اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١١ كانون الثاني ٢٠٢٥
مي السكري
أشاد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي مامادو سو، بجهود الكويت ودورها الإنساني الرئيسي في تخفيف معاناة السوريين، مشيرا إلى ضرورة تقديم دعم دولي مستدام لتمكين سوريا من التعافي وإعادة البناء.
قال سو في تصريح لـ القبس: إن الكويت داعم رئيسي للجهود الإنسانية في سوريا، وساهمت بشكل ملموس في تخفيف المعاناة، مضيفاً: «نتطلع إلى تعزيز الشراكات في المستقبل، سواء من خلال التمويل أو المبادرات المشتركة، للمساعدة في تكثيف الجهود - ولا سيما في معالجة قضية المفقودين واستعادة الخدمات الأساسية».
وأضاف: «لقد خلفت 13 عامًا من الحرب في سوريا ندوبًا عميقة، ويُعد التمسك بالقانون الدولي الإنساني أمرًا بالغ الأهمية لاستعادة الاستقرار»، مشددا على ضرورة ضمان حصول العائلات أخيرًا على إجابات بشأن أحبائها، ووصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، ومعاملة المحتجزين بإنسانية، وشعور الناس بالأمان للعودة إلى ديارهم.
سجن صيدنايا
وتابع: «تُبرز الصور المؤلمة من سجن صيدنايا وغيرها من مرافق الاحتجاز، إلى جانب معاناة العائلات في البحث عن أحبائهم المفقودين، حجم المعاناة التي يمكن تفاديها عندما تتمكن اللجنة الدولية من زيارة المحتجزين، ومراقبة ظروف احتجازهم، والحفاظ على تواصلهم مع عائلاتهم».
وأكد أن المفقودين في سوريا ليسوا مجرد أرقام - بل هم أحباؤنا، مشيرا إلى أن إيجاد إجابات لهذه العائلات عملية معقدة تتطلب جهودًا جماعية، لكنها ضرورية لتحقيق التعافي والمصالحة.
وتحدث سو عن زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إلى سوريا، حيث اطلعت عن كثب على الوضع الإنساني، لافتا إلى أنه خلال زيارتها لمدينتي حلب وإدلب، اللتين تتطلب ظروفهما احتياجات إنسانية هائلة، لاحظت الجهود المبذولة لدعم الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمدادات المياه والرعاية الصحية، التي تضررت بشدة بسبب سنوات من النزاع، كما دعت إلى حماية البنية التحتية الحيوية على طول نهر الفرات، حيث يعتمد الملايين عليها للحصول على المياه والطاقة.
مساعدات إنسانية
أكد سو التزام اللجنة الدولية تقديم المساعدات الإنسانية ودعم المتضررين، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية تعمل في سوريا منذ عام 1967 لدعم المتضررين من النزاع المسلح، مضيفا «ويعمل لدى اللجنة الدولية حاليا أكثر من 700 موظف في مختلف أنحاء سوريا ولديها مكاتب في محافظات دمشق، وحلب، ودير الزور، والحسكة، وحمص، وتقدم المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات المدنيين المتضررين من الأعمال العدائية والعنف».
عائلات المفقودين
أشار سو إلى أنه على مدار سنوات، عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن كثب مع عائلات المفقودين وأطراف النزاع في سوريا لمعالجة التداعيات الإنسانية لهذه القضية الملحّة.
وأضاف: «على مدى 13 عامًا، تلقينا 35000 طلب من عائلات في سوريا وخارجها تبحث عن أقارب مفقودين في سوريا، ولا يزال ما يقرب من 30000 طلب مفتوح حتى اليوم، وهذا الرقم يعكس الطلبات المسجلة لدى اللجنة الدولية، لكننا ندرك أن العدد الفعلي للمفقودين أعلى بكثير».