اخبار الكويت
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تلتصق الموضة بشكل مباشر بعلم النفس، والعلاقة بين المظهر الخارجي والحالة النفسية للفرد.
قالت مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان، في مقابلة مع موقع CNN بالعربيّة، إنّ المظهر هو شكل من أشكال التواصل غير اللفظي، يعكس الشخصية والمشاعر وحتى التجارب التي مرّ بها الإنسان منذ الطفولة، مرورًا بضغوط الحياة الراهنة.
ما الذي يشكّل أسلوب اللباس أكثر: الشخصيّة أم تأثير المجتمع والموضة؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: يعتمد الموضوع على ركيزتين أساسيتين وهما وعي الفرد ومدى قبول المجتمع للتفرّد. فحجم التأثر واتجاهه يعتمد بدوره على وعي الإنسان ومدى استماعه لصوته الداخلي.
يلبي الأشخاص الذين لديهم صلة بمظهرهم احتياجاتهم الحقيقية والفعلية، بينما يبحث الأشخاص المنفصلين عن مظهرهم عن مدح وانتقاد الآخرين.
بالنسبة لتأثير المجتمع، تُملي البيئة المنغلقة أو التقليدية معايير المظهر على أفرادها بصرامة، ما يؤدي إلى تماثل وتشابه كبير في اتجاه الموضة أو الخيارات الشخصية، وهذا ما يُسمى بالستايل المحلي.
أما في المجتمعات الأكثر انفتاحًا، يُصبح عناك فرصة أكبر للتفرد بسبب قبول العولمة وقلة الأحكام المجتمعية.
هل يمكن أن تكون الموضة وسيلة علاجية أو تمكينية للنفس؟ كيف ذلك؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: بالتأكيد، لأن الموضة اختراع إنساني يهدف لتلبية الاحتياجات والمساعدة في التعبير عن الذات، وعندما يلبّي الإنسان احتياجاته ويرى تأثيرها الإيجابي على مظهره، تزيد ثقته بنفسه ويصبح أكثر انفتاحًا وإقبالًا على الحياة.
يعتمد بعض الأشخاص على الموضة كآلية معاكسه يتغلبون فيها على أيامهم الصعبة، ويستخدمون هذا التأثير الإيجابي حتى يساعدهم في تخطي الأيام الثقيلة.
هل يؤثر أسلوب اللباس على نظرة الآخرين، ونظرة الإنسان لذاته؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: نعم، فالأسلوب الشخصي يُعد انعكاسًا لرؤية الإنسان لنفسه وتلبية لصوته واحتياجاته، ويُعتبر لغة متبادلة.
يستقبل الآخرون إشارات المظهر وخياراته، بل يطلقون أحكامهم منذ الانطباع الأول قبل الحديث.
بالنسبة للبعد الشخصي، فالإنسان المتمكن من تحقيق أسلوبه الشخصي في اللباس متمكن من التعبير عن نفسه بأفضل حال، وهذا بحد ذاته يجعله قويًا وواثقًا، ما ينعكس في أعين الآخرين.
هل هناك مراحل حياتية تدفع الناس لتغيير أسلوبهم؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: نعم، تمرّ حياة الإنسان بمحطات مفصلية تؤثر بشكل مباشر على أسلوبه الخارجي، مثل الانفصال أو الانتقال إلى وظيفة جديدة أو خوض تجارب نفسية وجسدية عميقة. هذه المراحل لا تغيّر فقط طريقة اللباس، بل تنعكس أيضًا على لغة الجسد، والانطباعات الشخصية، وحتى طريقة التسوّق.
من خلال عملي في تقديم استشارات تنسيق المظهر حسب نوع الجسم والبشرة، لاحظت تغييرات ملحوظة عند عميلاتي، وإحدى أبرز التجارب كانت مع عميلة التحقت بالكلية العسكرية، حيث أحدث هذا الانتقال تغييرًا جذريًا بطريقتها في التعبير عن نفسها، ما يدل على مدى عمق تأثير المراحل الحياتية على المظهر الشخصي.
ما نصيحتك لمن يرغب في تعزيز ثقته بنفسه من خلال ملابسه؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: الخطوة الأولى لتعزيز الثقة بالنفس تبدأ بالمعرفة والوعي، عندما يتعرف الإنسان على نفسه بشكل أعمق، يصبح أكثر قدرة للتعبير عنها من خلال اختياراته في الملابس، ويعطي رسالة واضحة للعالم عن هويته، مثل: 'أنا واثق'، و'أنا مرتاح مع جسدي'، و'أنا أحب لوني وشكلي'.
الوعي بالمظهر ليس أمرًا سطحيًا، بل هو جزء من فهم الذات. عندما يعرف الشخص أسلوبه الشخصي، سيّصبح أكثر دقة في خياراته، ما يجنّبه الحيرة، ويمنحه وضوحًا في التعبير، كما يجذب إليه فرصًا وأشخاصًا يتماهون مع هويته الحقيقية.
كيف تكون العلامات التجارية أكثر وعياً بتأثير الموضة النفسي والعاطفي على الناس؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: في الواقع العلامات التجارية واعية تمامًا بهذا التأثير، وتستخدم حساسية الأمر ومدى ارتباطه العاطفي والنفسي لأغراضها التسويقية، لأنها في آخر المطاف تكسر جهودها لأغراض البيع.
ما الفرق في طريقة التعبير عن الذات من خلال الموضة بين النساء والرجال؟ هل هناك فروقات نفسية واضحة؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: في الغالب لا يعير الرجال مظهرهم اهتمامًا بقدر ما تفعل النساء.
كما أن الدوافع حول الاهتمام بالمظهر تختلف بين الجنسين، فالنساء يعكسن أنوثتهن وجمالهن في المظهر، بينما الدافع الأساسي للعناية بالمظهر عند الرجال غالبًا ينعكس من خلال القوة الاجتماعية، والجسدية، والمادية، والراحة، والعملية.
كما أن حديث النفس والتخاطب عند المرأة يكون أكثر صخبًا وتفصيلًا، بما فيه التواصل اللفظي وغير اللفظي. وهذا ما ينتج عنه خيارات أكبر وذوقًا شخصيًا أكثر تعقيدًا وتنوعًا.
أما الرجال فهم أكثر عملية وأقل تواصلًا مع أنفسهم والآخرين، ما يجعل أساليبهم الشخصية أقل تعقيدًا وأكثر بساطة وعملية.
كيف تؤثر الطفولة أو التجارب المبكرة في تشكيل علاقة الإنسان بالملابس والأناقة لاحقًا؟
مصممة الأزياء وخبيرة المظهر والصورة الكويتيّة أبرار قطّان: تلعب الطفولة دورًا محوريًا في تكوين العلاقة بين الإنسان ومظهره. في السنوات الأولى من العمر، يكون الطفل بطبيعته محبًا لذاته ومتصالحًا مع جسده، ولا يهتم بمعايير الجمال أو المثالية التي يفرضها المجتمع.
يبدأ الخجل من المظهر فقط عند إدراكه أن الآخرين يرونه ويحكمون عليه، ويكتسب هذا الوعي تدريجيًا، غالبًا بعد سن الثالثة ومع تطوّر الإدراك الاجتماعي.
بمرور الوقت، تبدأ التجارب الشخصية والتأثيرات الاجتماعية في تشكيل صورة الإنسان الذهنية عن نفسه، فيربط مظهره الخارجي بأوصاف واقعية أو عاطفية، مثل الشبه بأحد الوالدين، أو لون البشرة، والشعر.
لا يُولد الطفل وهو يقارن نفسه أو ينتقد مظهره، بل يتعلّم هذه اللغة من العالم المحيط به، ومن الإعلام والمعايير المجتمعية التي يتعرض لها لاحقًا.
مع تطوّر هذا الوعي، تتكوّن أهدافه الذوقية ويبدأ في تكوين أسلوبه الشخصي، من خلال اختيار ألوان وتصاميم تعبر عن احتياجاته النفسية أو عن رؤيته لذاته.
هذه العلاقة بين الماضي والمظهر الخارجي تنمو على مراحل متلاحقة، وهي رحلة معقدة ومليئة بالتحديات، تشكل ما يُعرف لاحقًا بالأسلوب الشخصي، الذي يتأثر بجذور تمتد غالبًا إلى الطفولة والتجارب المبكرة.