لوّح متطرفون بإزالته.. التشرينيون يقيمون تمثالاً للناشط المغيب سجاد العراقي

ذي قار/ المدى

اقام العشرات من الناشطين في الحركة الاحتجاجية في ذي قار حفل افتتاح نصب لتمثال الناشط التشريني سجاد العراقي المغيب منذ نحو 4 اعوام اثر مشاركته في التظاهرات المطلبية، وذلك وسط تلويح من بعض المتطرفين بإزالته.

وتضمنت فعاليات الاحتفال التي اقيمت وسط الناصرية، وفي موقع قريب من ميدان انطلاق التظاهرات في ساحة الحبوبي، العديد من الكلمات بالمناسبة وقد شارك بإلقائها كل من الدكتور ياسر البراك والناشط حسين العامل وعباس العراقي شقيق الناشط المغيب، فيما ألقيت باقة من القصائد والاهازيج بالمناسبة. وقال عباس العراقي لـ(المدى) إن 'عائلة سجاد هي من تكفلت بإقامة النصب من دون اي دعم من جهة سياسية او حكومية'، مبينا ان 'اقامة النصب يهدف للتذكير بقضية سجاد واحياء ذكره، ليكون حاضرا في الميدان الذي شهد انطلاق تظاهرات تشرين'.

ووصف العراقي التهديدات التي تدعو الى ازالة التمثال بانها دعوات مغرضة من اشخاص وجهات متضررة من الحركة الاحتجاجية وتناصب تشرين العداء.

ويجد العراقي ان 'القوات الامنية لم تتحرك تحركاً جدياً للكشف عن مصير شقيقه المغيب منذ نحو 4 سنوات، ولم تقم بملاحقة المتورطين باختطافه من الذين صدرت بحقهم احكام غيابية بالإعدام ويتواجدون حاليا في ايران'.

فيما حملت والدة سجاد العراقي القوات الامنية والحكومة المحلية مسؤولية اي حالة تجاوز يتعرض له نصب وتمثال ولدها، مشددة على اهمية الكشف عن مصيره، والقاء القبض على المتورطين باختطافه بدلا من الانشغال بالتلويح والتهديد بازالة التمثال.

وكان مدونون متطرفون قد ناشدوا الجهات الامنية والحكومية المحلية والفصائل المسلحة بمنع اقامة تمثال للناشط المغيب سجاد العراقي، ودعوا فيما بعد وعبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الى ازالته ولو بالقوة، فيما قوبلت تلك الدعوات بحملة مضادة تشيد بمواقف العراقي وشجاعته في التصدي لفساد احزاب السلطة.

وبدوره قال ياسر البراك خلال كلمته التي القاها في حفل الافتتاح إن 'اقامة التمثال وافتتاحه يعبر عن رسالة احتجاجية على ما تعرض له شباب تظاهرات تشرين من قتل وقمع وخطف وتغييب'، مشيرا الى، ان 'اعتماد المنهج السلمي للتظاهرات جوبه للأسف بكل اساليب القمع المعروفة رغم ان مطالب المتظاهرين تصب في مجال الاصلاح وتقويم العملية السياسية وتطهير البلاد من الفاسدين'.

وفي كلمته خلال الاحتفال قال الناشط حسين العامل الذي وثق حياة الناشط المغيب بكتاب يحمل عنوان (سجاد العراقي قصة حياة ثائر مغيب) ان 'ما يجعل ذكر الثائر المغيب سجاد العراقي حياً وراسخا في ضمائرنا وقلوبنا وضمير كل الشرفاء في الوطن وارجاء العالم، ليس هذا التمثال فحسب، وانما هي مواقفه المبدئية الراسخة، وشجاعة المواجهة في الدفاع والذود عن قضايا الوطن والناس'.

ويجد العامل ان 'خلود الثائر لا يتحقق الا عبر مواقفه الثورية النبيلة وتضحياته الجليلة التي تظل راسخة في ذاكرة شعبه والشعوب الاخرى، فشخصية الثائر الحقيقي بحسب ما يقول العامل لا تكتمل ولا تكون الا بسجايا الايثار والثبات ونكران الذات والاقدام وروح المبادرة التي تؤسس بكل شجاعة للفعل الثوري'.

وكانت قيادة شرطة محافظة ذي قار قد كشفت يوم السبت (19 أيلول 2020) عن اختطاف الناشط في مجال تظاهرات الناصرية سجاد العراقي وإصابة زميله باسم فليح بجروح على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين رباعية الدفع.

واصدرت محكمة جنايات ذي قار في (16 آذار 2023) وبعد نحو عامين ونصف العام من المداولات والنظر في قضية سجاد العراقي حكما غيابيا بالإعدام على المدانين بجريمة اختطافه، وهما كل من ادريس كردي حمدان واحمد محمد عبود عبد الله.