أنبوب جيهان ينتظر الضوء الأخضر وموعد الاستئناف في دوامة مجهولة

ترجمة/ حامد أحمد

في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية عن تقديم منظمة الدول المصدرة للنفط 'أوبك'، طلب التماس رسمي للعراق يحثه فيه على استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر خط أنبوب جيهان الذي مضى على اغلاقه اكثر من عام، أشار فيه متحدث باسم الحكومة الى ان استئناف صادرات النفط قد يستغرق وقتا اعتمادا على سير المفاوضات ين بغداد وشركات النفط العاملة في الاقليم.

ونقل موقع K24 الاخباري عن مصدر في وزارة النفط العراقية قوله إن منظمة أوبك دعت وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، بإعطاء الضوء الأخضر لاستئناف صادرات النفط من حقول الإقليم عبر أنبوب التصدير العراقي التركي جيهان وذلك في محاولة للتخفيف من الاعباء الاقتصادية المترتبة على اغلاقه.

واستنادا الى المصدر فإن منظمة أوبك اوصت بالسماح لإقليم كردستان بتصدير 200 ألف برميل باليوم عبر أنبوب جيهان، مدعيا انه في رده على طلب أوبك فإن وزير النفط عبد الغني، قدم هذا الالتماس الى رئاسة الوزراء للنظر والبت فيه.

من جانب آخر نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية للأخبار الاقتصادية عن المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، قوله ان استئناف صادرات النفط من حقول كردستان عبر خط الأنبوب العراقي التركي جيهان قد يستغرق مزيدا من الوقت لتحقيقه.

وقال العوادي خلال تصريحات صحفية له، أمس الاثنين، 'من المحتمل ان أي مباحثات بين الشركات العاملة في الإقليم ووزارة النفط العراقية قد تستغرق بعض الوقت، خصوصا وان بغداد في طور العمل على تأسيس علاقة مباشرة مع تلك الشركات فيما يتعلق بكميات النفط المنتج وحجم الصادرات والاسعار'.

وأضاف العوادي قائلا 'ليس هناك إطار زمني محدد لإنهاء المفاوضات مع شركات النفط العالمية العاملة في الإقليم'.

يذكر ان اغلاق خط أنبوب التصدير الذي يمر عبر الاراضي التركية الى ميناء جيهان قد حرم السوق العالمية مما يقارب من نصف مليون برميل باليوم في وقت وصلت فيه أسعار النفط حسب بورصة لندن ما دون 90 دولارا للبرميل بقليل. وان تركيا التي ادعت بان الانبوب قد تم اغلاقه بسبب حاجته لإصلاحات بعد تعرضها لزلزالين ضخمين في شباط من العام الماضي ، فإنها ذكرت في تشرين الأول انها مستعدة لاستئناف عمليات الضخ مشيرة الى ان الامر متروك للعراق للموافقة على استئناف التصدير.

وحل الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان ، ضيفا على العراق الاثنين في زيارة له الأولى للبلد منذ اكثر من عقد تركزت اجندة الزيارة للتباحث في قضايا المياه والنفط والامن الإقليمي. وقال الناطق باسم الحكومة العوادي 'تركيا مستعدة لاستقبال النفط العراقي القادم من حقول إقليم كردستان ،وليس هناك مشكلة في قضية التصدير عبر جيهان'، مشيرا الى ان 'القضية بحاجة الى ان يتم حلها والتفاوض بشأنها بين إقليم كردستان وشركات النفط العاملة في الإقليم ووزارة النفط في بغداد'.

وبقي أنبوب التصدير الحيوي العراقي التركي جيهان مغلقا منذ 25 آذار 2023، ورغم ان الطاقة التصديرية القصوى للانبوب هي 1.4 مليون برميل باليوم ، فان الصادرات النفطية التي كانت تمر عبره قبل اغلاقه وصلت الى 450 الف برميل باليوم فقط .

التوقف المزمن للصادرات النفطية عبر هذا الانبوب كانت له آثار اقتصادية كبيرة على بغداد والاقليم وشركات النفط ، وان استثمارات نفطية بأكثر من 400 مليون دولار بقيت مجمدة مما أدى ذلك الى هبوط كبير بالعوائد بالنسبة لشركات النفط العاملة وزيادة معدل البطالة.

وتشير بلومبيرغ الى ان الحكومة العراقية وشركات النفط العاملة في الإقليم كانتا سابقا تلومان احدهما الآخر على التأخيرات باستئناف صادرات النفط.

واستنادا الى بيان لجمعية، ابيكور، التي تمثل الشركات العالمية العاملة في الإقليم فان توقف عمليات التصدير الذي حدث بعد حكم قضائي صادر عن غرفة التجارة الدولية في باريس بالطلب من انقرة دفع تعويضات لبغداد بمقدار 1.5 مليار دولار عن صادرات غير مخول بها للفترة بين عامي 2014 و 2018 ، قد تسبب بخسائر عوائد مالية للعراق تقدر بأكثر من 11 مليار دولار.

من جانب آخر قال متحدث باسم مجموعة شركات ابيكور العاملة في الإقليم في بيان له، إن الشركات يحدوها الامل في ان زيارة اردوغان الى العراق ستكون بمثابة خطوة باتجاه التوصل لحل يتم خلاله استئناف صادرات النفط عبر أنبوب جيهان والذي سيعود بمنفعة مالية لكل من تركيا والعراق وإقليم كردستان والشركات النفطية.

وأضاف المتحدث باسم الشركات بقوله 'الشركات الأعضاء مستعدة لاستئناف صادرات النفط ويتوقف ذلك على اتفاقية وفقا للشروط المالية الحالية وضمان النفقات السابقة والمستقبلية مع الحكومة الفيدرالية وحكومة اقليم كردستان'.

يذكر ان وزارة النفط العراقية قد ذكرت الشهر الماضي بان الشركات تريد ان يتم تسديد رسوم لها ثلاثة اضعاف كلفة انتاج البرميل في مناطق أخرى من البلاد والبالغ 6.9 دولار. ومن جانب آخر تريد مجموعة شركات أبيكور، وفقا لبيان لها، تسديد مستحقات سابقة لها، بضمنها 1 مليار دولار عن كميات نفط تم انتاجها لفترة ما بين أيلول 2022 وآذار 2023 .

عن: بلومبيرغ وموقع K24 الإخباري