اخبار العراق
موقع كل يوم -جريدة المدى
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الثاني ٢٠٢٣
د.كاظم العبادي
كان واضحاً من مباراة العراق واليمن، أن مدرب منتخب العراق كاساس بات يعرف لاعبيه الأساسيين، لذلك أراح بعضهم لتحضيرهم لمباراة نصف النهائي اليوم الإثنين بين العراق وقطر حتى لا يصيبهم التعب أو إصابة مؤثّرة.
بالتأكيد، أنه لن يجازف اليوم، لكنّه بحاجة الى اتخاذ القرار المناسب، أمامه خيارين (بسبب أسلوب قطر الواضح الذي يعتمد على الحيازة والاحتفاظ بالكرة فترات طويلة وقدرة لاعبيه على التمرير في مساحات ضيّقة، وقطع مسافات طويلة في الجري أكثر من لاعبينا) أما أن يلجأ الى تكثيف دفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدّة، أو افشال الأسلوب القطري بالدفاع العالي والضغط على لاعبيه من مناطق متقدّمة، كما فعل منتخب البحرين في الشوط الثاني أمام قطر.
* اعتقد أنه سيلجأ الى الأسلوب الأول، ويترك الاحتمال الثاني لفترات معيّنة من المباراة (حالياً لا نمتلك فريق قادر على الاندفاع الهجومي المستمر). كان كاساس قد أشار سابقاً على خطّته بجعل المنتخب العراقي يلعب بأسلوب 'سيموني' الدفاعي، وهذه فرصته لإظهار فلسفته، يمتلك جناحين هنا حسين علي وإبراهيم بايش قادرين على استغلال المساحات في الاطراف للاختراق أو بنقل الكرات بأسرع وقت مُمكن الى المهاجم أيمن حسين من أجل التسجيل، وأتمنى أن يكون أيمن موفّقاً وجاهزاً لتسجيل الأهداف كما ظهر في مباراة اليمن.
* دفاعياً، انتبه البعض في مباراة العراق واليمن الى ضعف في منطقة قلب الدفاع وحمّلوا الأخطاء على قلبي الدفاع مصطفى ناظم وعلي فايز، حيث حدثت ثغرات دفاعيّة متعدّدة في تلك المنطقة وألغى الحكم هدفين لمهاجم اليمن أحمد خليل بداعي التسلّل، كذلك أجبر الحارس جلال حسن في ردّ كرة صعبة ربما سينال على أثرها لقب 'أفضل صدّة في البطولة'. أعتقد أن سبب هذه الثغرات لا يتحمّلها ناظم وفايز فقط، بل يتحمّل جزءاً كبيراً من مسؤوليّاتها خطّ الوسط حيث أن أمير العماري كان بحاجة الى أمجد عطوان الى جانبه في الوسط من أجل عدم تغذية مهاجمي اليمن بالكرات وهُم داخل منطقة الجزاء العراقي.
* تشير إحصائيّات الفريق القطري أنه لا يُسجّل كثيراً، فمعدّل تسجيله الأهداف في 4 مباريات بلغ 1.3 هدف في المباراة، وهذا شيء قد يجعل كاساس يتركهُ يتحرّك كما يشاء بعيداً عن منطقة الجزاء العراقي، وربما قد يعزو البعض أن سبب شحّة تسجيل قطر للأهداف هو تقارب فرق المجموعة الثانية في المستوى، هذا الأمر ليس مبرّراً، فالفريق العراقي لا يختلف عنها في الأداء والقوّة، لذلك قد لا تتمكّن قطر من التسجيل أمام العراق، إلا إذا ما حصلت ثغرات غير متوقّعة أو محسوبة.
* تستحقّ مباراة البحرين وسلطنة عُمان أن تُراقَب وتُرصَد ليس من قبل مدرب الفريق الذي سيفوز من مباراة العراق وقطر فقط، فهي مباراة ' مُحيّرة ' ومن الصعب التكهّن بنتيجتها، حيث أنهما يلعبان بأسلوب مشابه تقريباً، حرص دفاعي، حضرا الى البطولة بالفرق الأساسيّة، كلاهما حصل على 7 نقاط في مجموعته، أنها مباراة غامضة، ويرشّح أغلبيّة المهتمّين البحرين للفوز باللقب، لكن منتخب عُمان يعمل على تحقيقه بهدوء، ولم يخف مدرّبها الكرواتي برانكو هذا الأمر عندما قال لي قبل افتتاح البطولة بأيام أنه ذاهب الى البصرة للفوز بكأس الخليج.
*بلغ المعدل العام لتسجيل الأهداف في كأس الخليج لغاية الآن 2.5 هدف في المباراة الواحدة حيث ارتفع معدّل التسجيل تدريجياً من 1.75 هدف في المرحلة الأولى، 2.75 هدف في المرحلة الثانية، 3 أهداف في المرحلة الثالثة، وهو انعكاس الى تطوّر أداء الفرق لوجود المدربين مع فرقهم فترة زمنيّة طويلة. هذا التصاعد وصل قمّته ولن يستمر في مباراتي نصف النهائي لتقارب كبير في مستويات الفرق المتأهّلة. أتوقّع أننا سنشاهد مباراتين ربّما هُما الأفضل في البطولة 'تكتيكيّاً' مقارنة مع المباريات الماضية.