اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
23 غشت، 2025
بغداد/المسلة: بتسابق المرشحون للانتخابات في العراق على إطلاق وعود التعيينات، مستغلين ضيق الشباب الباحث عن فرصة عمل، ومعلنين عبر لقاءاتهم أن المستقبل سيحمل قرارات تعيين جماعية، وكأن الموازنة المالية مفتوحة بلا سقف ولا حساب.
وتكذّب الحقائق هذا المشهد الدعائي، إذ تخلو الموازنة الحالية من أي باب للتعيينات، في وقت يعرف فيه النواب والمسؤولون أن العراق يرزح تحت وطأة تضخم هائل في الجهاز الوظيفي، وأن رواتب الموظفين تلتهم أكثر من 60% من الإنفاق الحكومي، تاركة أبواب الاستثمار والإعمار مقفلة أمام عجلة التنمية.
ويستعيد المراقبون مشهداً مألوفاً في كل دورة انتخابية، حيث تتحول التعيينات إلى سلعة انتخابية تُباع وتُشترى في سوق الأصوات، بينما يتضاعف عدد الشباب العاطلين ليقترب من ثلث القوى العاملة بحسب تقديرات البنك الدولي، وتستحيل الوعود إلى مجرد سراب يذوب بعد إعلان النتائج.
وتتسابق منصات التواصل الاجتماعي في فضح هذه الممارسات، حيث غرد ناشطون من بغداد بأن 'أغلب الوعود بالتعيين مجرد كذبة انتخابية لا تصمد أمام نصوص الموازنة'، فيما كتب آخرون من البصرة بأن 'المرشحين يبيعون الهواء للشباب العاطل وكأنهم لا يعلمون أن الوظائف استنفدت منذ سنوات'.
ويكشف خبراء الاقتصاد أن استمرار هذه الوعود الوهمية يكرس ثقافة الريع ويعطل الإصلاحات الهيكلية، فالعراق الذي يعاني من شح الاستثمارات وتراجع البنية التحتية لا يستطيع تحمل مزيد من الوظائف الوهمية، وأن السبيل الواقعي هو فتح سوق خاص نشط وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وتتعمق الأزمة حين يُدرك الناخب أن التعيينات ليست مجرد ملف انتخابي، بل ورقة ضغط سياسية متجددة تستخدمها القوى في لعبة المساومات، لتبقى الكلمة الأخيرة للشباب العاطل الذي صار يعرف أن حقه في وظيفة كريمة لا يمر عبر شعارات انتخابية بل عبر إصلاح اقتصادي جاد طال انتظاره.
About Post Author
Admin
See author's posts