اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
نور نور الدين -
لطالما اعتُبرت المُحليات الصناعية وبدائل السكر خياراً «أخف» مقارنة بالسكر التقليدي، إذ استُخدمت لعقود في مشروبات الحمية، والزبادي الخالي من السكر، والحلويات «الخفيفة». ورغم فوائدها المحتملة لمرضى السكري أو في تقليل تسوس الأسنان، تكشف دراسة جديدة عن جانب مظلم لهذه البدائل من خلال ارتباطها بتراجع أسرع في الذاكرة والقدرات الإدراكية.
◄ خلفية عن بدائل السكر
منذ بداية القرن العشرين، ظهر السكرين كأول مُحلٍ صناعي، ومع مرور الوقت، تمت الموافقة على عدة أنواع أخرى من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مثل:
• الأسبارتام، السكرين، السكرالوز، أسيسلفام - ك.
• كحولات السكر (الإريثريتول، الإكسيليتول، السوربيتول، التاجاتوز).
• البدائل النباتية (ستيفيا، فاكهة الراهب).
وقد دعمت أبحاث سابقة استخدامها للسيطرة على مستوى السكر في الدم، لكن دراسات أخرى ربطتها باضطراب ميكروبيوم الأمعاء، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.
◄ نتائج الدراسة
نُشرت الدراسة، أخيراً، في مجلة Neurology التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، بعد متابعة أكثر من 12 ألف مشارك من البرازيل بمتوسط عمر 52 عاماً، على مدى ثماني سنوات. وجاءت أبرز النتائج كالتالي:
• المشاركون الذين استهلكوا أعلى كمية من بدائل السكر (191 ملغ / يوم) شهدوا تراجعاً أسرع بنسبة %62 في مهارات التفكير والذاكرة مقارنة بمن استهلكوا كميات أقل (20 ملغ / يوم).
• التدهور الإدراكي لدى هؤلاء الأشخاص يُعادل تقريباً التقدم في العمر بمقدار 1.6 سنة إضافية.
• كان التأثير أكثر وضوحاً لدى الأشخاص دون سن الستين والمصابين بداء السكري.
وفسرت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، من جامعة ساو باولو، هذه النتائج قائلة: «حتى التراجع الطفيف في القدرات الإدراكية، عندما يتراكم على مر السنين، قد يُزيد من خطر الإصابة بالخرف أو الضعف المعرفي في مراحل لاحقة من العمر».
◄ لماذا في منتصف العمر؟
من المثير للاهتمام أن التأثير كان أوضح في منتصف العمر، وليس لدى كبار السن كما توقع الباحثون. ويُرجّح أن هذه الفترة تُعدّ مرحلة حاسمة تحدد مسار صحة الدماغ لعقود لاحقة، ما يجعل التعرض المتكرر للمُحليات الصناعية خلالها أكثر خطورة.
◄ كيف تُقلل استهلاكك من بدائل السكر؟
توصي اختصاصية التغذية مونيك ريتشارد لموقع medical news today بإجراءات عملية للحد من التعرض للمُحليات الصناعية مثل:
• التدقيق في الملصقات: راقب وجود أسماء مثل الأسبارتام، السكرالوز، أو إريثريتول في المشروبات أو الأطعمة «الخالية من السكر».
• التقليل التدريجي: خفّض الكمية المستهلكة بنسبة 25 - %50 كل أسبوعين، مع استبدال الماء المنكّه بالفواكه أو الشاي غير المُحلى بها.
• استخدام النكهات الطبيعية: مثل القرفة، الفانيليا، قشر الحمضيات أو الزنجبيل لإضفاء مذاق مُرضٍ دون سكر.
• اختيار محليات طبيعية باعتدال: مثل العسل أو الفاكهة الطازجة، مع الانتباه لعدم الإفراط في استخدامها.
◄ الخلاصة
رغم أن بدائل السكر قد تبدو خياراً صحياً لتقليل السعرات الحرارية، فإن هذه الدراسة تُشير إلى أن استهلاكها المفرط قد يرتبط بتسارع التدهور الإدراكي، خاصة في منتصف العمر وبين المصابين بالسكري. والحل الأمثل ليس في استبدال المُحليات الصناعية بالسكر، بل في إعادة التوازن للنظام الغذائي عبر الاعتماد على الأطعمة الكاملة وتقليل الاعتياد على المذاق الحلو.