اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٦ أيلول ٢٠٢٥
ريم قاسم -
غالباً ما يُنظر إلى العسل بديلاً طبيعياً للسكر الأبيض، إذ يُعتبر أقل تكريراً وأغنى بالعناصر الغذائية. ومع ذلك، فإن كون العسل طبيعياً، لا يعني أنه آمن بشكل مطلق، خاصةً بالنسبة لمرضى السكري.
يحتل السكر الأبيض والعسل مكانةً بارزةً في عائلة المُحليات ونستخدمهما لتحلية مشروباتنا وحلوياتنا. ويتكون السكر الأبيض حصريًا من السكروز الذي يُكرّر لدرجة فقدان جميع عناصره الغذائية الدقيقة. والنتيجة: لا أثر للفيتامينات أو المعادن وما يتبقى هو سكر نقي.
أما العسل فهو منتج طبيعي يُنتجه النحل من رحيق الأزهار. إذ يحتوي كل 100 غرام منه على حوالي 80 غراماً من الكربوهيدرات. كما يحتوي أيضًا على ماء (حوالي %17)؛ عناصر مفيدة (بوتاسيوم، كالسيوم، مغنيسيوم، حديد)، إنزيمات (مثل أوكسيديز الجلوكوز وإنفرتيز) تُسهم في الحفاظ عليه طبيعياً.
والأهم من ذلك كله، مضادات أكسدة طبيعية (بوليفينول، فلافونويد)، ذات تأثيرات وقائية ضد الإجهاد التأكسدي.
تأثير العسل في سكر الدم؟
يختلف المؤشر الغلايسيمي للعسل باختلاف تركيبته من الفركتوز والجلوكوز، والذي يعتمد بدوره على أصل الأزهار التي يُزرع فيها، فعلى سبيل المثال، يحتوي عسل الأكاسيا على نسبة أعلى من الفركتوز، مما يؤدي إلى انخفاض المؤشر الغلايسيمي (حوالي 35 إلى 40). في المقابل، يمكن أن يتراوح المؤشر الغلايسيمي لعسل الأزهار بين 60 و65.
على أي حال، يكون المؤشر الغلايسيمي للعسل أقل من المؤشر الغلايسيمي للسكر الأبيض و بمعنى آخر، يُسبب العسل ارتفاعاً تدريجياً ومعتدلًا في سكر الدم. ويُفسر هذا الاختلاف بشكل خاص بالوجود الطبيعي للفركتوز، الذي يتمتع بمؤشر غلايسيمي أقل من الجلوكوز، ولكن أيضًا بغناه بالإنزيمات والعناصر النزرة ومضادات الأكسدة، التي تُبطئ هضم وامتصاص السكريات.
وتقول اختصاصية التغذية وعضوة الجمعية الفرنسية لاختصاصي التغذية فلورنس ثوريز في مقابلة مع مجلة «Sante»: إن العسل لا يزال سكراً، لكن مؤشره الغلايسيمي منخفض، خاصةً عند استهلاكه باعتدال. لذلك، قد يكون مُفضّلاً في بعض الحالات، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا عذراً للإفراط في تناوله.
◄ داء السكري والعسل
لا يُمنع أي طعام منعاً باتاً على مرضى السكري، ولكن يجب تناول بعض الأطعمة بحذر شديد نظراً لتأثيرها في مستوى السكر في الدم. وتشدد الخبيرة على «أن يكون تناوله معتدلاً، من حين لآخر، ودائماً ضمن وجبة متوازنة».
◄ عملياً.. كيف يُنصح بتناوله؟
دائما أثناء الوجبة، ويفضل أن تكون غنية بالألياف (الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة)، مما يُبطئ امتصاص الكربوهيدرات.
◄ ما كمية العسل المسموح بها؟
قد يكون تناول ملعقة صغيرة إلى ملعقتين صغيرتين يومياً بحدٍّ أقصى، أو حوالي 5 غرامات من العسل، أمراً معقولاً إذا كان داء السكري مُسيطراً عليه بشكل جيد.
ويُنصح بتناول العسل دائماً مع الوجبات، وليس على معدة فارغة، لإبطاء امتصاص السكريات.
◄ ما يجب تجنبه:
• لا تتناول العسل إذا كان داء السكري لديك غير مُسيطر عليه ومستويات سكر الدم متقلبة للغاية.
• تجنب تناول العسل خلال فترات اختلال التوازن الأيضي أو عند تعديل العلاج.
• كن حذراً بشكل خاص إذا كنت تتناول الأنسولين أو السلفونيل يوريا، لأن خطر التغيرات السريعة في سكر الدم يكون أعلى.
• لا تنخدع بالصورة «الطبيعية» للعسل، فهو لا يزال سكراً، بمؤشر سكري متوسط إلى مرتفع، حسب تركيبته.
وتوضح خبيرة التغذية: «يبدو تناول ملعقة أو ملعقتين صغيرتين يومياً، أثناء الوجبة، أمراً معقولاً لكن هذا يبقى مسألة تحمّل فردية، ويجب مناقشتها مع الطبيب».
◄ أفضل عسل
ليس كل أنواع العسل متساوية. عندما نتحدث عن «أفضل عسل» لمرضى السكري، فإننا لا نتحدث عن عسل آمن، بل عن حل وسط بين النكهة ومؤشر نسبة السكر في الدم. ويُنصح عموماً بعسل الأكاسيا فهو العسل الأكثر شيوعاً لمرضى السكري، وذلك لعدة أسباب:
• مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض: حوالي 35 إلى 40.
• غني بالفركتوز، ونسبة أقل من الجلوكوز.
• يتم امتصاصه ببطء، لذا يكون تأثيره السكري أكثر اعتدالاً.
وهناك أنواع أخرى من العسل ذات مؤشر غلايسيمي معتدل ويمكن إدراجها بكمية معقولة في النظام الغذائي لمرضى السكري، تحت إشراف طبي مثل:
• عسل الخزامى: مؤشر نسبة السكر في الدم حوالي 50–55.
• عسل الزيزفون أو إكليل الجبل: معتدل أيضاً في نسبة الجلوكوز.
◄ أنواع العسل التي يُنصح بتجنبها:
• عسل الأزهار أو عسل الكستناء: مؤشره السكري مرتفع (60–65)، وغني بالجلوكوز.
• العسل الصناعي، المُسخّن، أو المُبستر: غالباً ما يكون مغشوشاً، ومنقوص العناصر الغذائية، وتركيبته غير مستقرة ومؤشره السكري غير موثوق.