اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
18 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تفاقمت أزمة المياه في البصرة لتصبح هاجساً يومياً يهدد حياة السكان، حيث تحولت مياه شط العرب من مصدر حياة إلى بؤرة تلوث وملوحة.
ويعاني الأهالي من مياه غير صالحة للشرب، ذات طعم مالح ورائحة كريهة، تدفع الكثيرين للاعتماد على تناكر المياه بأسعار مرتفعة تصل إلى 20 ألف دينار للطن الواحد، مقارنة بـ10 آلاف سابقاً.
وأفاد سكان محليون، مثل أحمد محمود، وهو مزارع من قضاء أبو الخصيب، أن 'المياه المالحة دمرت محاصيلنا، ولم نعد قادرين على تحمل الأسعار الباهظة للمياه النظيفة'.
وأشار تقرير لـ'هيومن رايتس ووتش' إلى أن نسبة الأملاح في شط العرب وصلت إلى 7500 وحدة، بينما الحد الأقصى المقبول عالمياً هو 1200 وحدة. وأدى هذا التلوث إلى دخول 118 ألف شخص إلى المستشفيات عام 2018، مع مخاوف من تكرار الأزمة.
وخرج المئات في تظاهرات غاضبة في مدن البصرة، مثل أبو الخصيب والهارثة، في يوليو 2025، مطالبين بمياه صالحة للشرب، معبرين عن استيائهم من تجاهل الحكومة لمعاناتهم.
وقال الناشط البيئي سرمد البصراوي: 'كل عام نسمع وعوداً بمشاريع تحلية، لكن الواقع يظل كارثياً'.
وأظهرت الايام الماضية غضباً شعبياً عارماً، حيث وصف الأهالي البصرة بـ'المنكوبة' بسبب انعدام الخدمات ونهب ثرواتها النفطية.
وأثارت عقود مشاريع تحلية، مثل مشروع بـ3.9 مليار دولار أُحيل إلى شركة مثيرة للجدل، تساؤلات حول الفساد والإهمال.
وكشفت التحقيقات أن أسباب الأزمة متعددة، تشمل انخفاض تدفق مياه دجلة والفرات بسبب السدود التركية وتحويل روافد الأنهار في إيران، إضافة إلى سوء إدارة الموارد المحلية.
وفي الاعوام الماضية افادت تصريحات من مجلس المحافظة، أن 'محطات التحلية المتوقفة، مثل مشروع ماء البصرة الكبير، تعاني من نقص التمويل وسوء التخطيط'.
وأكدت فحوصات مختبرية حديثة، رغم ارتفاع الملوحة، أن المياه في بعض المشاريع صالحة جرثومياً، لكن التوزيع يعاني من أنابيب متكسرة.
ويبدو أن المليارات التي صُرفت على مشاريع التحلية ذهبت هباء بسبب الفساد وسوء التنفيذ.
ويبرز مشروع تحلية مياه البحر بـ4 مليار دولار، الذي أُعلن عنه في يوليو 2025، كمحاولة جديدة، لكن الشكوك تحوم حول نجاحه وسط تاريخ من الإخفاقات. ويظل الأهالي عالقين بين وعود حكومية وواقع مرير، حيث الماء المالح يقتل الأمل والأرض.تحليلي ورؤيتي:
تكشف أزمة المياه في البصرة عن خلل بنيوي في إدارة الموارد والسياسات العامة فيما الفساد، سوء التخطيط، والاعتماد على حلول مؤقتة بدلاً من استراتيجيات مستدامة، جعلت البصرة، الغنية بالنفط، أسيرة عطشها.
About Post Author
Admin
See author's posts