمعات المتضررة بعد انتهاء الاستجابة المشتركة؟
الهوني: يحاول الناس جاهدين إعادة بناء حياتهم ونحاول التغلب على الشدائد من خلال تعزيز الشعور بالتضامن داخل المجتمع الأمر الذي سيضع الأساس للتعافي على المدى الطويل والآن بعد أن تحسنت قدرة الناس على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية لا بد من خلق فرص كسب العيش لمساعدة المجتمعات على التعافي. وعلاوة على ذلك إذا أمكن تعزيز قدرة المنظمات المحلية مثل مركز الصليب الأحمر اللبناني فيمكنها مساعدة مجتمعاتها بشكل أفضل من الداخل نحتاج أيضا إلى المزيد من الدعم النفسي والاجتماعي للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار.
نحن نحاول أن نجعل كل يوم مهما كل يوم هو بداية جديدة.
يانسن: نادرً ما تتصدر ليبيا عناوين الأخبار ولا يعرف الناس الكثير عن البلاد وثقافتها وشعبها ماذا تريدون أن يعرف الناس عن ليبيا؟
الهوني: نحن ناجون لقد واجهنا ثورة وحروبا وصراعات وعدم استقرار اقتصادي والآن فيضانات مدمرة وفي مواجهة كل هذا نحاول أن نجعل لكل يوم أهمية كل يوم هو بداية جديدة.
ترجمة المرصد – خاص
