وزير التجارة البريطاني: اتفاقية التجارة الحرة مع دول الخليج قبل نهاية العام

مي السكري -

أكد وزير التجارة البريطاني، كريس براينت، أن العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة ودول الخليج، وعلى رأسها الكويت، تشهد تطورًا ملحوظًا مع اقتراب التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة، تعد من بين أكثر الاتفاقيات طموحًا وشمولًا على مستوى المنطقة.

وقال براينت، في مؤتمر صحافي أمس (الأربعاء)، على هامش زيارته للبلاد، للمشاركة في الاجتماع الوزاري الخليجي - البريطاني: «أجرينا مناقشات إيجابية جدًا، ربما كانت أطول جلسة نقاش وزارية منذ بدء العملية التفاوضية، وأنا متفائل بأننا خلال الأسابيع القليلة المقبلة – أو قريبًا جدًا – سنتمكن من الوصول إلى اتفاق موقع ومكتمل، وتبقى فقط بعض النقاط البسيطة، التي نعمل على تحسينها وتوضيحها».

وأوضح أنه لا يرغب في تحديد موعد دقيق للتوقيع، لكنه أشار إلى أن المفاوضات في مراحلها النهائية، مضيفًا: «كنت أتمنى الانتهاء من الاتفاق قبل أسبوعين، نحن قريبون جدًا، وسنعقد جولة جديدة من المفاوضات في لندن الأسبوع المقبل، سأكون غير سعيد إذا وصلنا إلى منتصف ليل 31 ديسمبر، ولم نوقع الاتفاق بعد، لأن هدفي أن ننجزه قبل نهاية هذا العام».

تحرير الأسواق

وأكد براينت أن الاتفاقية ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي المتبادل بين المملكة المتحدة ودول الخليج، من خلال تحرير الأسواق، وتقليل الحواجز الجمركية وغير الجمركية، مما يتيح فرصًا أوسع لتبادل السلع والخدمات خارج نطاق النفط والغاز.

وفيما يتعلق بالاستثمارات الكويتية في لندن، شدد براينت على أهمية أن تكون الاستثمارات متبادلة في الاتجاهين، لافتًا إلى أن الكويت تاريخيًا استثمرت بكثافة في بريطانيا، وقال: «يمكن القول إن قوة سوق الأسهم البريطانية حاليًا تعود جزئيًا إلى الاستثمارات الكويتية والخليجية، سواء في أندية كرة القدم أو قطاعات البنية التحتية وغيرها».

وأضاف أن المملكة المتحدة أطلقت مؤخرًا «صندوق تمويل الصادرات البريطاني» بقيمة مليارات الجنيهات، لدعم الشركات البريطانية الراغبة في الاستثمار في الخارج، مشيرًا إلى أن الهدف ليس فقط توقيع الاتفاق، بل تطبيقه فعليًا لضمان ازدهار اقتصادي مشترك.

تنويع الاقتصاد

وفي حديثه عن إمكانية مساهمة بلاده في رؤية الكويت 2035، قال براينت إن بلاده تدعم جهود الكويت لتنويع اقتصادها، وتقليل الاعتماد على النفط، موضحًا أن بريطانيا أطلقت هذا العام «استراتيجية صناعية»، تركز على 8 قطاعات متميزة، من بينها الهندسة المتقدمة والفضاء، والخدمات المالية، والصناعات الإبداعية، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات ستكون ضمن مجالات التعاون المستقبلي بين البلدين.

كما أوضح أن الفنون البريطانية – مثل الموسيقى والسينما والبرامج التلفزيونية – تحظى بشعبية واسعة في الخليج، مؤكدًا رغبة بلاده في تطوير التعاون الثقافي والاقتصادي في هذه المجالات أيضًا.